تؤثر في عدة قطاعات.. هل تسبب مادة "النيكل" في أزمة عالمية جديدة؟ (Others)
تابعنا

بالتزامن مع العقوبات الغربية على روسيا، وما تبعها من ارتفاع في أسعار الطاقة وكثير من المواد الأساسية الأخرى جراء الخلل الذي ضرب سلاسل التوريد، يبدو أن العالم على باب أزمة عالمية جديدة يكون السبب الأساسي فيها الارتفاع الهائل في أسعار خام النيكل الذي يدخل في العديد من الصناعات المهمة والحيوية.

بدءاً من الهواتف المحمولة وصنابير المياه وأواني المطبخ، مروراً بالدعامات المستخدمة في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، ووصولاً إلى البطاريات والعديد من أجزاء السيارات، تشترك كل هذه المنتجات في شيء واحد: دخول النيكل في إنتاجهم.

سنركز في هذا التقرير على كيف ستؤثر أزمة النيكل على صناعة السيارات العالمية، التي تضررت بشدة من أزمة الرقائق التي مرت بها أثناء وباء كورونا؟

العقوبات تعرقل الإمدادات

أججت العقوبات الغربية على روسيا أسعار النفط والغاز، لكنها في نفس الوقت أسهمت في ارتفاع أسعار المعادن بشكل حاد للغاية، وعلى رأسها النيكل الذي يهدد سوق صناعة السيارات التقليدية والكهربائية أيضاً في ظل ارتفاع أسعاره غير المنضبطة.

ونظراً إلى التداعيات الاستثنائية التي شهدتها سوق إنتاج وتداول النيكل خلال الأسبوعين الماضيين، لجأت بورصة لندن للمعادن إلى إيقاف تداول النيكل لمدة غير محددة بعد ارتفاع الأسعار وحالة عدم اليقين التي صاحبت العملية.

وجاء ذلك بعدما قفزت أسعار عقد النيكل، يوم الثلاثاء 8 مارس/آذار الجاري، من 20 ألف دولار إلى 100 ألف دولار أمريكي للطن المتري، للمرة الأولي.

روسيا تتحكم في إنتاج النيكل

يأتي هذا الارتفاع الكبير جراء تحكّم روسيا في نحو 10% من إمدادات النيكل العالمي، وامتلاكها ما يقرب من ثلث خام كبريتيد النيكل في العالم، ما يتيح لروسيا إمكانية التحكم في سوق النيكل العالمية.

وقال مستشار الاستثمار في الأسواق الأجنبية، موسى أوفوك أوزدوغان، "تمتلك روسيا حصة كبيرة تبلغ 10% في سوق إنتاج النيكل. إنها في الواقع في موقع ريادي عالمي في إنتاج النيكل من الدرجة الأولى. مع حلول الحظر، شهدنا زيادة في أسعار النيكل بسبب القلق من حدوث مشكلة في إمدادات النيكل".

لكن أوزدوغان الذي تحدث إلى موقع (TRT Haber)، يرى أن أزمة إمدادات النيكل لن تستمر طويلاً، ويمكن توقع عودة صدمة العرض إلى طبيعتها بمجرد عودة إندونيسيا إلى السوق.

أزمة تضرب صناعة السيارات

على الرغم من أن روسيا وأوكرانيا لا يصنعان السيارات ولا قطع غيارها، فإن الحرب المستمرة منذ أكثر من شهر قد أدخلت سوق صناعة السيارات العالمية في أزمة حقيقية قد تؤثر على مستقبلها نظراً لهيمنة البلدين على احتياطات معادن هائلة ومهمة، الأمر الذي يدفع بعض الخبراء إلى الاعتقاد أن الأزمة الأوكرانية يمكنها أن تعيد تشكيل صناعة السيارات العالمية.

ووسط أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التي فرضتها جائحة كورونا منذ أكثر من عاميْن، يبدو أن مُصنعي التكنولوجيا والسيارات يتحضرون لدخول حقبة انقطاع حادة في سوق الرقائق الإلكترونية بسبب الهجوم الروسي المستمر منذ أكثر من شهر جراء ارتفاع أسعار معدن النيكل بشكل حاد وحالة عدم اليقين التي ضربت مجال إنتاجه وتوريده.

وفي مجال صناعة السيارات، لا تقتصر أهمية النيكل على دخوله في صناعة الرقائق فحسب، بل إنه مكون أساسي في صناعة بطاريات السيارات، وكذلك يدخل في صناعة أجزاء المحرك لمقاومته درجات الحرارة المنخفضة جداً والعالية جداً.

لهذا، من شأن ارتفاع أسعار النيكل بنسبة 250% خلال يومين فقط، أن يكون له مردود سلبي على صناعة السيارات الأوروبية كونه أحد مدخلات الصناعة الهامة. في الوقت ذاته، قد تتيح الأزمة إمكانية للشركات الصينية لتبرز بسبب استمرار وصولها إلى السوق الروسية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً