بعد ترميم لـ6 أعوام.. تعرّف المسجد الأزرق الذي فتح أبوابه مجدداً في إسطنبول. (Others)
تابعنا

يستعد المسجد الأزرق، أحد المباني الشهيرة في إسطنبول والمعروف على نطاق واسع من السياح المحليين والأجانب، لإعادة فتح أبوابه للعبادة في أول أيام عيد الفطر في 21 أبريل/نيسان الجاري، وذلك بعد خضوعه لعملية ترميم واسعة استمرت لـ 6 سنوات، وتعتبر الأشمل في تاريخه البالغ 400 عام.

ويُعد المسجد الأزرق، المعروف محلياً باسم مسجد السلطان أحمد، أحد أشهر المباني التاريخية في شبه الجزيرة التاريخية في إسطنبول. وهو المسجد الأول والوحيد من ست مآذن للعمارة العثمانية، فيما عُرف باسم المسجد الأزرق بسبب الآلاف من بلاط إزنيك (مدينة تاريخية في أقصى شمال غرب الأناضول تتبع لمحافظة بورصة وتشتهر بصناعة السيراميك المزخرف) الأزرق والأبيض والنوافذ الزجاجية الملونة بالأزرق.

وبصفته واحداً من أشهر المساجد في العالم، فإن إعادة افتتاحه أمر بالغ الأهمية، لا سيّما وأنه يتزامن مع صلاة العيد. فيما أعلن وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي يوم الأحد، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، موعد إعادة الافتتاح كاتباً: "سنفتح تراثنا التاريخي للعبادة مع صلاة العيد".

أصل الحكاية

حسب صحيفة الصباح، فإن مسجد السلطان أحمد بمثابة تحفة فنية بُنيت ضمن نطاق المبادئ التوجيهية المعمارية للمهندس العثماني الشهير معمار سنان. قبل وفاة معمار سنان في عام 1588، تبرع بكل أطروحات العمارة العثمانية الكلاسيكية ودرب المهندسين المعماريين الذين سيواصلون إرثه المعماري الخاص.

بُنِي المسجد بتكليف من السلطان أحمد الأول عام 1609، وصممه المهندس المعماري الشهير سيدكار محمد آغا. استغرق بناء المسجد سبع سنوات واكتمل في عام 1616. سُمي المسجد على اسم السلطان أحمد الأول، الذي كان سلطاناً في وقت كانت فيه الإمبراطورية العثمانية في أوجها، وكان المسجد بمثابة رمز لسلطة الإمبراطورية العثمانية ونفوذها.

يقع المسجد في المنطقة التاريخية في إسطنبول وتحيط به معالم بارزة أخرى مثل آيا صوفيا وقصر توبكابي. وبالإضافة إلى هندسته المعمارية المذهلة، يحمل المسجد الأزرق أيضاً أهمية ثقافية كبيرة. إنه بمثابة مسجد نشط، ومفتوح للزوار من جميع الأديان.

مواصفات فريدة

يعتبر المسجد الأزرق من أكثر الأمثلة الرائعة للعمارة الإسلامية في العالم. تتميز بقبة مركزية يبلغ قطرها 23.5 متراً وارتفاعها 43 متراً. القبة مدعومة بأربعة أنصاف، والتي بدورها مدعومة بأربعة أعمدة ضخمة.

ويشتهر المسجد أيضاً بمآذنه الست، وهي سمة نادرة للمسجد العثمانية. قوبل قرار بناء ست مآذن بالجدل، إذ كان المسجد الحرام في مكة هو المسجد الوحيد الآخر الذي يضم ستة مآذن في ذلك الوقت. ومع ذلك، أمر السلطان أحمد الأول ببناء سابع مئذنة في مكة لحل المشكلة.

يمكن أن يستوعب المسجد ما يصل إلى 10000 مصل في وقت واحد، مما يجعله أحد أكبر المساجد في تركيا. وهو محاط أيضاً بساحة فناء جميلة تحتوي على نافورة وسلسلة من القباب الأصغر. يوفر الفناء مساحة هادئة للزوار للاسترخاء والتأمل.

ما السر وراء تسميته بـ "المسجد الأزرق"؟

أخذ المسجد اسمه المميز من أكثر من 20000 بلاطة زرقاء مصنوعة يدوياً لتزيين الجزء الداخلي من جدرانه، صُنعت في مدينة أزنيك المجاورة. رُتب البلاط الأزرق في أنماط وتصميمات معقدة، مما يضفي على المسجد من الداخل اللون الأزرق المذهل. يحتوي المسجد أيضاً على نوافذ زجاجية ملونة باللون الأزرق، مما يسهم في مظهره الأزرق.

لم يُختَر البلاط أو النوافذ الزرقاء لجمالها فحسب ولكن أيضاً لأهميتها الروحية، إذ يحظى اللون الأزرق بأهمية خاصة في الثقافة الإسلامية، نظراً لأنه يرمز إلى السماء. وكان يُعتقد أن استخدام اللون الأزرق في تصميم المسجد سيساعد في خلق جو روحي وهادئ للمصلين.

لا تزال الزخارف على القباب داخل المسجد من أفضل الأمثلة على الثقافة العثمانية حتى يومنا هذا. بشكل عام ، يعد المسجد الأزرق تحفة حقيقية للعمارة الإسلامية ورمزاً للتراث الثقافي الغني لتركيا. يستمر جمال هندسته المذهل وأهميته الثقافية في جذب الزوار من جميع أنحاء العالم.

TRT عربي
الأكثر تداولاً