تسمية غريبة.. لماذا يُطلق على زيارة رؤساء تايون إلى أمريكا "الترانزيت"؟ / صورة: Reuters (Taiwanplus/Reuters)
تابعنا

غادرت الرئيسة التايوانية تساي إنغ وين العاصمة تايبه في رحلة إلى الولايات المتحدة الأربعاء، ومن هناك ستتوجه إلى جواتيمالا وبليز لتوطيد العلاقات مع الحلفاء الدبلوماسيين القلائل للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي قبل التوجه إلى كاليفورنيا، حيث قال رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي إنه سيلتقي بها الأسبوع المقبل.

وفيما حذرت بكين من أنها "تعارض بشدة" أي اجتماع بين تساي ومكارثي، تعهدت يوم الأربعاء بالانتقام في حالة لقاء الزعيمة التايوانية تساي إنغ ون رئيسَ مجلس النواب الأمريكي خلال رحلة إلى الولايات المتحدة.

يذكر أن زيارة الترانزيت التي تجريها تساي للولايات المتحدة قد تزامنت مع زيارة تاريخية للصين يجريها حالياً الرئيس التايواني السابق ما ينج جيو، كأول زعيم تايواني حالي أو سابق يزور البر الرئيسي للصين منذ الثورة الشيوعية عام 1949. علماً أنه عضو بارز في حزب المعارضة الرئيسي في تايوان، الكومينتانغ (KMT)، الذي يفضل العلاقات الوثيقة مع الصين على الرغم من أنه ينفي بشدة أن يكون مؤيداً لبكين.

ما سبب الاستنفار الصيني؟

تتبنى الصين مبدأ "الصين الواحدة"، الذي تدعي فيه أن الجزيرة الديمقراطية جزء من أراضيها، ما يعني أنه لا يجوز لأي دولة أن تحافظ على علاقات رسمية مع كل من بكين وتايبيه في وقت واحد.

وقال المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان تشو فنجليان: "إذا تعاملت (تساي) مع رئيس مجلس النواب الأمريكي مكارثي، فسيكون ذلك استفزازاً آخر ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة، ويقوض سيادة الصين ووحدة أراضيها، ويقوض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".

بالمقابل، يشعر البعض في إدارة بايدن بالقلق من أن الزيارة ستعطي بكين ذريعة لإجراء تدريبات عسكرية بالقرب من الجزيرة، كما فعلت الصيف الماضي، أو تقويض أمن تايوان بطرق أخرى، وفقاً للمسؤولين الذين نقلت عنهم صحيفة واشنطن بوست.

كما تجدر الإشارة إلى أن الزيارة التي أجرتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بوليسي إلى تايوان في أغسطس/آب 2022 قد أثارت زيارة غضب بكين التي نظمت رداً على هذه الخطوة مناورات عسكرية واسعة في المياه المحيطة بتايوان.

هل نشهد تصعيداً صينياً؟

في وقت سابق من هذا الشهر، أجّلت بكين الطلبات الأمريكية لعقد محادثة هاتفية بين الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي كان الهدف منه، على يبدو، تخفيف حدة التوترات الأخيرة. وقال مسؤولون صينيون إن بكين تريد الانتظار لترى كيف تسير رحلة الرئيسة التايوانية من وإلى الولايات المتحدة قبل الموافقة على أي مكالمة على مستوى القادة.

ومع اقتراب وصول تساي إلى نيويورك يوم الأربعاء، كان المسؤولون الأمريكيون يستطلعون ترتيبات الحكومة التايوانية لضمان بقاء رحلة الرئيسة ضمن الأعراف السابقة، بينما حثوا بكين أيضاً على عدم الرد بقوة، حسب ما قال المسؤولون والأشخاص المطلعون على المحادثات.

فيما صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين للصحفيين الأسبوع الماضي قائلاً: "إننا نعارض بشدة أي شكل من أشكال التفاعل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان، ونعارض بشدة أي زيارة أمريكية يجريها زعيم سلطات تايوان بغض النظر عن المبرر أو الذريعة".

وأضاف:"الرحلة المبلغ عنها ليست "ترانزيت" بقدر ما هي محاولة للبحث عن اختراق من أجل الترويج لـ "استقلال تايوان".

من جهتها، قالت بوني جلاسر، التي ترأس برنامج المحيطين الهندي والهادئ في صندوق مارشال الألماني بالولايات المتحدة: "هناك احتمال أن ينفجر العبور (زيارة الترانزيت) في وجه الجميع إذا لم يجرِ التعامل معه بعناية". في إشارة إلى أن الأمر سيؤدي إلى مزيد من الاحتكاك في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ".

"زيارات الترانزيت"

لطالما أُديرت زيارات الرؤساء التايوانيين للولايات المتحدة بعناية، حيث تحاول واشنطن منح قادة الجزيرة طريقة لإظهار دعم الولايات المتحدة لحكومتهم، دون إعطاء بكين فرصة للغضب والرد بقوة.

وجرت العادة أن لا يطلق على الرحلات التي يجريها الرؤساء التايوانيون إلى الولايات المتحدة بمصطلح زيارات رسمية، بل تسمى بزيارات عبور، أو "ترانزيت" وهي لغة تشكل جزءاً من الدبلوماسية الدقيقة التي تهدف إلى الحفاظ على التوازن بين الولايات المتحدة والصين وتايوان.

وقال مسؤولون في إدارة بايدن إن الرؤساء التايوانيين أجروا العشرات من هذه الزيارات على مر السنين، بما في ذلك العديد من الزيارات التي أجرتها الرئيسة الحالية تساي، مع الحد الأدنى من التراجع من بكين.

وبينما تدقق الصين بعناية في الزيارات بحثاً عن مؤشرات على أن الولايات المتحدة وتايوان تختبران حدود تسامح بكين، قالت وزارة الخارجية الأمريكية: "لا يوجد سبب لبكين لتحويل هذا العبور، الذي يتوافق مع سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد، إلى شيء ليس كذلك أو تستخدمه للمبالغة في رد الفعل".


TRT عربي