تابعنا
اتخذ أكثر من 300 مندوب، من 120 حكومةً، قراراً بشأن الهيكل العلمي لعمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ للدورة الجديدة في الدورة العامة الستين للفريق

صرّحت نائبة وزير البيئة والتحضر وتغيّر المناخ التركي، فاطمة وارنك، بأن تغيّر المناخ أصبح أزمة عالمية، مؤكدةً تواصل تركيا معركتها بتصميم بما يتماشى مع رؤيتها لصافي الانبعاثات لعام 2053.

وجاء ذلك خلال افتتاح أعمال الدورة الستين للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ (IPCC-60)، التي عقدت في الفترة من 16 إلى 20 يناير/كانون الثاني الجاري، في مركز لطفي قيردار للمؤتمرات والمعارض بمدينة إسطنبول التركية، وهي أول الاجتماعات العملية لدورة التقييم السابعة التي تعقدها الهيئة.

ويترأس الدورة الأخيرة الأكاديمي البريطاني "جيم سكيا"، الذي انتُخب في الدورة الماضية (59) للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، وذلك في شهر يوليو/تموز 2023.

وأعربت وارنك عن ارتياحها لاستضافة هذا الاجتماع المهم في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، مشيرةً إلى أن عام 2023 حطّم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، وفقاً لبيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وأردفت: في العام الماضي، ارتفع متوسط ​​درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.4 درجة مقارنة بفترة ما قبل الصناعة، وبحسب التوقعات العلمية المتوسطة والطويلة المدى فإن آثار تغيّر المناخ سوف تستمر في التزايد، مع تحولّ تغيّر المناخ إلى أزمة عالمية تؤثر في الدول والقطاعات وشرائح المجتمع كافة، فإن ذلك يتطلب كفاحاً شاملاً تشارك فيه الدول والقطاعات وجميع الأطراف.

أبرز نتائج الاجتماعات

واختُتمت الدورة الستون للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ أعمالها يوم السبت 20 يناير/كانون الثاني الساعة 9:44 صباحاً، بزيادة يوم عن الموعد المحدّد لانتهاء أعمالها، وعمل المندوبون بشكل مكثّف طوال ليل الجمعة، وحتى صباح السبت، لضمان الإجماع على برنامج العمل لدورة التقييم السابعة.

ووفق بيان صحفي، فإن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ ستصدر مجموعة من التقارير التي تقيّم أحدث العلوم المتعلقة بتغيّر المناخ خلال دورة التقييم السابعة.

واتخذ أكثر من 300 مندوب، من 120 حكومةً، قراراً بشأن الهيكل العلمي لعمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ للدورة الجديدة في الدورة العامة الستين للفريق.

وبعد المداولات المستفيضة التي جرت في الاجتماع الذي استمر لأربعة أيام، وافقت الحكومات على تقديم مساهمات مجموعات العمل الثلاث في تقرير التقييم السابع، وهو تقرير مجموعة العمل الأولى المتعلق بالأساس العلمي الفيزيائي لتغيّر المناخ، وتقرير مجموعة العمل الثانية بشأن التأثيرات والتكيّف وقابلية التأثر، وتقرير مجموعة العمل الثالثة بشأن التخفيف من آثار تغيّر المناخ.

وبالإضافة إلى ذلك، ستُوضع مراجعة للمبادئ التوجيهية التقنية التي وضعها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ لعام 1994 بشأن التأثيرات والتكيّف، فضلاً عن مؤشرات التكيّف ومقاييسه ومبادئه التوجيهية، بالتزامن مع تقرير فريق العمل الثاني ونشرها كمنتج منفصل.

كما أقرّ المندوبون إصدار تقرير خاص عن تغيّر المناخ والمدن بحلول عام 2027، وتقرير منهجي عن قِوى المناخ قصيرة الأجل، كما طُلب من العلماء أيضاً تقديم تقرير منهجي بشأن تقنيات إزالة ثاني أكسيد الكربون واحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وهي التقنيات التي أوصى بها مؤتمر الأطراف الأخير في دبي "كوب 28" ضمن مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري.

ومن المقرر إصدار التقرير التجميعي لتقرير التقييم السابع بعد الانتهاء من تقارير مجموعات العمل بحلول أواخر عام 2029.

واتخذ المندوبون أيضاً قراراً بشأن مجموعة من المسائل المتعلقة بالميزانية وغيرها من الأمور المتعلقة بتسليم التقارير، إضافة إلى قبول منظمات مراقبة جديدة وبرنامج المنح الدراسية التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ.

تركيا ترغب في استضافة (COP31)

وفي معرض إشارتها إلى أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ تلعب دوراً حاسماً في مكافحة تغيّر المناخ من خلال مساهماتها العلمية في عمليات صنع السياسات وصنع القرار، أشارت نائبة وزير البيئة والتحضر وتغيّر المناخ التركي، فاطمة وارنك، في الجلسة الافتتاحية، إلى أن الدورة الـ60 للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، التي تستضيفها تركيا، ستوفر فرصة مهمة لتعزيز هذه المهمة.

وأكدت وارنك مواصلة كفاح تركيا بعزم وتصميم ضد تغيّر المناخ، بآلية تتماشى مع رؤية صافي الانبعاثات لعام 2053، التي أشار إليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وفي هذا السياق، أعربت عن رغبة تركيا في استضافة اجتماع (COP31) المقرّر عقده عام 2026، واتخاذ الإجراءات الموجهة نحو التحول الأخضر، التي تعطي الأولوية للمناطق الجغرافية الهشة، وخاصة حوض البحر الأبيض المتوسط.

يُشار إلى أن تركيا تعاني من كوارث متزايدة بسبب تغيّر المناخ، منها الفيضانات والسيول في منطقة البحر الأسود وحرائق الغابات في منطقة البحر الأبيض المتوسط، والجفاف في منطقة الأناضول الوسطى وجنوب شرق الأناضول.

آلية العمل والمهام

تعمل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ التي أنشأتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) في عام 1988، على تقديم تقديرات شاملة لحالة الفهم العلمي والفني والاجتماعي والاقتصادي لتغيّر المناخ وأسبابه وتأثيراته المحتملة واستراتيجيات التصدي لهذا التغير.

وتتكون الهيئة من 195 حكومة أعضاء في الأمم المتحدة أو المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ويزوّد أعضاء الهيئة الحكومات بالمعلومات العلمية التي يمكن استخدامها لوضع سياسات مناخية، ويقدم مدخلات في المفاوضات المتعددة الأطراف بشأن تغيّر المناخ.

‏وحصلت الهيئة على جائزة نوبل للسلام لعام ‎2007‏، بالاشتراك مع آل غور، نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق؛ وذلك تقديراً لعملهما في مجال تغيّر المناخ.

ومنذ إنشائه، أعدّ الفريق الحكومي سلسلةً من تقارير التقييم الشاملة والتقارير الخاصة التي توفر معلومات علمية عن تغيّر المناخ للمجتمع الدولي، وتستند هذه التقارير إلى عمل آلاف الخبراء الذين تطوّعوا كمؤلفين للفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ.

ويلخص تقرير التقييم السادس التجميعي، الذي قُبِل في مارس/آذار 2023، حالة المعرفة بشأن تغيّر المناخ وتأثيراته ومخاطره وإمكانيات التكيّف والتخفيف.

وأعدت الهيئة منذ إنشائها في عام ‎1988، ستة تقارير للتقييم متعددة المجلدات، يتاح الوصول إليها من خلال الموقع الشبكي للهيئة‏، وهي الآن في دورة التقييم السابع.

وشاركت الهيئة مؤخراً في المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 28" في دبي، إذ ساهمت التقارير الصادرة في أحدث دورة تقييم للهيئة الحكومية بشكل مباشر في الحصيلة العالمية الأولى بموجب اتفاق باريس لعام 2015 التي تقيّم التقدّم الذي أحرزته البلدان في معالجة المناخ.

TRT عربي
الأكثر تداولاً