الفلم التركي القصير "رطوبة" (TRT Arabi)
تابعنا

الفيلم من إخراج توران هاستي وكتابة وإنتاج محمد فرقان داسبيلك، وسيُعرَض في قسم Orizzont (وتعني آفاق) بالمهرجان، وسينافس 11 فيلماً قصيراً آخر.

يروي فيلم Rutubet (وتعني رطوبة) قصة المعلّم إسحاق في قرية نائية في الأناضول الذي يتعامل مع مفاهيم مثل الشعور بالذنب والبراءة في ما يتعلق باختفاء طالبة في المدرسة الابتدائية، كل ذلك في 20 دقيقة من السرد القصصي.

شارك في إنتاج الفيلم إنجين سيبيروغلو، ورمضان كيليتش، بمساعدة الإنتاج من "TRT 12 Punto"، وهي أكبر منصة إنتاج وتطوير مشترك في تركيا.

صُوّرَت القصة في مقاطعة بولو (Bolu) في تركيا، في قرية تسمى بالي (Bali) وهي جزء من بلدية كيبريجيك (Kibriscik).

يشرح المنتج قائلاً: "لقد غادرنا إسطنبول في سبتمبر/أيلول لاستكشاف المواقع، وزيارة 15 مدرسة قروية".

من موقع توصير فيلم "رطوبة" (TRT Arabi)

يقول هاستي لموقع TRT World: "بعد التحضير للجلسات والحصول على التصاريح والعثور على أعضاء فريق التمثيل، عادوا إلى قرية بالي في فبراير/شباط 2022، مع وصول فرق التوجيه والإنتاج والتصوير قبل أي شخص آخر بثلاثة أيام، تبعها الطاقم الفني ومعدات الإنتاج". ويتابع: "بعد فترة طويلة من التحضير ذهبنا إلى الموقع بعد أن صنعنا الفيلم في أذهاننا وعلى الطاولة".

في البداية حاول هاستي والطاقم العثور على الممثلين الأطفال من وكالات التمثيل في إسطنبول، لكن في النهاية وقع الاختيار على الطفلة إليف إيلول يشيليورت (التي لعبت دور عائشة) بعد أن اكتشفوا موهبتها في إحدى المدارس.

أما شخصية "إسماعيل" فاختاروا لها باران سلمان، الذي كان مثّل في وقت سابق في فيلم "نفتالين"، وهو فيلم سابق أنتجه هاستي من إخراج داشبيلليك. لكنهم لم يجدوا حتى الآن طفلاً يلعب دور يوسف في الفيلم.

وشخصية يوسف في الفيلم تعبّر عن فتىً مشاغب يربك الفصل الدراسي بإطلاق كرات ورقية صغيرة من قلم حبر أفرغه. سلوكه هذا يضعه موضعاً صعباً مع المعلم إسحق.

يشرح هاستي: "تابعنا بحثنا عن شخصية يوسف في مدرسة بلدية كيبريجيك. وقد وقع قراري على محمد مايدة للوهلة الأولى. لم يكُن متحمساً جداً في البداية، لكنه قال إنه سيفعل ذلك".

وتابع: "زرنا منزله، ولعبنا معاً؛ حاولت أن أكون صديقه. بعد ذلك جاء بأداء ممتاز، كأنه احترف التمثيل لسنوات".

ووفقاً لهاستي، في ما يتعلق بالطاقم الرئيسي، كان محمد فقط من البلدية، والطفلان الآخران من إسطنبول. أما الممثلون الداعمون فـ"أدوا أدوارهم بنفس الجودة لكل لقطة، كانت تجربة مختلفة تماماً لهم".

أخبر هاستي TRT World بأن "الأطفال كانت في أذهانهم أسئلة عندما وصلوا لأول مرة إلى موقع التصوير، لكن في اليوم الأخير بينما كانوا يغادرون على متن الحافلة، كانوا يبكون جميعاً لأن التصوير انتهى".

مساءلة أفكار البراءة والذنب

وقال هاستي في مقابلته عبر البريد الإلكتروني مع TRT World، إن الفيلم يناقش أفكار البراءة والذنب، وكيف يُتعامل معها، وذلك في رحلة البحث عن طالبة شابة مفقودة.

"نتابع الفيلم من منظور مدرّس يعمل في قرية نائية في منطقة الأناضول، وتظهر فيه مدرسة جدرانها باهتة اللون بسبب الرطوبة، وبواب، وحفنة من الطلاب الذين يحاولون البقاء في هذه المدرسة. تتطور مصايرهم في اتجاه مختلف عندما لا تحضر فتاة هي زميلتهم في الفصل الدراسي".

المعلم اسحق والبواب سيراستين يظهران الشاشة أثناء التصوير (TRT Arabi)

يذكر هاستي أيضاً العنف الذي يظهر ردّاً على هيجان من طالب، والندم الذي يجلبه، وأصوات الديناميت الذي يُفجَّر في محجر قريب، لن يسمح بالتعويضات للأهالي.

كتب هاستي حول الفكرة الرئيسية من الفيلم، أنه "مثلما يتعفن الجدار بفعل الرطوبة في داخله، ولا يُصلَح بمجرد طبقة طلاء جديدة، فإن الجانب الظلم، جانب الشر، عميق في الناس ولن يُصلَح بسهولة. هذا ما تدور حوله فكرة فيلم (رطوبة)".

الأفلام والتمويل الذاتي

يقول هاستي إن أولى تجاربه في الإخراج كانت مع الفيلم القصير المسمى "وقت الحصاد" (Hasat Zamani). ويقول إن التصوير تم بلا لجوء إلى أي نوع من التمويل؛ "كان تمويلاً ذاتيّاً".

"مع الدخل الذي حصل عليه الفيلم من المهرجان، صوّرنا فيلم (نفتالين - 2018) الذي أنتجته أنا وأخرجه فرقان. تلا نفتالين فيلم (عبر النهر - 2020 Bir Nehir Kiyisinda)، من إخراج فرقان، وبدعم من وزارة الثقافة والسياحة، الذي مُوّل من دخل مهرجان نفتالين.

وأضاف أنه حتى فيلم "عبر النهر" لم يتقدموا طلبات للحصول على تمويل: "يمكنني القول إن الأفلام موّلَت نفسها".

وأضاف: "من بين كل أفلامنا، فإن فيلم (رطوبة) يُعَدّ الأطول، والأكثر جهداً في الإنتاج؛ تَطلَّب طاقمَي عمل وإنتاج كبيرَين، وصُوّر خارج المدنية". كان إنجين سيبيروغلو "الذي تمتع دائماً بلمسة سحرية على أفلامنا"، منتجاً مشاركاً، وكذلك رمضان كيليتش "في جميع مراحل عملية صناعة الأفلام".

كما حصل الفيلم القصير على دعم من وزارة الثقافة والسياحة. يقول هاستي إنهم تقدموا بطلب لـTRT 12 Punto بعد ذلك، وحصلوا على دعمهم في الإنتاج.

لأول مرة منذ 23 عاماً

يقول هاستي إن "العرض في مهرجان مميز حسم مصير الفيلم"، مشيراً إلى مرور 23 عاماً منذ أن نافس فيلم تركي قصير في مهرجان البندقية السينمائي (فيلم "دايم" القصير للمخرج تايفون بيرسيلم أوغلو، عام 1999)، معبّراً عن رغبته في فوز "رطوبة" بجائزة.

ويضيف لـTRT World: "صنعنا هذا الفيلم بأقصى قدر من العناية والاهتمام بالتفاصيل في جميع مراحل الإنتاج. الآن الأمر متروك لهيئة تحكيم المهرجان"، وعبّر عن سعادته الكبيرة بما حقّقه الفيلم حتى الآن.

يقول هاستي إن عديداً من المهرجانات السينمائية دعا فيلم "رطوبة"، وعبّروا عن رغبتهم في الاطلاع عليه ومشاهدته وتقييمه.

ويتابع: "سنضع استراتيجية توزيع لعرض الفيلم في المهرجانات الدولية التي أنتجت موادّ حائزة على جائزة الأوسكار. نعتقد أننا سنحصل على نتائج إيجابية وطويلة الأمد من نهجنا هذا".



TRT عربي