تعتبر التغذية الصحية واحدة من أهم الأساليب التي من شأنها تقوية المناعة من أجل التغلب على فيروس كورونا (AFP Archive)
تابعنا

في ظل جائحة كورونا التي اجتاحت العالم أصبح من الضروري تسليط الضوء على التغذية الصحية لتقوية مناعة الجسم ودعمها، خاصة في الوقت الذي تتزايد فيه أخبار توصي بنصائح وأطعمة يعد بعضها صحيحاً والبعض الآخر لا أساس له من الصحة، تحت عناوين مضللة مثل أن تناول البصل وحده يعتبر علاجاً تاماً من الفيروس.

يعد الجهاز المناعي خط الدفاع الأول للجسم، ولا تكمن أهميته فقط في منع الإصابة بالمرض بل في المساهمة في فاعلية العلاج وتسريعه بعد الإصابة.

يمنع الجهاز المناعي بدوره دخول الأجسام الغريبة إلى الجسم إذ يحاربها ويقضي عليها، ولهذا يعد ذا أهمية بالغة خاصةً في حالة الالتهابات الفيروسية التي لا يتم علاجها بالمضادات الحيوية علمياً، ويعتمد علاجها على الصحة العامة للجسم وكفاءة الجهاز المناعي.

تعد التغذية أساساً لصحة الجسم وتقوية مناعته لتقوم بدورها التام في مكافحة الفيروسات، ولا تعتمد التغذية الصحية على صنف من الطعام فقط إنما يجب أن تتضمن نظاماً صحياً متكاملاً يشتمل على بعض الأصناف.

ولاتباع نظام صحي يجب التقيد بممارسات تشمل العديد من نواحي الحياة، فمثلاً يعد النوم المتواصل لمدة 7-8 ساعات ليلاً للشخص البالغ وتجنبُه للسهر ذا دور كبير في الحفاظ على صحة الجسم، وتشير دراسات عديدة إلى أن النوم المتقطع والسهر لهما تأثير كبير على صحة الجسم سلباً، بحيث تجعل الشخص عرضة للإصابة بالأمراض مثل نزلات البرد، كما أن الإرهاق والأرق يسببان انخفاض كريات الدم البيضاء التي تعد خط الدفاع الأول في الجسم.

وكنقطة أساسية في الحفاظ على الصحة العامة للجسم يجب ممارسة نشاط بدني وتجنب الخمول الحركي، إذ تساعد الرياضة على تقوية الجسم وتنشيط الجهاز الدوراني والدورة الدموية في الشرايين، وتعد أساسية للحفاظ على مستويات الأيض في الجسم سليمة، وتمثل عمليات الأيض عمليات الهدم والبناء المسؤولة عن تجديد الخلايا الجسمية.

يعتبر سوء التغذية شائعاً في عصرنا الحالي نظراً للتغيرات البيئية والمجتمعية المتعددة، ويمثل سوء التغذية وجود نقص متعدد في مخازن الفيتامينات والمعادن في الجسم، ممَّا يعرض الشخص للإصابة بعدة ظروف صحية تضر بالصحة العامة للجسم كأمراض الجهاز الهضمي، ومن أمثلتها القرحة المعدية وقرحة الاثني عشر والقولون العصبي.

وتتمثل أسباب سوء التغذية في مجتمعاتنا في الاستهلاك العالي من الدهنيات والسكريات على حساب المجموعات الغذائية الأخرى كالخضراوات والفاكهة والبروتين الخالي من الدهون، إضافة إلى الاستهلاك الكبير للمواد الحافظة والملونات الصناعية والمنكهات التي تعتبر مؤثراً سلبياً على صحة الجسم ومناعته.

وتبعاً لما سبق فإن الحرص على تغذية صحية وسليمة يكون باتباع نمط حياة صحي، بحيث تحرص فيه على تناول غذاء متنوع ومتوازن يضمن استهلاك أصناف متنوعة من المجموعات الغذائية الأساسية، وهي الخضراوات والفاكهة واللحوم(تشمل اللحم الأحمر والطيور والمأكولات البحرية والبقوليات والبيض)، ومجموعة الحليب ومشتقاته، ومجموعة النشويات التي تتكون من السكريات والحبوب.

ولتحافظ على نشاط بدني معتدل يجب ممارسة التمارين الرياضية بجهد بدني متوسط لمدة 45 دقيقة في 3-5 أيام أسبوعياً، ومن النشاطات البدنية التي أثبتت الدراسات أهميتها في تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض المشي السريع، والسباحة، وتمارين الكارديو كنط الحبل.

ولا ننسَ دائماً أن أساس أجسامنا هو الماء، لهذا فإن الحفاظ على توازن الجسم وترطيبه يعد هاماً جداً، ويتم من خلال شرب ما لا يقل عن 3 لترات من الماء يومياً، أي ما يساوي 12كوباً كل كوب بسعة 240مل.

وكما ذكرنا في بداية المقال فإن ثمة أصنافاً من الأطعمة والمشروبات تساهم في تقوية جهاز المناعة ضمن برنامج صحي متكامل، ومن هذه الأصناف:

● الشاي الأخضر الذي يعد من أغنى المشروبات بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة في الجسم وتنقيه من السموم.

● الثوم الذي يعد غنياً بالكبريت والسلينيوم ومضادات الأكسدة، ويعد من المضادات الحيوية الطبيعية.

● اللبن الذي يعد مصدراً للبكتيريا النافعة التي تمنع تكاثر البكتيريا الضارة في المعدة والأمعاء، ممَّا يحسن ويعزز عمل الجهاز الهضمي، إذ تعد المعدة بيت الداء وسلامتها تنعكس على الجسم وصحته بشكل كامل.

● السمك والمأكولات البحرية التي تزود الجسم بالحمض الدهني أوميجا 3 الذي يعمل على تقوية كريات الدم البيضاء، ومن أغنى المأكولات البحرية بالأوميجا 3 سمك الماكريل والسلمون والسردين.

● الأغذية الغنية بالبيتاكاروتين الذي يساهم في تقوية الجهاز المناعي وكريات الدم البيضاء مثل الجزر والبطاطا الحلوة والمشمش والبندورة.

● العسل الذي يعد غذاء مقوياً للجسم ومصدراً للطاقة وبديلاً هاماً للسكر الأبيض المضر بالصحة.

● وتعد الأغذية الغنية بفيتامين ج أحد أهم العناصر لتنشيط الدورة الدموية وتنشيط الجسم، إضافة إلى دورها الكبير في تقوية الجهاز المناعي، ومن أهم أمثلتها الحمضيات كالليمون والبرتقال وأصناف أخرى مثل الكيوي والفراولة.

لا يرتبط الحفاظ على تغذية صحية وسليمة بوجود جائحة أو وباء منتشر، خاصة في العصر الحالي حيث تنتشر الأمراض بكثرة، وحيث إننا عرضة دائماً للإصابة بالالتهابات الفيروسية فيجب أن يكون هدف كل شخص هو الحفاظ على التغذية الصحية، والالتزام بنمط حياة يهدف للحفاظ على مناعة الجسم بأفضل كفاءة ممكنة، ولتكن جائحة كورونا حافزاً للأشخاص والمجتمعات للتحول إلى نمط الحياة الصحي الذي يجب اتباعه في كافة المراحل العمرية.

 السمك والمأكولات البحرية التي تزود الجسم بالحمض الدهني أوميجا 3 الذي يعمل على تقوية كريات الدم البيضاء (Reuters)
الشاي الأخضر  يعد من أغنى المشروبات بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة في الجسم وتنقيه من السموم. (Reuters)
ثمة أصنافاً من الأطعمة والمشروبات تساهم في تقوية جهاز المناعة ضمن برنامج صحي متكامل (AA)
TRT عربي