72 سنة على وفاته.. تَعرَّف فوزي تشاكماك أحد رموز معركة استقلال تركيا (Others)
تابعنا

يُعتبر مصطفى فوزي تشاكماك إحدى أهمّ الشخصيات خلال حرب الاستقلال والتحرير التركية بين عامَي 1919 و1923، وهو ثاني وآخر مارشال في تركيا بعد مصطفى كمال أتاتورك. قضى أكثر من نصف حياته في ساحات القتال، وكان أول وزير للدفاع الوطني وأول رئيس أركان للقوات المسلحة التركية في العهد الجمهوري.

وُلد المارشال فوزي تشاكماك في 12 يناير/كانون الثاني 1876 في إسطنبول، وهو ابن العقيد المدفعي علي سريري. بعد أن أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي في مدرسة "كوليلي الثانوية العسكرية"، التحق بالكلية الحربية في 29 أبريل/نيسان 1893 وتَخرَّج في 28 يناير/كانون الثاني 1896 برتبة ملازم في سلاح المشاة.

بعد ذلك التحق بالأكاديمية الحربية وتَخرَّج برتبة نقيب في 25 ديسمبر/كانون الأول 1898. وفي أعقاب خدمته في الفرقة الرابعة لهيئة الأركان العامة لفترة، عُيّن في طاقم الفرقة 18 التابعة للجيش الثالث، حيث شارك في النضال ضد العصابات الصربية والألبانية في البلقان.

التمرد في البلقان

بسبب كفاءته وحنكته العسكرية، رُقّي فوزي تشاكماك على فترات قصيرة إلى رتبة عقيد عام 1907. وخلال النظام الملكي الدستوري الثاني في عام 1908 عُيّن قائداً للفرقة 35 وحاكماً لـ"تاشليجا". في عام 1910 عُيّن رئيساً لأركان فيلق كوسوفو الذي كُلّف مواجهة التمرد في ألبانيا.

عندما اندلعت حرب طرابلس عام 1911 عُيّن تشاكماك رئيساً لأركان الجيش الغربي "فاردار" الذي كان مسؤولاً عن الدفاع عن روميليا. وفي أثناء حرب البلقان (1912-1913) شغل منصب نائب قائد فرقة "ياكوف 21"، بالإضافة إلى منصب رئيس أركان هيئة الأركان العامة لكوسوفو.

على الرغم من الأنشطة العسكرية الناجحة لفوزي باشا على الجبهة الصربية، انتهت السيطرة العثمانية في المقاطعات الغربية يوم 10 مايو/أيار 1913.

الحرب العالمية الأولى

حارب فوزي تشاكماك على جبهات القوقاز وسوريا في الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى حرب جناق قلعة التي شارك فيها قائداً للفيلق الخامس بين 6 و13 أغسطس/آب 1915. وفي عام 1918 رُقّي إلى رتبة فريق.

بعد توقيع هدنة موندوروس عُيّن تشاكماك في منصب رئيس الأركان العامة من 24 ديسمبر/كانون الأول 1918 إلى 14 مايو/أيار 1919، الذي منع بدوره وقوع عديد من الأسلحة والذخيرة في أيدي العدو حينما كان في المنصب.

حرب الاستقلال التركية

بعد احتلال الحلفاء إسطنبول رسمياً في 16 مارس/آذار 1920، قرر فوزي تشاكماك السفر إلى أنقرة والانضمام إلى المقاومة في أبريل/نيسان 1920، حيث كان في استقباله بالمحطة مصطفى كمال أتاتورك الذي ضمَّه إلى الجمعية الوطنية الكبرى. لهذا قررت حكومة إسطنبول التي يديرها الاحتلال في مايو/أيار 1920 فصله من الجيش وسحب رتبه وميدالياته العسكرية.

وبمجرد وصوله إلى أنقرة بدأ تقديم خدمات قيمة للمقاومة الوطنية، فقد لعب دوراً محورياً في نقل عديد من الأسلحة والذخيرة من إسطنبول إلى الأناضول، بالإضافة إلى قادة عسكريين مهمين. وعند استقالة مصطفى كمال باشا من رئاسة اللجنة التنفيذية في يناير/كانون الثاني 1921، تولى تشاكماك أيضاً منصب رئيس السلطة التنفيذية (رئاسة الوزراء) بشرط أن يظل نائباً للدفاع الوطني.

بعد الهزيمة واستيلاء اليونانيين على كوتاهيا وإسكي شهير في يوليو/تموز 1921، عُين تشاكماك رئيساً للأركان العامة، ليحلّ محلّ عصمت إينونو، وقاد بنفسه العملية في الجبهة مع القائد أتاتورك خلال معركة سقاريا.

وفي يناير/كانون الثاني 1922، ترك مهامه وزيراً للدفاع ورئيساً للوزراء وبدأ إعداد الخطط العسكرية للهجوم العظيم رئيساً لهيئة الأركان العامة. بعد انتصار معركة دوملوبينار 30 أغسطس/آب 1922، رُقّي إلى رتبة مارشال بناءً على توصية من القائد العامّ مصطفى كمال أتاتورك.

العهد الجمهوري

شغل المارشال فوزي تشاكماك منصب نائب الأركان العامة لهيئة الأركان العامة بين أغسطس/آب 1921 ومارس/آذار 1924، ورئيس الأركان العامة من مارس/آذار 1924 حتى تقاعده في 12 يناير/كانون الأول 1944.

بعد وفاة أتاتورك عام 1938 عُرض على تشاكماك تولي الرئاسة، لكنه رفض ذلك إيماناً منه بأن الجيش يجب أن يبقى بعيداً عن العمل السياسي.

ومع نهاية حياته العسكرية وتقاعده، دعم المارشال تشاكماك إنشاء الحزب الديمقراطي وفكرة الانتقال إلى نظام التعددية الحزبية في عام 1945. لكنه ترك الحزب الديمقراطي نتيجة الخلافات داخل الحزب، وانتقل إلى حزب الأمة وأصبح الرئيس الفخري لهذا الحزب.

توُفّي المارشال فيفزي تشاكماك، الذي تزوج فتنات هانم وله منها طفلان، يوم الاثنين الموافق 10 أبريل/نيسان 1950 الساعة 7:30 صباحاً، ودُفن في مقبرة أيوب.

TRT عربي