كيف يبدو منتخب المغرب قبل مونديال قطر بأسبوعين؟ (Others)
تابعنا

خطف المنتخب المغربي أنفاس مناصريه خلال رحلة التأهل لمونديال قطر 2022، بعد تعادله بهدف لمثله في ذهاب مباريات السد ضدّ منتخب الكونغو الديموقراطية، قبل أن يحسم مباراة الإياب برباعية. وقتها كان يقود الفريق المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي لم يوقف نجاحه في التأهل سخط المغاربة الواسع من اختياراته التدريبية وخصوماته المتكررة مع عدد من اللاعبين المهمين.

بعد فترة شدّ وجذب، عُيّن المدرب المغربي وليد الركراكي على رأس التشكيلة المغربية التي ستخوض أطوار المونديال، في فترة لا تزيد على 80 يوماً قبل انطلاقه، ما يمثّل تحدياً للمدرب المغربي الشاب. مع هذا، تزيد عودة عدد من الأسماء المهمة إلى التشكيلة حظوظ المنتخب المغربي، لتقديم أداء متقدم خلال هذه الدورة.

"لن نلعب ثلاث مباريات فقط!"

مثَّل اختيار الركراكي لتدريب منتخبهم لحظة ارتياح للجمهور المغربي، بعد فترة طويلة من الجدل الذي خلقه المدرب السابق، البوسني وحيد خليلوزيتش. ورغم أن هذا الأخير نجح في إيصال الفريق إلى دور ربع النهائي في كأس أمم إفريقيا 2021، وضمن بعد "سيناريو هيتشكوكي" موطئ قدم في المونديال، فإن وجوده حرم التشكيلة عدداً من أسمائها البارزة.

أسماء عالمية مثل مهاجم نادي تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش، وظهير نادي باييرن ميونخ الألماني نُصير مزراوي، ظلت غائبة طوال الفترة الأخيرة من عهدة المدرب البوسني. بسبب مشكلات بينهم وبين المدرب، تحولت في النهاية إلى ما يشبه النزاع الشخصي. يُضاف هذا إلى الخيارات التدريبية لخليلوزيتش، التي لم تستقرّ على تشكيلة معينة، ما كان يؤثّر سلباً في مردود المنتخب.

بعد غموضٍ شابَ مصير المدرب البوسني على رأس "أسود الأطلس"، أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أواخر أغسطس/آب الماضي، قرارها تعيين لاعب المنتخب المغربي السابق وليد الركراكي خلفاً له.

الأمر الذي قوبل على المستوى المحلي باستحسان كبير، نظراً إلى الموسم الناجح الذي قضاه الركراكي مع نادي الوداد البيضاوي، إذ نجح في قيادة الفريق للتتوُّج بلقبَي الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا، بجانب التأهل للمباراة النهائية لبطولة كأس العرش المغربي، إضافة إلى تحقيقه لقبي البطولة والكأس مع نادي الفتح الرباطي، الذي دربه قبلها لست سنوات.

وفي أثناء المؤتمر الصحفي الذي واكب تعيينه، صرّح وليد الركراكي قائلاً: "لديّ حالياً مشروع على المدى القصير يهدف إلى التحضير لكأس العالم، لا يمكن أن أغير قاعدة الفريق الموجودة الآن، لكن ستكون لي لمسة أو لمستان"، قبل أن يضيف: "أعرف الضغط الموجود، وهذا تحدٍّ لي (...)، لكننا متفقون جميعاً على أننا لا نريد الذهاب إلى كأس العالم لنخوض ثلاث مباريات فقط".

وصحب تعيين الركراكي على رأس المنتخب المغربي عودة عدد من اللاعبين المغاربة المميزين، الذين جُرّبوا في مباراتين وديتين في سبتمبر/أيلول الماضي، ونجح الركراكي وتشكيلته في تقديم أداء متميز خلال هاتين المبارتين، إذ حقق المغرب فوزاً بثنائية ضدّ منتخب الشيلي المخضرم، وتعادل مع نظيره الباراغواني.

"أسود الأطلس" في المونديال

تزخر تشكيلة "أسود الأطلس" بأسماء مميزة على الصعيد العالمي، إذ يحترف جل لاعبيه في الدوريات الأوروبية، ومع أندية قوية مثل باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي. وبالتالي يُعَدّ المنتخب المغربي هو الأعلى من حيث القيمة السوقية للاعبيه، بين المنتخبات العربية والإفريقية المشاركة في المونديال، إذ تبلغ نحو 235 مليون يورو.

وأبرز هذه الأسماء التي سيعتمد عليها وليد الركراكي ظهير نادي باريس سان جيرمان أشرف حكيمي، صاحب المهارات الدفاعية والهجومية المميزة، إضافة إلى قدراته في صناعة كرات الأهداف والتمريرات الحاسمة، والتهديف من الكرات الثابتة. وتدرج أشرف حكيمي في كبريات الأندية الأوروبية، أهمها ريال مدريد الإسباني الذي تُوّج معه بكأس أبطال أوروبا، ونادي إنتر ميلان الإيطالي.

وفي تصريح منه لوكالة رويترز، قال الدولي الألماني السابق أندرياس بريمه، في حديثه عن حكيمي، إن "هناك عدداً قليلاً من اللاعبين أمثاله، أنا متأكد من أنه سيكون ورقة رابحة مهمة". وقال النجم البرازيلي السابق كافو، الذي لعب في نفس مركز حكيمي وفاز مع منتخبه بكأس العالم 2002، إن "الشيء الذي افتقدته مُقارنة به (حكيمي) هو أنه يلعب كثيراً بلا كرة ويتحرّك نحو العمق وقُطرياً".

وإضافة إلى أشرف حكيمي، هنالك جناح نادي تشيلسي الإنجليزي حكيم زياش، الذي اختار تمثيل القميص المغربي على الرغم من لعبه للفئات العمرية الصغرى لمنتخب هولندا، ومساعي المنتخب البرتقالي لضمه إلى صفوفه. وجدد الركراكي ثقته بزياش بعد غيابه الطويل عن المنتخب، وقال: "لا يمكن أن تراه يلعب وتستثنيه من المنتخب (...)، أنا أفضّل اللاعبين ذوي الشخصية. مع الخراف، لا يمكنك الفوز بأي شيء، أنت بحاجة إلى أسود".

في حراسة عرين الأسود، لا محيد لوليد الركراكي عن ياسين بونو، حارس مرمى نادي إشبيليا الإسباني، الذي فاز بلقب أفضل حارس في الليغا الإسبانية لموسم 2021. وأبرز الأسماء في الدفاع، إضافة إلى حكيمي، هناك نايف أكرد قلب دفاع نادي ويست هامبتون الإنجليزي، والعميد رومان سايس مدافع فريق بشيكطاش التركي، ونصير المزراوي ظهير بايرن ميونخ، وسامي مايي مدافع فيرينتسفاروش المجري.

ولا يعوز خط الوسط المغربي نجوم، إذ يقع اختيار الركراكي بين كل من سفيان أمرابط وسط دفاع فيورنتينا الإيطالي، ويونس بلهندة اللاعب في أضنة دمير سبور التركي، وسليم أملاح في ستاندارد لييج البلجيكي، وإلياس شاعر لاعب خط وسط نادي كوينز بارك رينجرز الإنكليزي، وعز الدين أوناحي لاعب خط وسط هجومي في أنجيه الفرنسي، ويحيى جبران لاعب الوداد البيضاوي، وعبد الحميد صابيري لاعب سمبدوريا الإيطالي، وأمين حارث في مرسيليا الفرنسي.

أما الهجوم فسيعتمد فيه مدرب الأسود على مهارات حكيم زياش في الجناح الأيمن، إضافة إلى منير الحدادي مهاجم خيتافي الإسباني، وسفيان رحيمي لاعب العين الإماراتي، ويوسف النصيري من إشبيلية الإسباني، وزكرياء أبو خلال لاعب تولوز الفرنسي، وسفيان بوفال لاعب أنجيه الفرنسي، وريان مايي لاعب فيرينتسفاروش المجري، ووليد شديرة لاعب باري الإيطالي.

بالإضافة إلى الوجه الجديد عبد الصمد الزلزولي، الذي أبان عن موهبة كبيرة خلال الموسم الجيد الذي قضاه مع فريق برشلونة الإسباني العام الماضي، والأداء الرائع الذي يقدمه في هذا الموسم مع ناديه أوساسونا المنافس في الليغا.

TRT عربي