تابعنا
بات آلاف من أطفال الروهينغا الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش مضطرين إلى العمل في ظروف قاسية، تصل أحياناً إلى حمل مواد ثقيلة تفوق أوزان أجسادهم في مواقع البناء.

وكان المجلس العسكري في ميانمار قد أطلق العنان في 25 أغسطس/آب 2017 لموجةٍ من العنف ضد أقلية الروهينغا العرقية في ولاية راخين الشمالية، ما أدى إلى تشريد اكثر من 710 آلاف من مسلمي الروهينغا، وأجبرهم على اللجوء إلى دولة بنغلاديش المجاورة.

وشهدت ما أسماها الجيش في ميانمار بـ"عمليات التطهير" مقتلَ 24 ألفاً من مسلمي الروهينغا على أيدي قوات ميانمار، وأصيب 34 ألفاً آخرين بعد إشعال الحرائق في بيوتهم وممتلكاتهم.

وبعد ثلاث سنوات لا يزال اللاجئون من أقلية الروهينغا مصممين على استرداد حقوقهم بوصفهم مواطنين.

وحالياً يعيش ما يقرب من 860 ألف شخص من الروهينغا في مخيمات اللاجئين في منطقة "كوكس بازار" في بنغلاديش، ونحو 55% من هؤلاء هم من الأطفال.

تعرَّض هؤلاء الأطفال لأهوالٍ من الإيذاء الجسدي والصدمات النفسية والعنف الجنسي، والآن باتوا مجبرين أيضاً على العمل من أجل لقمة العيش.

وفي ظل الظروف المعيشية المُرهِقَة وغير المستقرة، يعاني أطفال الروهينغا من غياب فرص التعلُم.

وما عدا جهود بعض المنظمات غير الحكومية لتقديم التعليم في المخيمات، يُمنَع أطفال الروهينغا من الذهاب إلى المدرسة.

على سبيل المثال، بلغ عدد الأطفال اللاجئين من أقلية الروهينغا في جنوب شرق بنغلاديش، الذين يترددون إلى مراكز التعلُم التي تدعمها اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة)، أكثر من 145 ألفاً في عام 2018.

ونظراً إلى الحاجة الماسة إلى العمل مقابل أجر لإعالة أسرهم، غالباً ما يضطر هؤلاء الأطفال إلى العمل في ظروف قاسية، حتى إنهم يحملون مواد ثقيلة في مواقع البناء.

ووفقاً لتقرير "الطفولة الضائعة" لعام 2019 الصادر عن مؤسسة Xchange ومقرها مالطا، تظل عمالة الأطفال واحدة من أبرز المشكلات التي يواجهها لاجئو الروهينغا، الذين يقع 300 ألف منهم في الفئة العمرية من 3 سنوات حتى 14 سنة.

ورغم قانون العمل البنغلاديشي لعام 2006، الذي يستهدف مكافحة عمالة الأطفال، وقانون التعليم لعام 2016، الذي ينص على إلزامية التعليم حتى الصف الثامن، أو سن 14 عاماً، لا يمكن لمعظم أطفال الروهينغا الاستفادة من قوانين الحماية هذه.

ولم يحصل سوى 33000 شخص فقط من الروهينغا على صفة لاجئ رسمي. في حين يُصنَّف مئات الآلاف من هذه الأقلية المسلمة على أنهم "مواطنو ميانمار غير المُسجَّلين" أو "رعايا ميانمار المشردين قسراً"، ممَّا يحرم أطفالهم من الاستفادة من قوانين الحماية المتاحة بالفعل للمواطنين البنغلاديشيين.

ووُلِد ما يقرب من 60 طفلاً في مخيمات اللاجئين في 2018، وجاؤوا إلى هذا العالم من دون تسجيل ميلادهم أو بياناتهم.

ويذكر تقرير Xchange أنَّ "أطفال الروهينغا يولدون من دون جنسية، ولا يُسجَل رسمياً سوى القليل جداً من المواليد في المخيم، ممَّا يسهم في مزيد من عجز آليات الحماية المتاحة".

ووفقاً لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، تُبَاع الفتيات اللاجئات من الروهينغا لاستغلالهن في العمل القسري مقابل أموال للأسر اليائسة التي تعيش في المخيمات المكتظة على حدود بنغلاديش.

تعرَّض أطفال الروهينغا لأهوالٍ من الإيذاء الجسدي والصدمات النفسية والعنف الجنسي (Reuters)
يعاني أطفال الروهينغا من غياب فرص التعلُم ويضطرون للعمل لكسب لقمة العيش (Reuters)
حالياً يعيش ما يقرب من 860 ألف شخص من الروهينغا في مخيمات اللاجئين فيمنطقة "كوكس بازار" في بنغلاديش (Reuters)
لا يزال اللاجئون من أقلية الروهينغا مصممين على استرداد حقوقهم بوصفهم مواطنين (Reuters)
يُصنَّف مئات الآلاف من هذه الأقلية المسلمة على أنهم "مواطنو ميانمار غير المُسجَّلين" أو "رعايا ميانمار المشردين قسراً" (Reuters)
TRT عربي