آخرها مارتي.. شركات تركية ناشئة تحصد مليارات وتصل إلى العالمية في وقت قياسي (AA)
تابعنا

على هامش مشاركته في مؤتمر صحفي لعرض تفاصيل استراتيجية شركته التي تستعد لدخول بورصة نيويورك (NYSE)، قال أوغوز ألبير أوكتيم، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "مارتي" (Martı) المختصة بحلول النقل السريع داخل المدن: "فخورون برفع العلم التركي في نيويورك، وندرك مسؤوليتنا ونواصل العمل بكل قوتنا".

وفقاً لمعلومات نشرتها بلومبرغ في أواخر يوليو/تموز الماضي، فإن شركة "مارتي" التي توفّر خدمات تأجير الدراجات الكهربائية والسكوتر وتعمل حالياً في 20 مدينة في تركيا، أنهت استعداداتها للطرح العامّ في بورصة نيويورك بعد اندماجها وعقدها تعاوناً مشتركاً مع شركة "Galata Acquisition Corp |SPA"، ومقرها الولايات المتحدة.

ومع هذا الإنجاز تكون "مارتي" (Martı) رابع الشركات التكنولوجية التركية الرائدة في مجال التكنولوجيا التي وصلت إلى العالمية خلال العامين الأخيرين، بعد كل من شركة التوصيل السريع "غيتير" (Getir)، وشركتَي تطوير الألعاب "بيك غيمز" (Peak Games) و"دريم غيمز" (Dream Games). والثانية التي تُدرَج في البورصات الأمريكية بعد منصة البيع الإلكترونية التركية "هيبسيبورادا" (Hepsiburada).

أصل الحكاية

على الرغم من المحبطين الذين طالما كرّروا عبارة "إنها لا تعمل، سوف تُسرق، هناك منحدرات والطرق غير مناسبة"، أسس شركة "مارتي" (Martı) التي يستخدمها ملايين الأشخاص حالياً، الأخوان أوغوز ألبير أوكتيم وسينا أوكتيم عام 2018، ودخلت حيز التشغيل في مارس/آذار 2019.

وفي حديثه لمجلة Start Up عام 2020، أشار أوغوز ألبير أوكتيم إلى أنهم انطلقوا في شركة "مارتي" مع 15 مهندساً، وأضاف: "صنعنا التكنولوجيا بأنفسنا بالكامل؛ التقنية كلها محلية بالكامل، تُنتَج في مكتبنا. نزل سكوتر مارتي إلى الشوارع في مارس/آذار 2019، إذ بدأنا تطبيقاً تجريبياً صغيراً. منذ ذلك الحين نواصل النموّ".

وعن ملاءمة الطرق في إسطنبول، ذكر أوكتيم أنه قبل تأسيس الشركة ذهب إلى 7 مدن وسار في الواقع على الأرصفة لساعات، فتحقق من ملاءمة مُنتَجه للطرقات، وأكد أن الأرصفة في إسطنبول أكثر ملاءمة من الأرصفة في لشبونة على سبيل المثال، حيث الأرصفة زلقة ويصعب استخدام السكوتر، ولكن هناك آلاف السكوترات، مؤكداً أن إسطنبول أعلى بكثير من المعايير العالمية لاستخدام السكوتر.

وفي إشارة إلى خطط مارتي المستقبلية قال أوكتيم: "الطلب على أسطولنا، الذي يتكون من أكثر من 46 ألف اسكوتر ودراجة كهربائية، يتزايد يوماً بعد يوم، وأظهرت عملية الوباء الصعبة والارتفاع السريع في أسعار النقل أهمية مركبات التنقل الصغيرة المشتركة في بلدنا والحاجة إلى هذه الخدمة".

نجاح منقطع النظير

حسب بيان الشركة مؤخراً، أصبحت "مارتي" أول شركة تركية تُدرَج في بورصة نيويورك بعد 4 سنوات فقط من إنشائها. وبعد إتمام الصفقة ستُتداوَل "مارتي" في بورصة نيويورك مع الرمز MRT، ومن المتوقع أن يدخل رصيد نقدي يصل إجماليُّه إلى نحو 280 مليون دولار.

وفقاً للمعلومات المقدمة، فإن الشركة التي تواصل تقدمها بهدف أن تصبح تطبيقاً فائقاً للنقل، تريد توسيع نطاق النقل المشترك والكهربائي الصديق للبيئة، فيما سيتيح الاكتتاب العامّ الذي ستُضَخّ بفضلة موارد جديدة، لـ"مارتي" زيادة رأسمالها، وبالتالي توسعة أسطول مركباتها وخدماتها.

وفي إشارة إلى أن مارتي أظهرت نموّاً قويّاً منذ إنشائها قال أوكتيم: "بصفتنا شركة التنقل الرائدة في تركيا، نحن مقتنعون بأن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لتعزيز البنية التحتية الرأسمالية لدينا لتحقيق إمكانيات النمو هذه في بلدنا. السفر المشترك و التنقل الصغير في العالم وفي بلدنا".

وأردف: "إنها صناعة دائمة النموّ. من أجل توفير رأس المال لتلبية هذا النمو، كنا نهدف إلى الحصول على امتياز الوصول إلى أسواق رأس المال الأمريكية والحصول على دعم كبار المستثمرين. نعتقد أن هذه الخطوة تُرسِي الأساس للنموّ طويل الأجل والنجاح المستدام".

رواد التكنولوجيا في تركيا

تستكمل شركة "مارتي" المشوار نحو العالمية الذي بدأته شركات التكنولوجيا التركية في السنوات الأخيرة. وكان العام الماضي شاهداً على خروج أكثر الأفكار جاذبية في عالم التجارة الإلكترونية من تركيا، لا من وادي السليكون في الولايات المتحدة كما عهدنا.

إذ ضخّ المستثمرون مليارات الدولارات في شركات ناشئة تعمل في مجال توصيل منتجات البقالة خلال 10 دقائق، وأحد الرائدين في هذا المجال كان شركة "غيتير" (Getir) التركية، التي تجاوزت قيمتها السوقية مليارات الدولارات.

وإلى جانب تجربة "غيتير" التي لاقت رواجاً عالمياً غير مسبوق، بزغ أيضاً نجم شركات تركية رائدة في المجالات التكنولوجية والرقمية. فخلال الصيف الماضي كانت شركات تكنولوجيا تركية كـ"ترنديول" (Trendyol) و"هيبسيبورادا" (Hepsiburada)، ومطورو الألعاب "بيك غيمز" (Peak Games) و"دريم غيمز" (Dream Games)، يشهدون ارتفاعاً لقيمتهم السوقية التي تخطّت مليار دولار.

TRT عربي