بقناع مكشوف.. كيف تدعم ألمانيا تنظيمَي PKK وكولن الإرهابيين؟ (Others)
تابعنا

أطلقت تركيا فجر الاثنين عملية "قفل المخلب​​​​​​" ضد إرهابيي (PKK) في مناطق متينا وزاب وأفشين-باسيان شمالي العراق، وتهدف إلى إحكام الخناق على الإرهابيين والقضاء عليهم في معاقلهم. فيما أكدت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء، أن عملية "قفل المخلب" تسير وفق ما هو مخطط له.

ووسط استمرار العملية الأمنية عادت الأضواء لتُسلَّط مجدداً على الدعم الذي تقدمه الدول الغربية، وعلى رأسها ألمانيا، للتنظيمات الإرهابية التي تستهدف الأمن التركي، ومن أبرزها تنظيما "PKK" وكولن الإرهابيان.

وعلى الرغم من الدعم الألماني المالي والاستخباراتي والدعائي، بالإضافة إلى الدعم العسكري المتخفي تحت عباءة محاربة داعش الإرهابي، فإن تركيا نجحت في السنوات الأخيرة في إلحاق خسائر فادحة بالتظميات الإرهابية وتحييد عدد كبير جداً من قياداتها وأعضائها.

دعم ألماني مستمر رغم كشفه

في عام 2019 كشف التقرير السنوي الذي أعدته وكالة الاستخبارات الألمانية حول الأنشطة المخالفة للدستور على أراضيها، أن تنظيم PKK الإرهابي يدير شبكة واسعة فوق الأراضي الألمانية تُقدَّر بنحو 1500 عضو نشط.

وأشار التقرير الاستخباراتي إلى أن التنظيم يجنّد الشباب للقتال ضد تركيا، إذ وصل عدد المنضمين إلى التنظيم من الذين يحملون الجنسية الألمانية إلى نحو 270 شخصاً في الفترة بين عامَي 2013 و2019، عاد نصفهم إلى ألمانيا، فيما قُتل نحو 20 منهم. ويعرج التقرير أيضاً على أن وسائل الإعلام الألمانية تحولت لأبواق لنشر دعاية الحزب من خلال استضافتها لقيادات بارزة في التنظيم.

كما تُعتبر ألمانيا حجر الزاوية المهمّ في تمويل الأنشطة الإرهابية للتنظيم، ففي عام 2018 حصّل الحزب نحو 16 مليون يورو من أموال دافعي الضرائب من خلال حملات جمع التبراعات، فضلاً عن عشرات ملايين اليوروهات التي يتحصل عليها من الأنشطة غير القانونية في ألمانيا، وعلى رأسها تجارة المخدرات والتهريب.

ألمانيا تساند الإرهاب الموجَّه ضدّ تركيا

منذ سنوات طويلة يخيّم الخلاف على العلاقات التركية-الألمانية بسبب إصرار الأخيرة على تقديم الدعم العسكري والسياسيي والإعلامي للتنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا وأمنها، فضلاً عن توفير الحماية والملاذ الآمن لقيادات وأعضاء هذه التنظيمات، الذين يتجولون بحرية فوق الأراضي الألمانية والأوروبية.

وبينما تعمل تركيا على محاربة تنظيم PKK الإرهابي بكل صرامة، إلى جانب ملاحقتها أعضاء وقيادات تنظيم كولن الإرهابي الذي فشل في محاولته الانقلابية منتصف يوليو/تموز 2016، فإن الغرب مستمرّ في اتباع سياسة الكيل بمكيالين في موضوع محاربة الإرهاب وتصنيفه.

ورغم أن الدول الأوروبية ومن بينها ألمانيا صنّفت PKK تنظيماً إرهابياً، فإنهم ما زالوا يتيحون للتنظيم قاعدة عمل لوجستي واسعة بلا أي عائق، خصوصاً في موضوع تمويل نشاطات التنظيم والدعاية له وتجنيد العناصر الإرهابية في صفوفه.

PKK الإرهابي ينشط بقناع مكشوف

يجد تنظيم PKK الإرهابي مساحة واسعة للعمل على الأراضي الألمانية رغم تصنيف السلطات في برلين له منذ عام 1993 تنظيماً إرهابياً، إذ تنظّم المؤسسات التابعة للتنظيم بشكل كبير وتنجح دوماً في تغيير أسمائها وتنويع نشاطاتها للتهرُّب من القانون، وتقدّم مساهمات كبيرة للتنظيم من ناحية الدعم المالي والدعائي وتجنيد العناصر الجديدة.

ويعتمد التنظيم على عدد من المصادر لتمويل نشاطاته الإرهابية وعلى رأسها المخدرات وتهريب البشر والسجائر وتجارة السلاح، وجمع الاشتراكات بالقوة من عناصر التنظيم وداعميه. وقال تقرير للاستخبارات الألمانية عام 2018 إن التنظيم جمع 25 مليون يورو في الدول الأوروبية.

أما اليونان فتُعتبر مركز "الترانزيت" للتنظيم الإرهابي لتنسيق نشاطات العناصر وتسهيل تنقلهم، إلى جانب كونها موقعاً مهمّاً في موضوع التدريب والسماح بإنشاء المعسكرات. كما يعمل التنظيم على استخدام الأراضي اليونانية لتهريب البشر وجمع الأموال من وراء هذه التجارة التي راجت في السنوات الأخيرة.

TRT عربي
الأكثر تداولاً