التقت بايدن في تل أبيب.. ما دلالات وصول قوة “دلتا” الأمريكية إلى إسرائيل؟/ صورة، المصدر: البيت الأبيض (Others)
تابعنا

وصلت قوّات أمريكية خاصة إلى تل أبيب، في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وترتّب عنها أسْر جنود إسرائيليين ورهائن أجانب.

وكشف باتريك رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، عن وصول دلتا فورس إلى إسرائيل، في تصريح لهيئة البث الرسمية الإسرائيلية في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتُعرف دلتا فورس بأنّها فرقة عمليات خاصّة تعمل ضمن الجيش الأمريكي، توكل إليها مهام تنفّذ غالباً بشكل سرّي.

قوات النخبة الأمريكية

تأسست دلتا فورس التي تُعرف بأنّها "نخبة القوات الخاصة" عام 1977، وهي مختصّة في "مكافحة الإرهاب" وتحرير الرهائن والتدخل السريع، وتنفذ غالبيّة مهامها بشكل سريّ، وتعتمد في ذلك بشكل رئيس على الإنزال الجوي.

تعود فكرة تأسيس هذه القوات إلى تشارلي بيكوث، ضابط القوات الخاصة في سلاح المشاة الأمريكي، الذي شارك في حرب فيتنام، واستفاد من تبادل الخبرات بين الجيشَين الأمريكي والبريطاني، وأُعجب بالقوة العسكرية البريطانية المسماة "الخدمة الجوية الخاصة البريطانية" (SAS).

وتتألف القوة الخاصة دلتا من ثلاث وحدات رئيسة، الأولى هي وحدة العمليات الخاصة الأمريكية، والثانية وحدة العمليات الخاصة المشتركة، والثالثة وحدة العمليات الخاصة بالجيش الأمريكي.

وتتبع من الناحية التنظيمية لقيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي، وتقبل في صفوفها مقاتلين من النخبة، يفدون إليها من باقي القوات الخاصة داخل الجيش الأمريكي.

كان هدف إنشاء دلتا فورس تشكيل فرق عسكرية محدودة العدد بكفاءة ومهارات عالية خاصّة في مجال مكافحة الإرهاب، ولديها قابلية للتأقلم مع الظروف الصعبة والدقيقة.

وتقيم هذه القوة الأمريكية تدريبات مشتركة مع قوات نظيرة لها من بلدان حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، منها قوة الخدمة الجوية الخاصة البريطانية، ومجموعة التدخل السريع التابعة للدرك الوطني الفرنسي (GIGN)، والقوات الخاصة الألمانية (KSK)، والقوات الخاصة الكندية (JTF2)، والوحدة الإسرائيلية الخاصة (SAYERET MATKAL).

وتُزوّد دلتا فورس بأحدث الأساليب التكنولوجية التي توفَّرُ لها القدرة على حماية عناصرها والعمل الفعّال، مثل منظومات تنصّت ميدانية وأنظمة حماية، ومناظر مراقبة دقيقة تعمل ليلاً ونهاراً.

دلالات وصول دلتا فورس إلى إسرائيل

يؤكد الخبير العسكري ماجد القيسي، جاهزيّة دلتا فورس فورس لتنفيذ عمليات تحرير الرهائن، والقيام بالمهام الاستطلاعية خلال الحرب في غزة، مشيراً إلى أنّها "مؤهلة للعمل مع قوات صديقة بشكل مشترك في مسارح العمليات، مثل القوات الخاصة البريطانية، ووحدة العمليات الخاصة الإسرائيلية".

ويضيف القيسي لـTRT عربي، أنّ "دلتا فورس فورس نفذت على مدار السنوات الماضية عمليات خاصة في العراق وأفغانستان وسوريا".

ويرجّح أن تركز عملياتها على تحرير الرهائن الأمريكيين الموجودين بحوزة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لأنّ هذه المهمّة على رأس قائمة اختصاصات القوّة المذكورة.

ويتوقع اللواء الركن السابق في الجيش العراقي، بأن تدير عناصر دلتا فورس العمليات، وتدعم القوات الخاصة الإسرائيلية بالمعلومات وتنفيذ مهام الاستطلاع، والمشاركة في تنفيذ هجمات خلف خطوط العدو.

ويوضّح حساسية عمليات القوة الخاصة الأمريكية، مشيراً إلى أنّها "ترتبط بأعلى سلطة عسكرية أمريكية مثل وزير الدفاع، أو الرئيس، لأنّ عملياتها دائماً خارجية وذات بُعد سياسي استراتيجي، ويأتي لقاؤها مع الرئيس بايدن عندما زار تل أبيب في هذا السياق"، حسب القيسي.

من جانبه يعتبر الخبير العسكري إسماعيل أيوب أنّ اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على قوات النخبة في هذا النوع من العمليات العسكرية، يعود إلى رغبتها في تجنّب الخسائر البشرية.

ويؤكد أيوب في حديثه مع TRT عربي، أنّ إسرائيل لا ينقصها جنود ولا قوة برية أو بحرية، لأنّ القوات المستهدفة في العمليات الإسرائيلية المحتملة لا تمتلك قوة موازية، لكنّها تشنّ عمليات غير تقليدية تقوم على الكمائن وحرب العصابات، وهنا يبرز دور القوات الخاصة الأمريكية في تقديم الدعم للجيش الإسرائيلي.

ويلفت الخبير العسكري إلى وجود اعتبار معنوي خلف إرسال أمريكا قواتها إلى تل أبيب، وهو دعم إسرائيل، وتطمين الأوساط الإسرائيلية القلقة بعد الهجمات التي نفذتها الفصائل الفلسطينية.

عمليات بارزة نفذتها دلتا فورس

شاركت دلتا فورس خلال العقدين الماضيين بعمليات نوعية، أبرزها اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مطلع عام 2020.

ونُفذت العملية بشكل سري خلال زيارة سليماني للعاصمة العراقية بغداد، إذ لجأ عناصر دلتا فورس المشاركون فيها للتنكّر بزي عمال صيانة، وتخفّوا على جانب الطريق المؤدي إلى مطار بغداد، المكان الذي جرى اغتيال سليماني فيه بواسطة طائرة مُسيّرة.

وسبق أن شاركت القوّة في ما يعرف باسم عملية الفجر الأحمر في 13 ديسمبر/كانون الأول 2003، وتمكنت من القبض على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين داخل مخبأ في مدينة تكريت مسقط رأسه.

وقبلها انخرطت دلتا فورس في حروب عدّة، منها عملية عاصفة الصحراء، التي استهدفت إخراج الجيش العراقي من الكويت عام 1991، وتركزت مهامها على الاستطلاع وجمع المعلومات، كما نفذت الوحدة عملية "تورا بورا" في أفغانستان شهر ديسمبر/كانون الأول 2001.

عمليات مصيرها الإخفاق

لم تفلح دلتا فورس في جميع عمليّاتها، إذ فشلت فشلاً ذريعاً في بعض مهامّها، ومن أبرز العمليات التي أخفقت فيها عمليّة "مخلب النسر" التي حاولت خلالها تحرير رهائن أمريكيين محتجزين داخل السفارة الأمريكية في طهران عام 1980.

ولم تنجح الوحدة الخاصة في هذه المهمّة؛ بسبب هبوب عاصفة رملية أدّت إلى تحطّم طائرتين ومقتل 8 جنود من المشاركين في عملية تحرير الرهائن.

وقتل 18 من أفراد "دلتا فورس" وأصيب أكثر من 70 آخرين، خلال عملية فاشلة استهدفت اعتقال زعيم الجيش الوطني الصومالي الجنرال محمد فرح عيديد في الصومال عام 1993.

ومن الإنجازات المهمة التي سجلتها دلتا فورس في رصيدها ضمن إطار عمليات مكافحة الإرهاب الدولي، اغتيال أوّل زعيم لتنظيم داعش الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي، في أثناء إقامته متخفياً في قرية جبلية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

TRT عربي
الأكثر تداولاً