تابعنا
تعد "كمالية" واحدة من المدن النادرة التي صنعت لنفسها اسماً على الصعيدين المحلي والدولي، وبخاصة بعد إدراجها في القائمة المؤقتة للتراث العالمي لليونسكو في 30 أبريل/نيسان 2021، وضمها لشبكة المدن البطيئة "Cittaslow" في 26 مارس/آذار من عام 2022.

على ضفاف نهر الفرات وطريق الحرير التاريخي، تقع مدينة "كمالية" في ولاية إرزينجان شرقي الأناضول. وهي واحدة من أغنى المدن السياحية في تركيا، إذ يعود تاريخها إلى 3000 عام قبل الميلاد، وتستضيف العديد من الحضارات مثل الرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية.

تعد "كمالية" واحدة من المدن النادرة التي صنعت لنفسها اسماً على الصعيدين المحلي والدولي، وبخاصة بعد إدراجها في القائمة المؤقتة للتراث العالمي لليونسكو في 30 أبريل/نيسان 2021، وضمها لشبكة المدن البطيئة "Cittaslow" (السيتا سلو) في 26 مارس/آذار من عام 2022.

و"السيتا سلو" هي حركة أُسست في نهاية التسعينيات بإيطاليا وتضم حتى الآن 288 مدينة في 33 دولة حول العالم منها تركيا التي تحتوي على 22 مدينة مطابقة لمعايير الحركة.

وتستند الشبكة إلى معايير دقيقة للانضمام يبلغ عددها 72 عنصراً، على رأسها أن يكون عدد سكان المدينة أقل من 50 ألف نسمة وأن تكون محتفظة بهويتها الخاصة غير متأثرة بالعالم الخارجي المتسارع من جوانب كالمعمار والفنون والحرف اليدوية والتقاليد، وأن تقدم المطاعم المأكولات المحلية بدلاً الوجبات السريعة.

إلى جانب شروط أخرى مثل زراعة المنتجات العضوية واستخدام الطاقة المتجددة وقلة حركة المرور وخلوها من التلوث والضوضاء.

تشارك مدينة "كمالية"، العضو المؤسس لجمعية المدن التاريخية، أيضاً في مشروع "7 مناطق و 7 مدن" التابع لمؤسسة البيئة والمناخ، كما جرى اختيارها في قائمة المدن ذات الأهمية السياحية من قبل وزارة البيئة التركية في 2003.

كانت تسمى المدينة سابقاً بـ"أيين" "Eğin" والتي تعني في التركية القديمة "حديقة جميلة كالجنة" ثم أعطاها مصطفى كمال أتاتورك اسمه "كمالية" عام 1922 بسبب المساهمة الكبيرة لسكانها في حرب الاستقلال.

مهرجان الرياضات الطبيعية

تستقبل المدينة ما يقارب من 10 أضعاف عدد سكانها كل صيف. وفي الآونة الأخيرة، زادت شعبية المنطقة بسبب الأنشطة الرياضية الدولية التي تقام بها، حيث يمكن ممارسة جميع أنواع الرياضات الطبيعية. فالطبيعة الوديانية للمنطقة، وعلى رأسها منطقة الأخدود المظلم ونهر قارا صو المتفرع من الفرات، إحدى الأسباب الرئيسية.

وأهم الأنشطة التي تجرى في مهرجان الرياضة القفز الحر والمظلي والقفز بالبذلة المجنحة، وسباقات القوارب المائية.  (AA)

وضمن هذا النطاق تستضيف كمالية أكبر المهرجانات الرياضية في تركيا في الأسبوع الثاني من شهر مايو/أيار في كل عام، والذي يقام منذ 2004. المنطقة الرئيسية التي تقام فيها أنشطة المهرجان هي "الأخدود المظلم" المنحدر علي جانبي نهر قارا صو، والذي يعد ثاني أكبر أخدود في العالم بعد "جراند كانيون" في الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال علي أرسلان طاش محافظ إرزينجان لوكالة الأناضول إن "كمالية هي المكان الوحيد في العالم التي يمكن به ممارسة الرياضات المائية مثل التجديف وركوب الرمث مع القيام بأعلى القفزات في المكان نفسه. ففي إطار المهرجان الذي يقام بها كل عام، يأتي الرياضيون المشهورون عالمياً لعمل مسابقات القفز من الارتفاع".

ويستكمل طاش: "يمكن للمسافرين بقطار الشرق السياحي التجول في المنطقة، حيث يمر القطار من هنا"، مشيراً إلى سحر منظر الوادي المظلم المكون من منحدرات شديدة يبلغ ارتفاعها 500 متر، ويمر فيه نهر قارا صو.

وقد جرى إعداد مسار من 3 مراحل للتسلق يبلغ طوله 400 متر ويتكون من 517 درجة يؤدي إلى واحدة من أعلى قمم الوادي.

وأهم الأنشطة التي تجرى في مهرجان الرياضة القفز الحر والمظلي والقفز بالبذلة المجنحة، وسباقات القوارب المائية. إلى جانب سباقات الدراجات الجبلية لمنظمة الاتحاد التركي للدراجات، وتسلق الجبال والصخور في الاتحاد التركي لتسلق الجبال. كما تقام المعسكرات ورحلات المغامرات على الطريق الحجري لمستخدمي السيارات.

"طريق الأدرينالين"

يجذب "الطريق الحجري" الذي يؤدي إلى كمالية، والمصنف كواحد من بين أخطر الطرق في العالم اهتمام عشاق المغامرات، حيث يضم الطريق المعروف بـ"طاش يولو" 45 نفقاً وعدداً من المنحنيات المبنية على سلسلة من المنحدرات الحادة والمطلة على منظر نهر قارا صو الخلاب.

يبلغ الطريق الحجري نحو 10 كيلومترات ويمتد على طول الأخدود المظلم، وقد بدأت أعمال شق الطريق لربط "كمالية" الواقعة في الشرق بسيواس في وسط الأناضول عام 1870 بجهود السكان المحليين الذين حاولوا نحته بأدوات بدائية. وفي عام 2002، بعد جهود شاقة وطويلة استمرت 132عاماً أنجِز الطريق بدعم من الدولة التركية.

وعن الطريق الحجري قال رئيس نادي كمالية لرياضات الطبيعة، ديلشاد أوزبان، لوكالة الأناضول إن "الطريق يسحر جميع الزوار بإطلالته المبهرة على المنحدرات الحادة والمناطق الطبيعية. وأضاف: "بمرور الوقت، بدأ استخدام هذا الطريق لأغراض سياحية فقط، وذلك بعد شق طرق بديلة أكثر أماناً للسكان والمسافرين".

أبواب تخبِر بالطارق

تتميز منازل كمالية بطابع معماري تقليدي، إذ يجري صنعها من الخشب، وعادة ما تُبنى المنازل بشكل عمودي ومكونة من طابقين أو ثلاثة.

ويُستخدم الطابق الأول بشكل عام لأغراض خدمية، كتخزين الحطب والطعام. أما الطوابق العليا فتحتوي على غرفة المعيشة وغرف النوم. ونظراً لطبيعة التضاريس في المدينة، يمكن الخروج من باب في كل طابق على شارع أو حديقة.

تتميز منازل كمالية بطابع معماري تقليدي، إذ يجري صنعها من الخشب، وعادة ما تُبنى المنازل بشكل عمودي ومكونة من طابقين أو ثلاثة. (AA)

ومن الأشياء الأخرى التي تجذب انتباه السائحين أثناء التجول في شوارع كمالية هي مقابض أبواب المنازل والتي تروي التاريخ والبنية الاجتماعية للمدينة.

فيوجد نوعان من مقابض الطرق على الأبواب القديمة، واحد صغير والآخر كبير. ووفقاً للتقاليد فإن النساء اللواتي يحضرن كضيوف يطرقن المطرقة الصغيرة فيكون الصوت أكثر رقة، بينما الرجال يستخدمون المطرقة الكبيرة. وبهذه الطريقة يُفهم ما إذا كان الشخص القادم ذكراً أم أنثى.

شيء آخر يعكس الروح الطريفة للمدينة، إذا كان هناك مصباح على مقابض الأبواب، فهذا يعني أن أصحاب المنزل بالداخل، أما إذا رأيت شكل طائر، فمعناه أن رجل المنزل في الخارج.

أهم الوجهات السياحية

إلى جانب الطريق الحجري والأخدود المظلم ونهر الفرات والشوارع الساحرة، توجد عدة أماكن جاذبة للسياح في كمالية مثل:

لوك خان: "Lökhane"، وهو مكان ذو تصميم خاص لصنع حلوى تقليدية من التوت المجفف والجوز، ويُسمّى أيضاً بـ"حلوى السلطان" لأنها كانت تقدم للسلاطين في القصور، وإذا حالفك الحظ، ربما تشاهد طريقة صنعها.

طريق القصائد "Mani Yolu": في العهد العثماني، عندما كان معظم رجال الحي يسافرون إلى إسطنبول، كانت نساؤهم يكتبن قصائد الشوق ويعلقنها على الطريق. يمكنك أن تمر من هذا الطريق لقراءة القصائد، ثم تكمل إلى تل شاهين حيث يمكنك مشاهدة المنظر الفريد للمدينة.

متحف دمير صوي للتاريخ الطبيعي: يحتوي المتحف على عينات بيولوجية وجيولوجية تخص المنطقة، كما أن دخوله مجاناً ضمن نطاق مشروع "جولة علمية في متحف الطبيعة" بدعم من هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية.

قلعة "أنديتشي" "Endiçi": وهي واحدة من المناطق الاستيطانية التي بقيت من العصور الأولى حتى الوقت الحاضر.

مغارة آلا "Ala" تقع في الشمال الشرقي من المنطقة، وتُعرف بمياهها المتدفقة في المدخل والتي تساعد في علاج الصدفية.

بحيرة القاضي"Kadıgölü": وهي بحيرة طبيعية ومصدر للمياه العذبة.

TRT عربي