إنشاءات ضخمة في وجه الزلازل.. كيف بنت تركيا سدوداً مقاومة للزلازل؟ / صورة: AA (AA)
تابعنا

عقب عاصفة الزلازل التي انطلقت ضربت ولايات جنوب تركيا فجر السادس من فبراير/شباط الجاري، وتسببت في خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات في 11 ولاية، طالب علماء الجيولوجيا المسؤولين بضرورة تفقد السدود في المنطقة على الفور.

وبعد ساعات قليلة أشار نائب الرئيس فؤاد أقطاي في تصريحاته إلى أنه جرى فحص السدود في مناطق الزلزال، وأضاف قائلاً: "أجرينا ولا نزال نجري عمليات التفتيش على جميع سدودنا في المنطقة بأكملها. ليس لدينا أي مشكلات". لافتاً في الوقت ذاته إلى أنهم بدؤوا التصريف التدريجي للمياه من سد ملاطية سلطانسويو لأغراض احترازية فقط.

وفي سياق متصل أشار وزير الزراعة والغابات التركي فاهيت كريشتشي إلى وجود ما يقرب من 150 سداً وبركة في منطقة الزلازل، ومعبراً عن إمكانية وجود نوعين من التسرب في السدود والبرك، قال الوزير: "نحتاج إلى النظر بالتسرب في قاع الأرض والتسرب في جسم السد. على حد علمي، المياه شحيحة، لذا يمكن تنفيذ أعمال التعزيز الوقائية".

كيف تُصمم السدود المقاومة للزلازل؟

يوجد فرق أساسي بين السلوك الإنشائي للمباني والجسور من جهة، والسدود من الجهة الأخرى. ففي ظل الظروف العادية يجب أن تحمل المباني والجسور الأحمال الرأسية بشكل أساسي، والمتمثلة بحمل الهيكل ذاته (الحمل الميت) وبعض الأحمال المتغيرة كالناس والآلات والسيارات وغيرها (الحمل الحي). ولكن في حالة السدود، يكون الحمل الرئيسي هو حمل المياه، الذي يعمل في الاتجاه الأفقي.

وبينما ترجع الأضرار التي تلحق بالمباني والجسور من الزلازل بشكل أساسي إلى القوة الأفقية التي تنتجها اهتزازات الزلازل، تعتبر السدود أكثر ملاءمة لتحمل الأحمال الأفقية من المباني والجسور. ومن أجل منع التسرب السريع وغير المنضبط للمياه من خزان السد في أثناء حدوث زلزال قوي، يجب أن يكون السد قادراً على تحمل اهتزاز الأرض القوي حتى وقت وقوع زلزال شديد.

وعادة ما يكون أداء سدود التراب وسدود الصخور وسدود الجاذبية الخرسانية أفضل في ظل التحميل الزلزالي بسبب طبيعة تركيبها من سدود الحواجز الخرسانية. وعلى الرغم من أن هذه السدود أكثر مقاومة بطبيعتها، فإن ذلك لا يجعلها محصنة ضد آثار تحميل الزلازل، حيث يجب على المصممين النظر في التأثيرات المحتملة التي قد تحدثها الزلازل على الهيكل وتضمين تدابير التصميم الدفاعية لمواجهة الضرر ومنع الفشل الكارثي.

ولكون الزلازل تحدث في جميع أنحاء تركيا بوتيرة غير معروفة جالبةً معها آثاراً مدمرة محتملة، تُصمم السدود لتفادي الفشل والانهيار عبر تضمين معايير المقاومة الزلزالية عند تحديد موقع ونوع السد الجديد أو مراجعة تصميم ووظيفة السد الحالي. كما يجب أن يكون لنوع السد والمرونة والتكرار في منطقة نشطة زلزالياً دور في عملية التقييم.

كيف بنت تركيا سدوداً مقاومة للزلازل؟

حسب المركز الوطني الأمريكي لمعلومات الزلازل (USGS) يحدث نحو 20000 زلزال حول العالم كل عام، بما في ذلك ما يقرب من 16 زلزالاً كبيراً في نطاق قوة 7 درجات وما فوق. ولأن تركيا تقع فوق منطقة نشطة زلزالياً سخرت الحكومات التركية المتعاقبة جل خبرات مهندسيها لتشييد سدود مقاومة للزلازل في مناطق الصدوع الزلزالية.

ومتحدثاً عن السدود في المنطقة الواقعة فوق صدع شرق الأناضول (مركز عاصفة الزلازل الأخيرة)، ذكر المحاضر بقسم الجيولوجيا بجامعة الفرات التركية الدكتور مراد إنجيوز في وقت سابق أن السدود المقامة في منطقة شرقي الأناضول، والتي تلبي احتياجات البلاد من الكهرباء إلى حد كبير، بمقدورها الصمود أمام الزلازل بمقدار 7 درجات وما فوق ولن تتضرر.

وأضاف إنجيوز قائلاً: "إن الدراسات الجيولوجية للسدود في المنطقة، وبخاصة سدي كيبان وكاراكايا، أجريت بشكل جيد للغاية"، مشيراً إلى أن هذه السدود بُنيت على تربة صلبة للغاية من الحجر الجيري.


TRT عربي
الأكثر تداولاً