دعمها زيلينسكي.. ماذا تعرف عن المظاهرات في جورجيا؟ وما علاقتها بأوكرانيا؟ / صورة: Reuters (Zurab Javakhadze/Reuters)
تابعنا

بعد ليلتين من الاحتجاجات العنيفة في العاصمة الجورجية تبليسي بين الشرطة ومتظاهرين نددوا بقانون "العملاء الأجانب" المثير للجدل الذي يخشى منتقدوه أن ينسف حلم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال الحزب الحاكم في البلاد إنه سيسحب مشروع القانون.

وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، قال حزب الحلم الجورجي الحاكم إنه سيتخلى عن مشروع القانون الذي سبق أن صرح بأنه صيغ على غرار تشريع أمريكي قديم. لكن المنتقدين يقولون إنه مستوحى من قانون روسي مماثل استُخدم لخنق المعارضة من خلال فرض متطلبات شديدة القسوة على المنظمات والأفراد الذين تربطهم علاقات خارجية.

وفي الوقت الذي استنكر فيه المعارضون -وكذلك الرئيسة الجورجية- مشروع القانون الذي وصفوه بأنه جهد روسي لدقّ إسفين بين الدولة القوقازية وأوروبا، خاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المتظاهرين الجورجيين مباشرة وشكرهم يوم الأربعاء على رفع علم بلاده خلال "النجاح الديمقراطي".

ما المقصود بقانون "العملاء الأجانب"؟

كان السبب المباشر للاضطرابات في تبليسي خلال اليومين الماضيين هو موافقة البرلمان المبدئية يوم الثلاثاء على مشروع قانون يبدو غير ضارّ "بشأن الشفافية والنفوذ الأجنبي"، إذ كان مفترضاً أن تطالب المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الإخبارية التي تتلقى أكثر من 20% من تمويلها من "قوة أجنبية" بالتسجيل كـ"عملاء للنفوذ الأجنبي"، فيما سيتحمل المخالفون غرامات مالية كبيرة.

وحتى أمس الأربعاء أصرّت الحكومة الجورجية، التي يسيطر عليها حزب "الحلم الجورجي" صاحب الأغلبية في البرلمان، على أن التشريع يهدف ببساطة إلى تعزيز انفتاح أكبر بشأن التمويل الأجنبي، قائلة إن التشريع مستوحى من قانون أمريكي يعود تاريخه إلى عام 1938.

في المقابل رفض المعارضون في جورجيا تمرير هذا القانون الذين يرون أنه تقليد لروسيا وما تنتهجه من قمع لحرية التعبير. وبينما قالوا إن مرور مثل هذا القانون إشارة إلى أن النفوذ الروسي في جورجيا بدأ يتزايد، أكد رافضو التشريع أن هذا القانون من شأنه أن يقلّل فرص انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي في المستقبل.

على صعيد متصل أصدر الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بياناً حذّر فيه من أن القانون سيكون "غير متوافق مع قيم ومعايير الاتحاد الأوروبي" ويمكن أن يكون له "تداعيات خطيرة على علاقاتنا".

مظاهرات عنيفة

هتف المتظاهرون الذين تدفقوا إلى شوارع تبليسي منذ يوم الثلاثاء: "لا للقانون الروسي!". وإلى جانب العلم الجورجي، لوّح المشاركون في الاحتجاجات بعلم الاتحاد الأوروبي الذي تقدمت جورجيا للانضمام إليه العام الماضي، وعلمَي الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وبينما حاول بعضهم اقتحام مبنى البرلمان، أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي بعض المتظاهرين يرشقون نوافذ المبنى بالحجارة. وبدأت المواجهة مع الشرطة خارج مبنى البرلمان بعد أن حاول المتظاهرون إزالة الحواجز المعدنية، وفقاً للأناضول.

وفي وقت متأخر الأربعاء، استخدم ضباط شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشد، فيما دعت وزارة الداخلية الجورجية في بيان لها "المتظاهرين والمنظمين والقادة السياسيين إلى عدم تجاوز حدود قانون حرية التجمع والتعبير".

ما علاقة أوكرانيا بالمظاهرات؟

تجنبت جورجيا، على الرغم من تاريخها الطويل من العداء لروسيا، بما في ذلك حرب الأيام الخمسة عام 2008، الانحياز إلى طرفَي الصراع في أوكرانيا وسط تعاطف كبير من قبل الجورجيين مع أوكرانيا بلغ حد سفر بعضهم للمشاركة في الحرب، وفقاً لما أوردته شبكة بي بي سي البريطانية.

وعلى عكس التعاطف الشعبي مع أوكرانيا وتطوُّع مئات الجورجيين للقتال في صفوف الفيلق الأجنبي إلى جانب القوات الأوكرانية ضدّ الجيش الروسي، لم تكتفِ حكومة حزب "حلم جورجيا" الذي يُظهِر أعضائه توجُّهاً ينحاز نظريّاً إلى الاتحاد الأوروبي وقيمه ويحتفظ على الصعيد العملي بعلاقات طيبة مع روسيا، برفض الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد موسكو، بل جعلت من البلاد طريقاً مهمّاً لعبور البضائع التي تسافر إلى روسيا، في تَحدٍّ للعقوبات الغربية.

وفي حديثه مساء الأربعاء، دعا فولوديمير زيلينسكي إلى "نجاح ديمقراطي" في جورجيا، وشكر في الوقت ذاته كل من حمل الأعلام الأوكرانية في ساحات وشوارع جورجيا في أثناء المظاهرات الأخيرة.

وأضاف الرئيس الأوكراني: "أودّ أن أشكر كل من حمل الأعلام الأوكرانية في ساحات وشوارع جورجيا هذه الأيام"، وأردف: "نريد أن نكون في الاتحاد الأوروبي، وسنكون كذلك. نريد أن تكون جورجيا في الاتحاد الأوروبي، وأنا متأكد من أنها ستكون كذلك. نريد أن تكون مولدوفا في الاتحاد الأوروبي، وأنا متأكد من أنها ستكون كذلك. كل شعوب أوروبا الحرة تستحقّ هذا".

TRT عربي
الأكثر تداولاً