تعرض لحملة تشويه دولية ضخمة.. هكذا أصبح مطار إسطنبول الأول أوروبياً (AA)
تابعنا

تصدر مطار إسطنبول الجديد الواقع في منطقة "أرناؤوط كوي" في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول قوائم ترتيب المطارات الأوروبية، ومنذ تدشينه للخدمة في عام 2019 نجح المطار بالتربع على قمة الترتيب الأوروبي، وأصبح ينافس أوروبياً وعالمياً، ومؤخراً حل مطار إسطنبول في المرتبة الأولى أوروبياً بعدد الرحلات الجوية خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.

وعلى الرغم من محاولات التشوية الضخمة التي تعرض لها المطار، والتي قادتها صحف ووسائل إعلام أوروبية وعربية، وانضمت إليها في وقت لاحق وسائل إعلام محلية مقربة من المعارضة، إلا أن المطار الجديد نجح بتحقيق الصدارة أوروبياً بعد سنتين فقط من فتح أبوابه أمام المسافرين وشركات الطيران المحلية والعالمية.

واستطاع مطار إسطنبول من تحقيق النجاح والتفوق أوروبياً بالرغم من أنه ما زال في طور البناء والتجهيز، إذ من المتوقع أن يجري الانتهاء من بناء وتجهيز أقسام المشروع المتبقية بحلول عام 2028، ليصبح المطار وقتها من الأكبر على مستوى العالم والأكثر كثافة من حيث حركة الطيران في أوروبا، وتأكيداً على ذلك عنونت صحيفة الإندبندنت مقالها "محللو الطيران: هيثرو سيفقد تاجه الأوروبي لصالح إسطنبول".

حملات تشويه ضخمة

فور إعلان الحكومة التركية عن بدء أعمال التخطيط الخاصة بالمطار الجديد في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول، تعرض المطار لحملات إعلامية شرسة محلياً وإقليمياً ودولياً، وذلك من أجل التقليل من قيمة المطار الاستراتيجية كمركز للطيران العالمي، فضلاً عن التشكيك بكونه سينافس عالمياً من حيث كبر المنشأة وكثافة رحلات الطيران، وذلك فور الانتهاء من أعمال بنائه في الكامل بحلول العام 2028، كل ذلك خوفاً من سرقة مطار إسطنبول الصدارة من كبرى المطارات الأوروبية: هيثرو وشارل ديغول وفرانكفورت، والإقليمية وأبرزها مطار دبي.

دولياً، وبالأخص وسائل الإعلام الألمانية والفرنسية حاولت مهاجمة مساعي الحكومة التركية في إنشاء المطار الجديد، وقامت بمحاولات تضليل تستهدف الشركات العاملة بالمشروع وظروف العمالة الصعبة، فضلاً عن ترويجها معلومات تخلو من الصحة تفيد بأن الحكومة التركية قضت على مناطق شاسعة من الغابات الطبيعية شمال مدينة إسطنبول.

إقليمياً، عنونت وسائل إعلامية عربية تصدر من الإمارات والسعودية ومصر بعناوين سلبية تستهدف مطار إسطنبول منذ الإعلان عن بدء أعمال البناء في منتصف عام 2014، مشككة بقدرة الحكومة التركية على القيام بمشاريع ضخمة من هذا النوع، واصفةً المشروع بأنه محض خيال، وقاطعة بأن المرحلة الأولى من المشروع لن تدخل الخدمة وفق المخطط الزمني للمشروع بحلول العام 2019،

محلياً، روجت المعارضة ووسائل الإعلام القريبة منها من أن مشروع مطار إسطنبول يشكل هدراً لأموال الدولة، وأنه لا يوجد حاجة ملحة لبناء مطار جديد، حيث أصرت على أن بناء مدرج جديد في مطار أتاتورك القديم كفيل باستيعاب الطلب الزائد على حركة الطيران في تركيا، متناسيةً بشكل كامل مساهمة المطار الجديد في زيادة نمو الاقتصاد التركي من خلال توفيره لفرص عمل بالآلف فضلاً عن كونة مركزاً لجذب المسافرين والسياح، بالإضافة إلى استضافة كبرى شركات الطيران العالمية.

صدارة أوروبية

تربع مطار إسطنبول على قمة الصدارة الأوروبية منذ دخوله الخدمة في أبريل/نيسان 2019، ووفقاً لتقرير حركة الطيران الصادر عن منظمة سلامة الملاحة الجوية الأوروبية (EUROCONTROL) للأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 (يناير-أبريل) حل مطار إسطنبول الجديد في المرتبة الأولى أوروبياً بعدد الرحلات الجوية، حيث ذكر التقرير تنفيذ 63 ألفاً و64 رحلة طيران في مطار إسطنبول، تبعه في المرتبة الثانية مطار باريس شارل ديغول بـ 53 ألفاً و921 رحلة.

مطار إسطنبول في صدارة الترتيب الأوروبي (AA)

ورداً على التقرير الذي يظهر تفوق مطار إسطنبول أوروبياً وعالمياً، كتبت شركة مطار إسطنبول الكبير (İGA) المشغلة لمطار إسطنبول على موقعها في تويتر مغردةً "بدأنا طريقنا كمركز طيران عالمي، وأصبحنا الرواد في أوروبا في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021".

وعلى الرغم من انخفاض عدد المسافرين في المطارات بسبب جائحة كورونا التي ألمت في العالم أجمع، إلا أن مطار إسطنبول الجديد بوابة تركيا إلى العالم استقبل حوالي 23.4 مليون مسافر في عام 2020، ليحل بذلك في المرتبة الأولى تاركاً خلفه كلاً من مطار هيثرو في لندن ومطار شارل ديغول في فرنسا في المرتبة الثانية والثالثة، ومطاري شيفول وفرانكفورت في هولندا وألمانيا في المرتبتين الرابعة والخامسة.

أرقام وحقائق

وضعت الحكومة التركية نصب أعينها وقت البدء في وضع الخطط والمقترحات الأولى للمشروع بأن يصبح مطار إسطنبول مقراً رئيسياً لشركات الطيران الدولية، وأن يصبح أحد أهم المطارات التي توفر خدمات الترانزيت على مستوى العالم، وذلك لكونه يقع في منطقة جغرافية تعتبر حلقة وصل تتوسط القارات الثلاث، آسيا وأوروبا وإفريقيا.

وفور اكتمال جميع مراحل المشروع بحلول العام 2028، والذي يتوقع أن تصل قيمة تكلفة بنائه الإجمالية إلى حوالي 12 مليار دولار أمريكي، حيث ستبلغ مساحة المشروع الإجمالية قرابة 76.5 مليون متر مربع، ما سيجعله أكبر مطار تحت سقف واحد في العالم، كما سيضم ستة مدارج مستقلة، وستصل قدرته الاستيعابية إلى 500 طائرة في آن واحد، فيما يتوقع أن يقدم المطار الجديد خدمات لأكثر من 200 مليون مسافر سنوياً، وذلك في إطار فلسفة "بُني لينمو" التي بُني عليها المطار، كما ويتوقع بأن يساهم بتعزيز الاقتصاد التركي بنحو 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025.

ويشمل مشروع المطار العديد من مشاريع البنى التحتية الحديثة والمتشعبة التي تهدف إلي ربط المطار بجميع أحياء إسطنبول، منها أعمال بناء طرق وجسور جديدة وخطي مترو وخط قطار سريع، فيما يعد مطار إسطنبول من أكبر مشاريع البنى التحتية العالمية الصديقة للبيئة بفضل استخدامه لتقنيات تدوير حديثة فضلاً عن قدرته على الاستفادة من مياه الأمطار، ويذكر أن برج المراقبة الخاص بمطار إسطنبول فاز في عام 2016 بالجائزة الأولى في فئة "مشاريع المستقبل - البنية التحتية" في مهرجان العمارة العالمي في برلين.

وبعد اكتمال جميع مراحل المشروع ودخوله الخدمة، سيستضيف المطار الجديد قرابة 250 شركة طيران محلية ودولية، ستقلع طائراتها من مطار إسطنبول نحو أكثر من 350 وجهة حول العالم، وسيكون قادراً على إدارة ألفي عملية إقلاع وهبوط بشكل يومي.




TRT عربي