FILE PHOTO: Saif al-Islam Gaddafi is pictured sitting in a plane in Zintan (Ismail Zetouni/Reuters)
تابعنا

عشر سنوات من الاختفاء، حتى ظُنَّ أنه ميت، قبل أيظهر سيف الإسلام القذافي مجدداً في ظهور إعلامي خلق الحدث. والحدث هنا لم يقتصر على ظهور نجل الرئيس الذي خلعه الشعب الليبي بثورة مظفَّرة، بل شمل إعلانه نيَّة الرجوع إلى عرش أبيه عبر صناديق انتخابات رئاسية تكافح البلاد لسنوات من أجل إجرائها.

يأتي هذا الخروج والإعلان عن نية الترشخ متزامناً مع نكوص نجم قائد الثَّورة المضادة، الجنرال حفتر المدعوم إماراتياً، بما يعيد السؤال حول ما إذا كان ظهور سيف الإسلام قلب أوراق الجنرال، أو سيسحب من تحته البساط ليقود انقلابه على الثورة.

أمير الحركة الخضراء!

بعد انتظار طويل نجح روبرت وورث، صحافي النيويورك تايمز الأمريكية، في ملاقاة سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس المخلوع معمر القذافي، الذي أسرَّ له بمفاجأة نيّته الرجوع لاستعادة كرسي أبيه، بعد أن قضى فترة غيابه "في مراقبة الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط والعمل بهدوء على إعادة تنظيم القوة السياسية التابعة لأبيه والمعروفة باسم الحركة الخضراء" يقول وورث في اللقاء الذي نشر تفاصيله على جريدته.

"السياسيون لم يقدموا لكم شيئاً غير المعاناة، حان وقت الرجوع إلى الماضي" هو الشعار الذي اختاره نجل القذافي لحملته، ورغم ما ذكره عنه الصحفي الأمريكي من تحفُّظ حول نيته الترشح لرئاسة البلاد من عدمها، فهو يعتبر أن البلاد مفقودة وحركته السياسية هي التي ستعيدها. وأردف القذافي: "لقد اغتصبوا بلادنا وأذلّوها (لم يحدد جهة)، ليس لدينا مال ولا أمن ولا حياة، إذا ذهبت إلى محطة الوقود فلن تجد وقوداً".

وتواجه سيفَ الإسلام القذافي عقباتٌ كثيرة من أجل تحقيق طموحه ذاك، حسبما يقول ووث، إحداها أنه "مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية على خلفية ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بسبب دوره في قمع المعارضين عام 2011. وقد حُوكم في دعوى قضائية أخرى في طرابلس عام 2015 (...) انتهت بإدانته والحكم عليه بالإعدام رميًا بالرصاص". في حين أنه بالنسبة إلى زعيم "الحركة الخضراء" فهو "واثق بقدرته على تخطِّي تلك المسائل القانونية إذا اختارته أغلبية الشعب الليبي ليكون قائداً لهم".

وطوال فترة غيابه كان سيف الإسلام القذافي محتجَزاً في منطقة الزنتان، حتى حدود 2014. يخبر النيويورك تايمز أنه دخل عليه عنصران من قادة فصيلها المسلح ليعربا له عن الحسرة على ما وقع من أحداث، فيما "ظل يستمع إليهما وهو يشعر بأن شيئاً ما يتغيّر، كانت الثورة تلتهم أبناءها. في النهاية سيشعر الليبيون بإحباط شديد لدرجة أنهم سينظرون إلى الماضي ويشعرون بالحنين إلى عهد القذافي، وهذا بدوره قد يهيّئ له الفرصة ليستعيد كل ما فقده" يضيف كاتب المقال.

القذافي بديلًا من حفتر؟

ليست أول مرة يدور الحديث فيها عن ترشح سيف الإسلام القذافي لرئاسة ليبيا، فقبل ذلك سنة 2018 كان قد عُقد مؤتمر لمؤيدي نجل الرئيس السابق لإعلان تلك النية، فيما يقول صحافي النيويورك تايمز إن شعبية سيف الإسلام "تُستمَدّ من مشاعر الحنين إلى ديكتاتورية أبيه، وهو شعور يزداد انتشاراً في ليبيا وفي المنطقة كلها"، كما أن كثيراً من الليبيين يعتبرون عودته "هي السبيل إلى إغلاق الباب على عقد ضاع هدراً، مع أنهم لا يعرفون على وجه التحديد شكل المستقبل الذي قد يحمله لهم".

حديث يتماهى معه ما صرح به أحد أكثر الرجال المقربين سابقاً من معمر القذافي، أحمد قذاف الدم، الذي تَكلَّم في ظهور إعلامي سابق له هذا العام عن "اكتساح سيف الإسلام القذافي للانتخابات إذا ما تَرشَّح". كما أن هذا الأخير يحظى بدعم خارجي، إذ ينقل وورث على لسان أحد الدبلوماسيين الأوروبيين أن "الروس يعتقدون أن سيف الإسلام قد يفوز".

روسيا التي تقف وراء حفتر سياسياً وعسكرياً، ربما ترى في سيف الإسلام وجهاً جديداً لمطامحها، وقدرة على قيادة ثورة مضادة دعمتها من أجل تحقيق مصالحها. وربما يرى المصريون والفرنسيون والإماراتيون نفس الشيء، ويدفعون بسيف الإسلام قائداً جديداً لجناح يحارب للإجهاض طموحات الثورة الليبية المظفرة، ويحلم بإعادة شبح القذافي لحكم البلاد.

TRT عربي
الأكثر تداولاً