أعمال بناء حاملة الطائرات التركية محلية الصنع "تي سي جي أناضولو" (Others)
تابعنا

خلال العقدين الماضيين، وتزامناً مع النجاحات التي حققتها شركات الصناعات الدفاعية التركية في تصميم وتطوير وإنتاج منتجات عسكرية خاصة بالمجالين البري والجوي، حظيت القوات البحرية التركية هي الأخرى بنصيب جيد من هذه المنتجات فضلاً عن الاهتمام الذي شهد تزايداً ملحوظاً بعد تفجر أزمة التنقيب عن الغاز الطبيعي شرقي المتوسط بين تركيا من طرف واليونان وحلفائها من الطرف الآخر، الأمر الذي يثير حفيظة وقلق اليونان من الخطوات التركية المتسارعة في هذا الخصوص.

وفي الوقت الذي يتزايد فيه قلق أثينا من انتشار السفن والمنصات البحرية العسكرية التي أُنتجت بإمكانات محلية خالصة فوق وتحت مياه الوطن الأزرق التركي، حققت تركيا إنجازات مهمة في ما يتعلق بتطوير قطعها البحرية القديمة بالتوازي مع بدئها برامج إنتاج وتطوير سفن هجومية وحاملات طائرات وغواصات وزوارق هجومية مسيّرة، بالإضافة إلى تطويرها أسلحة وصواريخ فعالة من أجل تزويد قطعها البحرية بها.

هذه الخطوات المهمة والمتسارعة التي تسلكها أنقرة لم تثر قلق اليونان وحسب، بل أثارت أيضاً حفيظة دول المنطقة وعلى رأسها إسرائيل، التي نشر مركز الأبحاث السياسية والاستراتيجية بجامعة حيفا دراسة تشير إلى وجود تخوف إسرائيلي حقيقي من القوة المتصاعدة التي تكتسبها القوات البحرية التركية يوماً بعد يوم، وتطالب تل أبيب بالتفكير بجدية في التهديد المحتمل الذي تشكله أنقرة، وذكرت الدراسة أن "هذا التغيير هو ثمرة صياغة استراتيجية بحرية مصممة لتحويلها من أسطول بحري كان يشكل جزءاً من أسطول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أسطول مميز".

في هذا التقرير نستعرض أبرز ما أنتجته شركات الصناعات الدفاعية بالشراكة مع المؤسسات والهيئات الحكومية ذات الشأن، بالإضافة إلى المشاريع الواعدة التي يجري العمل عليها حالياً وينتظر أن تدخل الخدمة داخل أسطول البحرية التركية قريباً:

سفن وزوارق مسيّرة

كشف مؤخراً إسماعيل دمير رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية التركية، عن مشروع جديد يُعنى بتطوير منظومة سرب مركبات بحرية مسيرة بقدرات محلية خالصة، من خلال التعاون مع شركة "أسيلسان" التركية الرائدة في مجال الصناعات الإلكترونية العسكرية وحوض بناء السفن "سفينة". ومن المقرر إطلاق المركبات التي سيتم اختبارها في البحر قريباً، وستكون جاهزة للاستخدام بحلول نهاية العام.

وستتمكن منظمة المركبات البحرية المسيّرة هذه من الوصول إلى سرعات تزيد على 40 عقدة (74 كيلومتراً في الساعة)، كما ستمتلك القدرة على العمل لمدة أربعة أيام تقريباً دون الحاجة إلى إعادة التزويد بالوقود، وستكون قادرة على القيام بعدة مهام وتوفير فرص ملاحية حتى في أصعب الظروف البحرية، مع قدرتها على المناورة بسرعة عالية.

من جانب آخر، تمكنت شركتا "ميتيكسان" للصناعات الدفاعية، وشركة حوض بناء السفن "آريس" التركيتان، من صناعة نموذج أولي لزورق مسلح غير مأهول مسيّر يحمل اسم "سيدا" نهاية العام الماضي. ويتميز الزورق الذي تم إنتاجه من مواد مبتكرة ومركبة متطورة بقدراته الفائقة على حراسة ومراقبة مياه الوطن الأزرق التركي من خلال الأجهزة والأنظمة المتطورة التي يمتلكها، فضلاً عن امتلاكه أنظمة اتصالات مشفرة محلية الصنع، وقدرته على المراقبة الليلية والنهارية.

غواصة (STM 500)

التصميمات الأولى لغواصة (STM 500) المحلية (Others)

تتخذ تركيا خطوات حازمة نحو إنتاج غواصة صغيرة بموارد محلية ووطنية لأول مرة، يتوقع الخبراء أن يكون لها تأثير مهم ومضاعف في مياه البحار الضحلة مثل بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي سيرجح كفة القوة العسكرية البحرية في مياه بحري إيجة والمتوسط، لمصلحة أنقرة بشكل ملحوظ وقت دخولها الخدمة قريباً.

وبالإضافة إلى طاقمها المكون من 18 شخصاً، يمكن للغواصة الصغيرة العمل لمدة 30 يوماً مع فريق إضافي من القوات الخاصة مكون من 6 أفراد آخرين. فيما يبلغ طولها 42 متراً وارتفاعها 8.5 أمتار، وتحتوي على 4 أنابيب طوربيد جاهزة للإطلاق، وما مجموعه 8 طوربيدات ثقيلة وأنظمة إطلاق صواريخ موجهة.

كما يبلغ عمق غطس الغواصة أكثر من 250 متراً، ويمكنها القيام بحرب الغواصات والعمليات الخاصة والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع وحرب الألغام، وعمليات المياه الضحلة والعمليات ضد الأنظمة العسكرية غير المأهولة من غواصات وطائرات مسيرة.

مشروع "ملغم"

يهدف مشروع "ملغم (MİLGEM)"، الذي تديره البحرية التركية، وتنفذه رئاسة الصناعات الدفاعية التركية بالتعاون مع شركة (STM) التركية، إلى تطوير طرادات وفرقاطات متعددة الأغراض بإمكانات محلية ووطنية يمكن استخدامها في مجموعة من المهام، بما في ذلك الاستطلاع والمراقبة والإنذار المبكر والحرب المضادة للغواصات والقتال البحري والبري والجوي والعمليات البرمائية.

واعتباراً من عام 2018 شمل مشروع "ملغم" إنتاج 16 سفينة حربية للبحرية التركية، وهي موزعة على النحو التالي: 4 طرادات حربية مضادة للغواصات من فئة "أدا" جرى تسليمها للقوات البحرية التركية، وطراد خاص بالعمليات الاستخباراتية، و4 فرقاطات متعددة الأغراض من فئة "إسطنبول"، و7 مدمرات حربية مضادة للطائرات من فئة (TF2000)، وحاملة الطائرات التركية (TCG Anadolu) التي يتوقع تسليمها قريباً، بالإضافةإلى 4 طرادات من فئة "بابور" خاصة بالبحرية الباكستانية.

وبحلول نهاية العام الجاري، تستعد البحرية التركية لتسلم أول حاملة طائرات مُصنّعة بقدرات محلية تحمل اسم "تي سي جي أناضول"، والتي سيبلغ طولها 232 متراً وعرضها 32 متراً، بينما سيبلغ وزنها قرابة 27 ألف طن، وارتفاعها 58 متراً، إذ تحتوي على 11 طابقاً بأحجام مختلفة، وسيكون بإمكانها حمل 30 طائرة بين مروحيات ومقاتلات وطائرات مُسيّرة، إذ تضم ستة مهابط، ومدرج طيران، فضلاً عن نقل الآليات العسكرية البرية.

غواصات "رئيس" المصنعة محلياً

دخل مشروع إنتاج غواصات عسكرية للبحرية التركية حيز التنفيذ منتصف عام 2011، وذلك من خلال التعاون المشترك ما بين شركة تيسين كروب للأنظمة البحرية الألمانية ومديرية صناعة الدفاع. ويشمل المشروع إنتاج غواصات من فئة (U 214) مع نظام الدفع المستقل الجوي، الذي سيمكن الغواصات من البقاء في أعماق المياه لمدة تزيد على 21 يوماً.

ويعتبر المشروع أحد أكبر مشاريع بناء غواصات بشكل مشترك على الإطلاق، إذ بلغت قيمته الإجمالية نحو 2.7 مليار دولار أمريكي. حيث ستصل نسبة المساهمة المحلية التي ستقوم بها قيادة القوات البحرية التركية إلى نحو 80% خلال إنتاج الغواصات الـ6 التي سيطلق عليها "غواصات فئة رئيس"، التي ستدخل جميعها إلى مخزون البحرية التركية بحلول عام 2027.

وبعد إنزال أولى الغواصات المسماة "بيري رئيس" إلى المياه في نهاية عام 2019، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده ابتداءً من عام 2022، ستقوم بإدخال غواصة جديدة كل عام إلى الخدمة ضمن أسطول البحرية التركي. وتعد الغواصة التركية "بيري رئيس" نسخة عن الغواصة الألمانية (U 214)، وهي واحدة من الغواصات الـ6 التي جرى التعاقد مع ألمانيا على تصميمها وتصنيعها في تركيا، ويبلغ طولها 68.35 متراً بقطر خارجي يبلغ 6.3 أمتار، فيما يبلغ وزنها 1850 طناً، وتتسع لـ40 فرداً.

TRT عربي