أزقة مدينة شفشاون المغربية.  (TRT 2)
تابعنا

تداولت عدة صفحات مغربية على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمنشآت زرقاء اللَّون، مشابهة لدروب وأزقة مدينة شفشاون الواقعة شمال البلاد، بيد أن صوت حامل الكاميرا يؤكد مردداً "أقسم بالله إن هذه الدروب في الصين!".

فيما وإن كانت شفشاون هي المدينة العربية الأولى التي لقيت هذا المصير، فليست المرة الأولى التي تنسخ فيها مدن وآثار من العالم ليعاد بناؤها في الصين منتجعات سياحية، وقد سبقتها في ذلك باريس ولندن وعشرات من قرى الألب السويسري والمواقع الأثرية العالم.

ويفسر المسؤولون على إنشاء هذه المدن والمواقع الأثرية المستنسخة، ما يجري برغبتهم في منح الفرصة للطبقة المتوسطة الصينية التي لا تقدر على تحمل تكاليف السفر، بدائل لتعيش هي الأخرى تجربة زيارة تلك الوجهات السياحية بتكاليف أقل.

شفشاون في الصين؟

ويظهر الفيديو المتداول منشآت تشبه دروب المدينة القديمة بشفشاون المغربية، والمعروفة باللون الأزرق الذي تطلى به، وبطرازها المعماري الخاص. وفي خلفية المقطع يتحدث من يُعتقد أنه مصوره قائلاً: "لقد أنشؤوا لهم أزقة تشبه شفشاون! هذا شيء لا يصدق، أشعر بنفسي وكأنني في المغرب".

وأوضحت منصات صحفية مغربية بأن الأمر يتعلَّق بمركب سياحي جديد، أُنشئ بمدينة تشندو الصينية. معلقين بأن هذا "يظهر التطور التقني والمعماري الذي وصلت إليه الصين، حتى تنسخ شبيهاً لمدينة شفشاون التي شكلت على مر السنوات محطة تجذب السياح من مختلف الدول العربية والغربية".

وخلال السنوات الأخيرة، لقيت مدينة شفشاون إقبالاً كبيراً من السياح الصينيين، قُدّر بمعدل 2500 سائح صيني كل شهر. ووفق ذلك أنشأ عددٌ من المستثمرين الصينيين مطاعم للأكل الصيني وفنادق بالمدينة المغربية الصغيرة.

وفي سنة 2019، اختارت السفارة الصينية بالرباط شفشاون لإقامة احتفالات واسعة برأس السنة الصينية. وحسب وكالة "شينخوا"، زُينت الأزقة الزرقاء للمدينة بحوالي 1500 فانوس صيني، كما نُظم احتفال كبير بهذه المناسبة، حضره كل من سفير جمهورية الصين الشعبية ووزير السياحة المغربي وقتها، محمد الساجد.

تياندو تشانغ، النسخة الصينية عن باريس. (Others)

باريس ولندن ومدن أخرى

وليست شفشاون هي الأولى التي تنشأ لها نسخة طبق الأصل في الصين، بل عدد كبير من المدن والمواقع السياحية والأثرية العالمية، تم نسخها وإعادة بناءها كمركبات سياحية، بحسب محللين، تستهدف اجتذاب الطبقة الوسطى الصينية التي تميل إلى الطابع المعماري الغربي دون الحاجة إلى السفر.

وفي مقاطعة جيجيانغ، غرب البلاد، شُيدت نسخة طبق الأصل عن وسط مدينة باريس، ببرج إيفل "صنع في الصين"، وشارع مطابق لـ "الشانزلزيه"، ونوافير كتلك التي في ساحة الجمهورية، وحدائق كحدائق فيرساي. ويتراوح سعر الإيجار في شقق المدينة ما بين 100 و150 يورو للشهر، أي أقل بكثير من الإيجار في وسط المدينة الفرنسية.

وشيدت الصين مدينة شبيهة بالعاصمة البريطانية لندن في منطقة هواي تشون هسو، جزءاً من مشروع سكني "مدينة واحدة، تسع مدن"، والذي كان يهدف إلى جذب الناس للخروج من شنغهاي المزدحمة ليعيشوا تخيلاتهم الأوروبية في واحدة من تسع قرى مستوحاة من أوروبا.

النسخة الصينية لمدينة لندن. (Others)

كما نُسخت بلدة هولشتات النمساوية بطابعها الألبي التقليدي، في مشروع تكلف نحو 940 مليون دولار. بل وهُيئت قرية الصيادين في تانجين لتحتضن مانهاتن مصغَّرة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً