"خاصرة بايدن الضعيفة"..هل تعيق فضائح هنتر فوز والده في الانتخابات المقبلة؟ / صورة: AP (Nick Wass/AP)
تابعنا

غالباً يكون المشهد السياسي مليئاً بالفضائح التي يمكن أن تشكل نتيجة الانتخابات. في السنوات الأخيرة، حظيت الخلافات حول هنتر بايدن، نجل الرئيس جو بايدن، باهتمام كبير. أثارت هذه الفضائح تساؤلات حول التأثير المحتمل الذي قد يكون لها في الحياة السياسية للرئيس بايدن، لا سيما فيما يتعلق باحتمالات إعادة انتخابه.

وفي الوقت الذي يناضل فيه بايدن من أجل إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى العام المقبل، توصل نجله هنتر إلى اتفاق للاعتراف بالذنب في ثلاث تهم فيدرالية. وقالت وزارة العدل يوم الثلاثاء إن هنتر سوف يعترف بالذنب في جنحتين ضريبيتين ويبرم اتفاقاً مع المدّعين الفيدراليين لحل تهمة أخرى مرتبطة بحيازة السلاح، وفقاً لما نقلته شبكة سي إن إن الأمريكية.

وعلى الرغم من أن الاعتراف بالذنب قد يحل تحقيقاً جنائياً استمر عاماً في هذه القضايا، فإنه بالتأكيد لن يوقف الجمهوريين عن التدقيق في حياة نجل الرئيس واستغلالها في مناوشاتهم السياسية مع الديمقراطيين. مثل هذه القضايا قد يمتد تأثيرها، لا سيما السياسي، إلى ما هو أبعد من ذلك التحقيق الجنائي، ومن المؤكد أنه سيستمر بمجرد إتمام صفقة الإقرار بالذنب.

حياة هنتر المبكرة

وُلد هنتر بايدن في 4 فبراير/شباط 1970، وهو الطفل الثاني لجو بايدن وزوجته الأولى نيليا هنتر بايدن. وُلد شقيق هنتر الأكبر، بو، عام 1969، وشقيقته نعومي، ولدت عام 1971.

في عام 1972، توفيت نيليا ونعومي بايدن في حادث سيارة في طريقهما لشراء شجرة عيد الميلاد. كان بو وهنتر في السيارة أيضاً. وعلى الرغم من كسر جمجمته بالحادثة، نجا واخوه.

بعد تخرُّجه من كلية الحقوق من جامعة جورج تاون عام 1996، عمل هنتر في شركة "MBNA" القابضة، المساهم الرئيسي في حملات والده السياسية. وفي عام 1996، حصل على شهادة دكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة ييل.

بين عامَي 1998 و2001 عمل في وزارة التجارة الأمريكية في عهد الرئيس بيل كلينتون، ثم أصبح عضواً بجماعة ضغط "اللوبي"، وشارك في تأسيس شركتَي "Oldaker" و"Biden & Belair".

وعانى معظم حياته من تعاطي المخدرات. في عام 2013، انضم إلى احتياطي البحرية الأمريكية في حفل بالبيت الأبيض حضره والده، الذي كان آنذاك نائب الرئيس. لكنه خرج من الخدمة بعد أن ثبت تعاطيه للكوكايين في يومه الأول في القاعدة البحرية. حينها، قال هنتر إنه يعتقد أنه استهلك الكوكايين عن طريق الخطأ عند تدخين سيجارة مليئة بالمادة، وفقاً لما قالته صحيفة بوليتكو.

سجل فضائح حافل

تأتي قضايا هنتر بايدن القانونية على خلفية المشكلات الشخصية التي واجهها، والتي تناول الكثير منها في مذكراته لعام 2021، والتي كان فيها منفتحاً بشأن صراعات الإدمان على الكحول والمخدرات. عزا هنتر إدمانه المخدرات والكحول إلى مقتل والدته، ولاحقاً مرض أخيه الأكبر بالسرطان ووفاته عام 2015، إذ قال: "في أعماق كل مدمن شيء مفقود، يشعر أنه بحاجة إلى ملء ذلك الفراغ وتعويض ما فقده، لذلك تخدّر نفسك".

في عام 2017، انتهى زواجه الذي استمر 24 عاماً بالطلاق، إذ اتهمته زوجته السابقة بالإنفاق الباهظ على الخمور والنوادي. وقبل زواجه من ميليسا كوهين في عام 2019، اعترف هنتر أيضاً بإقامة علاقة مع أرملة شقيقه الراحل بو.

وإلى جانب إدمانه للكحول والمخدرات وقضايا التهرب الضريبي، ارتبط اسم هنتر في قضايا استغلال نفوذ والده لإقامة علاقات تجارية مع الشركات الصينية والأوكرانية وتلقيه رشاوي منهم لتسهيل أعمالهم في الولايات المتحدة. وهي النوع من المعاملات التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام، لا سيما بعد أن استشهدت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية برسالة إليكترونية تزعم أن هنتر تلقى 10 ملايين دولار من شركة طاقة صينية نظير خدمة قدمها والده وهو نائب للرئيس في إدارة باراك أوباما.

ومع بداية الحرب الأوكرانية، اتهمت موسكو هنتر أيضاً بإنشاء وتمويل مختبرات بيولوجية في أوكرانيا بالتعاون مع مؤسسة جورج سوروس المنظم المعروف للثورات الملونة.

"خاصرة بايدن الضعيفة"

معقبين على اتفاق الاعتراف بالذنب في ثلاث تهم فدرالية، قال أفراد عائلة بايدن في بيان مقتضب أنهم "يحبون ابنهم". وجاء في البيان الذي نشره البيت الأبيض: "الرئيس والسيدة الأولى يحبون ابنهما ويدعمونه بينما يواصل إعادة بناء حياته. فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض إيان سامز "لن يكون لدينا أي تعليق آخر".

ويتوقع المراقبون أن يكون لاتفاق الإقرار بالذنب أصداء فورية في السباق الرئاسي لعام 2024، وبالأخص إذا ترشح ترمب لخوض السباق الرئاسي ممثلاً للجمهوريين. بينما حاول ترمب جعل هنتر بايدن محوراً لحملة 2020، فمن المتوقع أن يروج لتساهل وزارة العدل مع قضايا نجل الرئيس في أعقاب لائحة الاتهام الجنائية الفيدرالية المكونة من 37 تهمة المقدمة ضد ترمب بسبب سوء تعامله المزعوم مع وثائق سرية، وذلك رغم تعهد بايدن بعد انتخابه بالبقاء بعيداً عن عملية صنع القرار في النيابة العامة بوزارة العدل.

من جهته، قال جو بايدن في أوقات سابقة إنه فخور بالخطوات التي قطعها ابنه للتعامل مع الإدمان. وقد أصدر دفاعاً مشابهاً في مقابلة مع سي إن إن العام الماضي، إذ قال إنه "فخور" بابنه لأنه كان صريحاً بشأن معركته مع إدمان المخدرات.

وعن تحول هذه القضايا إلى معوقات في فوز والده في الانتخابات المقبلة، يرى مراقبون أنه من الأهمية بمكان التمييز بين التصرفات الشخصية لأحد أفراد الأسرة والأداء السياسي لمسؤول منتخب. بينما تسببت فضائح هنتر بايدن بلا شك في بعض المشكلات السياسية للرئيس بايدن، يميل الناخبون بالعادة إلى إعطاء الأولوية للقضايا التي تؤثر بشكل مباشر في حياتهم، مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والأمن القومي، عند الإدلاء بأصواتهم.

وفي حين أن الفضائح المحيطة بهنتر بايدن قد تجذب انتباه وسائل الإعلام، فإن تأثيرها المباشر في مخاوف الناخبين الرئيسية هذه غالباً ما يكون محدوداً حسب المتابعين. نتيجة لذلك، قد يميل عديد من الناخبين إلى التركيز على أجندة سياسة الرئيس بايدن وقيادته بدلاً من أفعال نجله، تماماً كما فعلوا في السباق الانتخابي الماضي، والذي لم يدخر فيه ترمب جهداً لضرب بايدن على خاصرته الضعيفة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً