الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يطلق النار من مدفع على قلعة بطرس وبولس في سانت بطرسبرغ، 7 يناير/كانون الثاني 2019. (AP)
تابعنا

وسط نقص حادّ في الذخائر ومكونات المسيّرات بسبب العقوبات الغربية، أُجبرَت روسيا على شراء ذخيرة وصواريخ من كوريا الشمالية، حسب إفادة استخباراتية أمريكية نقلتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وقالت النشرة الإعلامية التي رُفعت عنها السرية مؤخراً إن الصفقة تضمنت ملايين قذائف المدفعية والصواريخ، لكنها لم تقدم سوى قليل من التفاصيل الإضافية حول متى بالضبط اشتُريَت.

التصريحات الأمريكية بشأن الذخيرة الكورية الشمالية تأتي بعد تصريحات الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي بأن روسيا واجهت مشكلات تقنية مع مسيّرات إيرانية من طراز "مهاجر-6" و"شاهد" حصلت عليها موسكو من طهران في أغسطس/آب الماضي كجزء من خطة روسية للحصول على مئات الطائرات المسيرة الإيرانية لاستخدامها في أوكرانيا، وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.

فيما تستند التقارير الاستخباراتية، التي تتعمد الولايات المتحدة الكشف عنها تباعاً، إلى أن طول عمر الحرب الأوكرانية وتحولها إلى حرب استنزاف، أرهق مخزونات القوات الروسية التي اعتمدت القصف المكثف منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل الخطط الروسية في السيطرة على العاصمة كييف بداية الحرب أواخر فبراير/شباط، بالإضافة إلى العقوبات الغربية غير المسبوقة التي ضربت سلسلة إمداد مكونات المسيّرات والرقائق الإلكترونية اللازمة في صناعة ترسانة عسكرية حديثة ومتطورة.

صفقة شراء محتملة

قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل في إفادة صحفية الثلاثاء، إن روسيا "بصدد شراء ملايين الصواريخ وقذائف المدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها في أوكرانيا". مع ذلك صرّح المتحدث باسم الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي بعد ذلك بوقت قصير بأنه "لا مؤشرات على اكتمال عملية الشراء، وبالتأكيد لا مؤشرات على استخدام هذه الأسلحة داخل أوكرانيا".

في المقابل نفى سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، في وقت سابق تقارير من مسؤولين أمريكيين ظهرت لأول مرة في صحيفة نيويورك تايمز، مستشهداً بمعلومات استخباراتية أمريكية رُفعت عنها السرية مؤخراً تفيد بأن روسيا تُجرِي مثل هذه المشتريات.

من جانبه قال ماسون كلارك رئيس الفريق الروسي في معهد دراسة الحرب، لصحيفة التايمز: "يجب أن يشعر الكرملين بالقلق من أن عليه شراء أي شيء على الإطلاق من كوريا الشمالية".

وفي يوم الاستقلال الوطني لشبه الجزيرة الكورية، الذي صادف منتصف أغسطس/آب، تبادل الكرملين وبيونغ يانغ رسائل دعم قوية بشأن مزيد من التعاون. وفيما قال كيم جونغ أون إن كوريا الشمالية وروسيا لديهما "جبهة مشتركة لإحباط التهديد العسكري والاستفزاز للقوات المعادية"، زعمت وسائل الإعلام الرسمية الروسية حينها أن كوريا الشمالية مستعدة لتقديم 100 ألف جندي "متطوع" لمساعدة القوات الروسية في الحرب الأوكرانية.

تأثير العقوبات الغربية على موسكو

تعليقاً على التقارير التي تناقش ذهاب روسيا لدول مثل إيران وكوريا الشمالية، قال الخبراء بخصوص تحركات موسكو الأخيرة بهذا الشأن إنها ما هي إلا علامة على أن القوات الروسية قد تواجه نقصاً حادّاً في الذخيرة بسبب العقوبات. كما تتسبب العقوبات في مشكلات تتعلق بالإمداد بمكونات المسيّرات أيضاً، وفقاً لمخابرات المملكة المتحدة.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه قوله إن هذه الخطوة هي علامة على أن "الجيش الروسي لا يزال يعاني نقصاً حادّاً في الإمدادات بأوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى ضوابط التصدير والعقوبات".

يأتي ذلك مع ورود أنباء عن تقرير سري من الحكومة الروسية اطّلعَت عليه بلومبرغ، يحذّر من أن العقوبات الدولية تضرّ بالاقتصاد الروسي أقوى بكثير مما يرغب الكرملين في الإعلان عنه علناً.

هل تعاني موسكو نقصاً حادّاً؟

طوال أشهر الحرب الست، تفوقت روسيا عموماً على أوكرانيا بهامش كبير في الذخيرة والأسلحة. وكان نهج روسيا في غزوها لأوكرانيا، لا سيما في وقت مبكر من الحرب، يعتمد إلى حد كبير على المدفعية، بما في ذلك القصف المستمرّ والثقيل، كما نقل موقع بيزنس إنسايدر عن إحصائية أعدتها "19 فورتي فايف" في منتصف يوليو/تموز.

وتأكيداً للتفوق الروسي، ذكر تقرير نشره معهد الخدمات المتحدة الملكي (RUSI)، ومقره المملكة المتحدة، أن القوات الروسية كانت تقصف الأراضي الأوكرانية بنحو 20 ألف قذيفة يومياً، اعتباراً من يوليو/تموز، مقارنة باستخدام أوكرانيا اليومي البالغ نحو 6000 قذيفة.

مع ذلك، أشار مؤلفو التقرير إلى أن لدى روسيا مخزونات كبيرة من الذخيرة من الحقبة السوفييتية ووسائل تصنيعها حتى في ظل العقوبات.

وفي حين أن بيونغ يانغ حريصة على جمع الأموال من مبيعات الأسلحة لمواجهة العقوبات الدولية، التي دعمتها روسيا في الماضي بسبب برامجها النووية والصاروخية، فإن عمليات الشراء، إذا ما صحّت، تنتهك عقوبات الأمم المتحدة التي تحظر على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة شراء أسلحة من كوريا الشمالية.

TRT عربي