التهاب الكبد الغامض.. أسباب غامضة وأعراض يجب الانتباه لها (Shutterstock)
تابعنا

أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء أنها تلقت تقارير عما لا يقل عن 228 حالة إصابة محتملة بالتهاب الكبد لدى الأطفال مع وجود عشرات أخرى قيد التحقيق. وفي إفادة صحفية في جنيف قال طارق ياساريفيتش، من منظمة الصحة العالمية: "اعتباراً من مطلع مايو/أيار الجاري، جرى إبلاغ منظمة الصحة العالمية بما لا يقل عن 228 حالة محتملة من 20 دولة مع وجود أكثر من 50 حالة إضافية قيد التحقيق".

وتحقق السلطات الصحية في جميع أنحاء العالم في زيادة غامضة في حالات التهاب الكبد الشديدة لدى الأطفال الصغار والتي أدت إلى وفاة بعض الحالات.

ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، حددت منظمة الصحة العالمية أكثر من 190 حالة، غالبيتها في بريطانيا التي أبلغت عن 111 حالة. فيما أبلغت دول أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل والدنمارك وأيرلندا وهولندا وإسبانيا عن أعداد أقل من الحالات.

مرض غامض

التهاب الكبد الخفيف لدى الأطفال معروف لدى الأطباء، لكن الحالات التي كُشف عنها لأول مرة في اسكتلندا في 6 أبريل/نيسان الماضي دقت ناقوس الخطر، لأن الأطفال كانوا مرضى للغاية. حتى إن عديداً منهم احتاجوا إلى عمليات زرع كبد، فيما توفي أحدهم.

وحتى وقت الحالي لم تحدد بدقة الفيروسات المسؤولة عن التهاب الكبد الحاد الآخذ في الانتشار بين الأطفال، إذ أشارت منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن أياً من الفيروسات النموذجية المرتبطة عادةً بإحدى حالات التهاب الكبد A وB وC وD وE لم تُرصَد في أي من الحالات.

فيما رجّحت السلطات الصحية الأمريكية الأسبوع الفائت بناء على تحاليل للإصابات المسجلة أن يكون المسبب وراء هذه الحالات الغامضة فيروسات غدية، لكنها مع ذلك لم تؤكد دور هذه الفيروسات، المعروفة بأعراض تنفسية أو بالتهاب الملتحمة أو حتى باضطرابات في الجهاز الهضمي، في نشوء التهاب الكبد الغامض.

هل لقاحات كورونا السبب؟

قال مدير الصحة العامة في اسكتلندا، جيم مكمينامين، إن العمل جارٍ لتحديد ما إذا كان الفيروس الغدي المعني قد تحور ليسبب مرضاً أكثر خطورة، أو ما إذا كان يمكن أن يسبب مشاكل "جنباً إلى جنب" مع فيروس آخر، بما في ذلك فيروس SARS-CoV-2 المحتمل، والمسبب لـ COVID-19. خصوصاُ وأن من بين الأطفال المصابين في بريطانيا، ثبتت إصابة 75% بالفيروس الغدي.

وفي سياق متصل، استبعاد العلماء والأطباء أي صلة بلقاحات COVID-19، لأن الأطفال في بريطانيا، حيث عُثِر على غالبية الحالات، لم يُطعموا ضد كورونا بعد. وفسر البعض سبب ظهور هذا المرض بانخفاض المناعة نتيجة تقليل الاختلاط الاجتماعي أثناء الوباء.

وبينما حذر العلماء من أن عدوى الفيروس الغدي قد تكون مصادفة، لأنها تنتشر في جميع أنحاء العالم في هذا الوقت من العام، يرى علماء آخرون أنه من المحتمل أيضاً أن يكون أحد مسببات الأمراض الجديدة أو حتى التعرض لسموم سبباً في ظهور هذا المرض، لكن الانتشار الجغرافي للحالات يشير إلى أن العدوى هي التفسير الأكثر ترجيحاً.

أعراض يجب الانتباه إليها

على فرض أن المسبب لهذا المرض هي الفيروسات الغدية، فإن هذه الفيروسات تنتقل عن طريق الفم أو الجهاز التنفسي، وتحدث الذروات الوبائية عادةً في الشتاء والربيع، وغالباً في بيئات جماعية، كدور الحضانة والمدارس، ويصاب بها غالبية البشر قبل بلوغهم الخامسة. إلا أن دور هذه الفيروسات في نشوء التهاب الكبد الغامض لم يتضح بعد.

ومن أعراض التهاب الكبد هذا الذي يصيب بشكل رئيسي الأطفال دون سن العاشرة، اليرقان (اصفرار الجلد والعيون) والإسهال والتقيؤ وآلام البطن.

كما أكد خبراء الصحة أن على الآباء أن ينتبهوا إلى أطفالهم في حال لاحظوا اصفرار جلدهم أو اصفراراً في الجزء الأبيض من أعينهم، مشيرين إلى أن ذلك "علامة على تلف الكبد والحاجة إلى رعاية مستعجلة". وأوصى الخبراء عائلات الأطفال المصابين بمثل هذه الأعراض بعدم إرسالهم إلى المدارس والحضانات إلا بعد 48 ساعة من توقف الأعراض.

وتشمل أعراض التهاب الكبد أيضاً ما يلي: البول الداكن، التعب، الحمى، فقدان الشهية، الغثيان، القيء، آلام البطن، البراز ذو اللون الفاتح وآلام المفاصل. ويذكر أنه لا علاج محدد للشفاء من التهاب الكبد ولكن الأدوية يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب والأعراض الأخرى.

ولمنع مزيد من الانتشار، حثت وكالة الأمن الصحي البريطانية على غسل اليدين و"النظافة التنفسية الجيدة والشاملة" المتمثلة في السعال والعطس في منديل.

TRT عربي