استنفار غير مسبوق.. كيف جندت تركيا جميع إمكانياتها لخدمة متضرري الزلازل؟ / صورة: AA (AA)
تابعنا

في أعقاب عاصفة الزلازل التي ضربت مدن الجنوب التركي منذ فجر السادس من فبراير/شباط الجاري، والتي تسببت في أضرار واسعة النطاق أدت إلى وفاة أكثر من 8 آلاف شخص وإصابة أكثر من 49 ألفاً ودمرت أكثر من 6 آلاف مبنى، أعلنت الحكومة التركية على الفور حالة الطوارئ وحشدت جميع مواردها وإمكانياتها للتعامل مع تأثيرات الكارثة وخدمة متضرري الزلازل.

كانت الخطوة الأولى والأكثر أهمية في الاستجابة للكارثة هي تفعيل الحكومة التركية الفوري لآلية الاستجابة للكوارث. حشدت الحكومة بسرعة فرق الإنقاذ والإغاثة، بما في ذلك الجيش التركي والشرطة وإدارة الإطفاء والخدمات الصحية.

وتحت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد" عملت هذه الفرق، إلى جانب منظمات الإغاثة وفرق البحث والإنقاذ غير الحكومية على مدار الساعة لإنقاذ الأشخاص المحاصَرين تحت الأنقاض وتقديم المساعدة الطبية للمصابين، كما نشرت الحكومة بالتعاون مع شركات المقاولات الكبرى، آليات ومعدات ثقيلة لإزالة الأنقاض وتسهيل الوصول إلى المناطق المتضررة.

تركيا تستنفر جميع إمكانياتها

أقامت الحكومة التركية ملاجئ طارئة ووفرت الطعام والضروريات الأساسية الأخرى للأشخاص الذين فقدوا منازلهم، فيما فتح الجيش المقرات والثكنات العسكرية كافة في مناطق الزلازل أمام المنكوبين، وأرسل آلافاً من أفراده للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ، وإنشاء جسور جوية وبحرية لنقل المصابين والمساعدات والمعدات الثقيلة.

وبينما أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أقار إرسال نحو 200 مستشفى ميداني إلى المناطق المتضررة، قال وزير الصحة إن وزارته عززت المستشفيات بمتخصصين في الرعاية الصحية وإنشاء وحدات استجابة للطوارئ وخيام متنقلة في منطقة الزلازل.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن تخصيص 100 مليار ليرة مساعدات نقدية للمناطق المتضررة بالمرحلة الأولى، أشرفت أيضاً على إطلاق حملات لجمع التبرعات المالية والعينية لتقديم المساعدة لمنكوبي الزلازل الذين فقدوا منازلهم.

وبينما تولت فرق "أفاد" أعمال البحث والإنقاذ لمن هم تحت الركام، وتوفير الخيام والمساعدات الضرورية لمن فقدوا منازلهم، لعب الهلال الأحمر التركي، المنظمة الإنسانية الرئيسية في البلاد، دوراً مهمّاً في تقديم المساعدة للمتضررين، فبعد أن أطلق حملات التبرع بالدم في عموم المحافظات التركية، باشر على الفور إقامة المطابخ الميدانية وتقديم الخيام والبطانيات.

ومنذ الساعات الأولى أعلنت وزارة الداخلية التركية "إنذاراً من المستوى الرابع"، بما يعني فتح الباب أمام المجتمع الدولي للاحتشاد من أجل مساعدة تركيا. وبدأت على الفور وزارتا الداخلية والخارجية التنسيق مع الدول التي أعلنت إرسال فرق الإنقاذ والطوارئ الطبية، فضلاً عن المساعدات الطبية والإنسانية.

وإلى جانب توجيه الدولة جميع مواردها وإمكانياتها ومؤسساتها، بما فيها الجيش والشرطة والفرق الطبية، لمساعدة المواطنيين في المناطق المتضررة من الزلازل، لعب المواطنون الأتراك دوراً مهمّاً في جهود الاستجابة للكوارث، إذ تَدفَّق عديد من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد إلى المنطقة للمساعدة في جهود الإنقاذ والإغاثة، كما قدّموا الطعام والملابس والمساعدات الطبية للمتضررين وساعدوا في إزالة الأنقاض.

أبرز المؤسسات المشاركة في عمليات الإغاثة والإنقاذ

بعد الزلازل التي ضربت 10 مدن جنوبي تركيا الاثنين، شارك مختلف المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في الإشراف على عمليات الإغاثة والإنقاذ. من هذه المؤسسات:

1- هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD): المؤسسة الحكومية الأساسية المسؤولة عن إدارة الكوارث في تركيا. تنسّق إدارة الكوارث والطوارئ وتشرف على عمليات الإغاثة والإنقاذ، فضلاً عن تقديم الدعم والمساعدة للمتضررين.

2- القوات المسلحة التركية: يلعب الجيش دوراً حاسماً في الاستجابة للكوارث في تركيا، وهو مسؤول عن توفير الإنقاذ والمساعدة الطبية للمتضررين، بالإضافة إلى توفير جميع إمكانياته اللوجستية البرية والجوية والبحرية لنقل المصابين والمساعدات والمعدات اللازمة.

3- الشرطة والجندرما التركية: الشرطة مسؤولة عن الحفاظ على الأمن في المناطق المتضررة وضمان تنفيذ عمليات الإغاثة والإنقاذ بسلاسة.

4- وزارة الصحة التركية: تقدم الدعم الطبي للمتضررين وتشرف على تشغيل المستشفيات الميدانية والعيادات الصحية المتنقلة.

5- الهلال الأحمر التركي: هو المنظمة الإنسانية الأساسية في البلاد، وهو مسؤول عن تقديم المساعدة والدعم للمتضررين، بما في ذلك الغذاء والملابس والمساعدات الطبية.

6- البلديات المحلية والإقليمية: تلعب الحكومات المحلية والإقليمية، لا سيما الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، دوراً مهمّاً في الإشراف على عمليات الإغاثة والإنقاذ وتقديم الدعم للمتضررين، إذ تخصص جميع فرقها وإطفائياتها ومعداتها للعمل تحت إدارة وإشراف "أفاد".

وبالإضافة إلى هذه المؤسسات، يلعب عديد من المنظمات غير الحكومية، مثل "جمعية البحث والإنقاذ AKUT و"وقف حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية" (IHH) ومجموعات المتطوعين الأخرى، دوراً مهمّاً في تقديم المساعدة والدعم للمتضررين. وغالباً تعمل هذه المنظمات مع الحكومة والمؤسسات الأخرى لتنسيق جهودها وضمان تنفيذ عمليات الإغاثة والإنقاذ بفاعلية.

TRT عربي