(Maxim Shemetov/Reuters)
تابعنا

تنفيذاً لتهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سابقاً في 23 مارس/آذار الماضي، بأن بلاده لن تورد الغاز لأوروبا إلا إذا دفعت مقابله بالروبل، أعلن عملاق الغاز الروسي "غازبروم" الأربعاء، وقف توريد الغاز الطبيعي إلى كل من بولندا وبلغاريا، نتيجة عدم سداد البلدين مدفوعات الغاز وفق الشرط المذكور.

وذكرت "غازبروم" في بيانها أنها وقفت إمدادات الغاز لكل من شركة "بولجاراز" البلغارية، و"بي جي إن آي جي" البولندية لعدم سدادهما قيمة واردات الغاز بالروبل. وهدّدت ضمنياً بقطع إمدادات الغاز المارة عبر البلدين الأوربيين "في حال استولتا عليه بشكل غير قانوني".

ورداً على ذلك كتبت وزيرة المناخ والبيئة البولندية آنا موسكفا على تويتر: "لدى بولندا احتياطي الغاز وموارد الإمداد الضرورية التي تحمي أمننا، كنا مستقلين بفاعلية عن روسيا لسنوات، ومستودعاتنا ممتلئة بنسبة 75 في المئة. لن يكون في المنازل البولندية نقص في الغاز". وطمأنت الحكومة البلغارية مواطنيها بأنه "لن يحدث انقطاع في إمدادات الطاقة عن المنازل" جراء القرار الروسي.

ورغم تطمينات كلتا الحكومتين، يضع قرار موسكو قطع إمدادات الغاز البلدين في مأزق، إذ عليهما مرغمتين البحث عن بدائل لسدّ النقص الذي يخلّفه فقدان الغاز الروسي، في حين أن من هذه البدائل ما لا يمكن أن يكون فعالاً على المستوى القريب ولا المتوسط.

بولندا تلجأ إلى جيرانها

تعتمد بولندا على الغاز الروسي في سد 50% من حاجاتها، أي بحجم واردات يبلغ 10.2 مليار متر مكعب من الغاز، عليها البحث عن بدائل لسد هذا الفراغ الحاصل بعد فقدانها. في الوقت الحالي تتوفر البلاد على 75% من احتياطي الغاز الذي يبلغ في مجمله 3.5 مليار متر مكعب. إضافة إلى 3.5 مليار متر مكعب في السنة تنتجها شركة الغاز الحكومية "بي جي إن آي جي" محلياً.

فيما طاولة البدائل المطروحة أمام بولندا واسعة، على رأسها استيراد الغاز الطبيعي المسال من النرويج، الذي يمكن لشركة الغاز البولندية أن توفر 6 مليار مكعب منه سنوياً، إضافة إلى 10 مليارات متر مكعب أخرى من الغاز الطبيعي يسمح الأنبوب الرابط بين بولندا والنرويج بتوفيرها. وكانت شركة الغاز النرويجية "إيكينور" تعهدت في مارس بزيادة قدراتها الإنتاجية لتستجيب لزيادة الطلب الأوروبي على الغاز.

ويمكن أن تحصل بولندا على الغاز من ألمانيا عبر عكس اتجاه ضخه عبر جزء خط "يامال" الرابط بينهما. ومن ليتوانيا كذلك يمكنها الحصول على 2.5 مليار متر مكعب، عبر الخط الرابط بين البلدين الذي سيدخل الخدمة في بداية مايو/أيار المقبل. ومن التشيك يمكنها الحصول على 1.5 مليار متر مكعب عبر أنبوب الربط بينهما، فيما سيُفتتح خط غاز جديد بين سلوفاكيا وبولندا لاحقاً هذه السنة، يمكن أن يورد هذه الأخيرة بـ5-6 مليارات متر مكعب سنوياً.

بلغاريا وسباق الحلول المحدودة

مقارنة ببولندا، يضع قطع الغاز الروسي عن بلغاريا البلاد في وضع أصعب من قرينتها في هذا المصير، لاعتمادها على موسكو في سد 90% من احتياجاتها من الغاز، التي تبلغ في مجملها 3 مليارات متر مكعب. أيضاً لأن البدائل المطروحة أمام صوفيا محدودة، عكس نظيرتها وارسو.

ومن أبرز البدائل على الطاولة الغاز الأذربيجاني، إذ سبق أن وقّعت صوفيا وباكو اتفاقاً يروم توريدها بمليار متر مكعب سنوياً من الغاز عبر أنبوب "تورك ستريم"، ويمكن زيادة هذه الواردات إلى 5 مليارات متر مكعب سنوياً حسب القدرات الاستيعابية للخط. غير ن هذا الحل لا يزال ممتنعاً بسبب التأخير الكبير في أشغال بناء المقطع الرابط بين اليونان وبلغاريا، إذ طلبت الشركة العاملة على إنجاز مشروعه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مهلة إضافية من ستة أشهُر على الأقلّ.

لا يترك هذا حلّاً أمام البلاد، حسب نائب رئيس وزرائها آسن فاسيلي، سوى "العمل على استيراد شحنات الغاز الطبيعي المسال عبر المواني التركية واليونانية".

TRT عربي
الأكثر تداولاً