تقنيات الزراعة الذكية سبيل نحو زيادة الإنتاج لتلبية ارتفاع الطلب العالمي (Others)
تابعنا

في الوقت الذي أصبحت به الزيادة في أعداد السكان فضلاً عن الشيخوخة مشكلة كبيرة وشائعة في العالم بأسره تزداد صعوبة إطعام هذا العدد المتزايد من السكان وتقف الحقول عاجزة عن إمداد كميات كبيرة من الطعام نظراً إلى محدوديتها، بجانب الجفاف الذي يضرب مساحات شاسعة من الكوكب نتيجة للتغير المناخي.

وفقاً للخبراء بات لزاماً على الدول أن تستغل التكنولوجيا الحديثة وتوظفها بشكل ملائم يتيح دمجها مع التقنيات الزراعية المستخدمة حالياً وتخرج بمزارع وحقول ذكية أكثر إنتاجاً وأقل استخداماً للموارد، يأتي على رأسها المياه، خصوصاً في أوقات الجفاف التي ازدادت حدتها في السنوات الأخيرة.

ونتاجاً لذلك بدأت وزارة الزراعة التركية بالتعاون مع المزارعين والمستثمرين في المجال الزراعي بتحديث المجال الزراعي في تركيا وإعادة تصميمه ليصبح بمقدوره الاندماج مع التكنولوجيا الحديثة التي ستتيح له منتوجاً أكبر وأكثر جودة، وهو الأمر الذي سيحافظ على مكانة تركيا في لعبها دوراً مهماً في ضمان إمدادات غذائية كافية بمنطقتها، ويساعدها لتحقيق أهدافها لتصبح حديقة الطعام في أوروبا وإفريقيا وغرب آسيا.

زيادة الطلب

تضاعف عدد سكان العالم تقريباً منذ عام 1970، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 مليارات بحلول منتصف القرن الحالي. وفي الوقت الذي يستهلك به 3 مليارات شخص اللحوم والحليب والبيض بشكل أعلى من المتوسط في السلسلة الغذائية، يأمل مليارات آخرون أن يأكلوا بشكل أفضل، تزامناً مع وصول مزيد من العائلات في العديد من البلدان حول العالم إلى فئة "الطبقة الوسطى".

وتماشياً مع الزيادة على طلب المنتجات الزراعية والغذائية فقد خضع القطاع الزراعي لتغيير كبير وبدأ يكتسب شخصية متعددة الأوجه من خلال الاعتماد على التكنولوجيا تاركاً خلفه النموذج الزراعي الكلاسيكي غير الملائم لطبيعة الطلب وحجمه الآخذ في الازدياد، إذ شهدت السنوات الأخيرة إعادة هيكلة القطاع ليصبح "مؤسسات زراعية معاصرة" تعمل في جميع المراحل، من تغليف المنتج إلى تسليمه للمستهلكين.

ووفقاً لأورهان أوزكالباس البروفيسور بقسم السياسة والإرشاد الزراعي في جامعة أق دنيز التركية فإن تركيا تمثل قلب الإنتاج الزراعي والحيواني بمنطقتها والخارج، لطاقتها الإنتاجية العالية، وأضاف قائلاً: "تركيا تمتلك أكبر إيرادات زراعية في أوروبا، وتحتل المرتبة الثانية عالمياً في هذا الخصوص".

وأشار أوزكالباس إلى أنه للزيادة في عدد السكان التي ستصل إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050 يجب رفع إنتاجية الغذاء العالمي بنسبة 70% لتلبية الاحتياجات الغذائية لسكان الكوكب.

الحقل الذكي

إن الاختلافات في التركيب الفيزيائي والكيميائي والبيولوجي للتربة من منطقة لأخرى داخل الحقل نفسه من شأنها أن تؤثر على جودة النباتات، التي بدورها تؤثر على جودة الإنتاج وحجمه بالمقابل. ولأجل ذلك، تُوظف التقنيات الحديثة وتكنولوجيا الذكاء الصناعي للخروج بحقول ذكية بمقدرتها التغلب على هذه المشكلات بجانب المشكلات الطبيعية الأخرى المتمثلة بالجفاف والرطوبة والشمس والرياح وغيرها.

فاستخدام تقنية الزراعة الذكية من شأنه أن يوفر إدارة التربة والمنتجات واستخداماً أكثر اقتصاداً للموارد وقدرة على تقليل الأضرار التي تلحق بالبيئة من أجل زيادة الإنتاجية الزراعية مثل الأسمدة والمواد الكيميائية الأخرى.

وفي هذا السياق يُهدف إلى التخلي عن الإنتاج الكلاسيكي وتنفيذ تقنيات حديثة تتعامل مع الأرض بنهج متغير غير متجانس، فالعنصر الرئيسي في هذه التقنية هو استخدام الأرقام والبيانات التي تلتقطها المستشعرات في الإنتاج الزراعي في المكان والزمان والكمية المطلوبة.

وتهدف الزراعة الذكية إلى منع إهدار الموارد، وزيادة العائد الإجمالي للمنتج فضلاً عن تقليل التلوث البيئي الناجم عن الإنتاج باستخدام نظم المعلومات والتحكم المحسنة التي يمكن من خلالها استخدام التقنيات الذكية في كل فترات إنتاج المحاصيل، بدءاً من عملية الحرث وصولاً إلى جني المحاصيل.

ما الفرص التي تقدمها الزراعة الذكية؟

- توظيف أحدث الجرارات والطائرات من دون طيار وأجهزة استشعار التربة والماء والهواء في الحقول، التي بدورها تُمكن من استخدام الأسمدة ومنتجات حماية المحاصيل بدقة أكبر.

- تحقيق زيادة في الإنتاج الزراعي بنسبة تصل إلى نحو 25% من خلال الممارسات الزراعية الرقمية الحديثة، فضلاً عن توفير منتجات ذات جودة عالية.

- من خلال استخدام تطبيقات الطقس الخاصة بتقنيات الزراعة الذكية يُمكن للمزارعين تقليل فقد الغلة المرتبطة بالهواء بنسبة 25%.

- وبفضل تقنيات الزراعة الذكية قد يكون من الممكن زيادة الإنتاج العالمي من السعرات الحرارية بنسبة 41% من خلال استخدام الجيل الجديد من أنظمة الري الذكية.

- ويمكن من خلال اعتماد تقنيات الزراعة العمودية واستخدام الأنظمة متعددة المستويات المتطورة الحصول على إنتاج زراعي من 10 دونمات باستغلال مساحة لا تتجاوز 500 متر مربع فقط.

- كما تشمل أهداف الزراعة الذكية تقليل تكاليف المواد الكيميائية مثل الأسمدة والمبيدات، التي بدورها ستنعكس بشكل مباشر على حماية البيئة من خلال تقليل استخدامها.

TRT عربي