يبلغ تعداد الطائفة السامرية 850 نسمة بقسميها بين قمة جبل جرزيم في نابلس ومدينة حولون في أراضي 48 (Jaafar Ashtiyeh/AFP)
تابعنا

قبل 25 عاماً سمح رجال دين الطائفة السامرية بالزواج من غير بناتها شرط اعتناقهن ديانة الطائفة، لكن مخاوف جديدة برزت تتمثل بنقص الرجال، الأمر الذي يدفع إلى التوجه إلى السماح بتعدد الزوجات.

ويبلغ تعداد الطائفة 850 نسمة، بقسميها بين قمة جبل جرزيم في نابلس، ومدينة حولون، في أراضي 48.

ويقول الكاهن حسني السامري، وهو باحث ومدير المتحف السامري، إن نحو 47 سيدة بينهم 25 من أصل يهودي، و19 مسيحية (من روسيا، وأوكرانيا)، و3 مسلمات (أذربيجان)، مقترنات مع أبناء الطائفة.

وأشار في حوار مع الأناضول أن ذلك جاء بقرار من رجال الدين لوجود نقص في الفتيات، وذلك بسبب عزوف السيدات السامريات عن إنجاب أكثر من طفلين اثنين. غير أن الكاهن أنجب 6 أبناء.

ولفت إلى أن تلك الثقافة (الإنجاب) تهدد وجود الطائفة، مشيراً إلى أن تعاليم التوراة تشجع على كثرة الإنجاب.

ويتوجب على الزوجات الأجنبيات دخول الديانة السامرية عبر "تقديس يوم السبت وقدسية جبل جرزيم والتزام طقوس الدورة الشهرية (الغطس في الماء) والتزام تعاليم التوراة".

مخاوف من نقص الذكور

وأشار الكاهن إلى أن المعطيات تشير إلى وجود تساوٍ في السنوات القليلة القادمة في عدد الذكور والإناث، لكن نضوج الفتيات المبكر يشير إلى أن الطائفة ستعاني نقصاً في الذكور.

وقال السامري: "خلال السنوات القادمة من المحتمل أننا لسنا بحاجة إلى فتيات أجنبيات".

وتابع: "وجود فتيات عوانس أمر خطير لذلك قد نذهب إلى تعدد الزوجات".

وبين السامري أنه في ديانة بني إسرائيل (السامرية) يسمح بتعدد الزوجات رغم أنه غير معمول به.

وقال: "نعمل على نشر وعي كثرة الإنجاب وسنحذر السيدات إن لم ينجبن أكثر فسوف نسمح بتعدد الزوجات، وأن مستقبل الطائفة مهدد، والسبب تمرد النساء".

من الطائفة السامرية؟

والطائفة السامرية يُطلق عليها في العبرية "شمرونيم"، هي مجموعة عرقية دينية تنتسب إلى بني إسرائيل، وتختلف عن اليهود إذ يتبعون الديانة السامرية المناقضة لليهودية، ويؤمنون بخمسة أسفار من التوراة فقط.

يعتبر السامريون أن توراتهم هي الأصح وأنها غير محرّفة، وديانتهم هي ديانة بني إسرائيل الحقيقية، ويختلفون مع اليهود في 7 آلاف مسألة دينية، كما يعتقدون أنه ليس لليهود حق في مدينة القدس، ويقدسون جبل جرزيم في نابلس.

وتربط أبناء الطائفة علاقات اجتماعية وصداقة مع الفلسطينيين (مسلمين ومسيحيين)، ويحملون 3 جنسيات "الفلسطينية والإسرائيلية والأردنية".

وعلى مدى التاريخ سكن السامرون مدينة نابلس القديمة، ومع اندلاع انتفاضة الحجارة عام 1987 انتقلوا للعيش على قمة جبل جرزيم، "أحد جبلين يحدان مدينة نابلس والآخر جبل عيبال".

ورفض السامريون التنازل عن الجنسية الفلسطينية مقابل الحصول على الإسرائيلية.

TRT عربي - وكالات