المسيّرات التركية محلية الصنع ظهرت في السماء خلال مشاركتها في أعمال المراقبة والاستطلاع وتوفير خدمة الاتصالات / صورة: AA (AA)
تابعنا

عقب عاصفة الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا الأسبوع الماضي، وإلى جانب الجهود التي تبذلها فرق البحث والإنقاذ على الأرض، ظهرت المسيّرات التركية محلية الصنع في السماء أيضاً خلال مشاركتها في أعمال المراقبة والاستطلاع وتوفير خدمة اتصالات الهاتف المحمول للمواطنين في المناطق المتضررة.

وعبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، قال رئيس رئاسة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير: "بعد زلزال قهرمان مرعش مباشرة، اتخذنا إجراءات سريعة لتجنيد التكنولوجيا المحلية التي نطو±رها في خدمة أنشطة البحث والإنقاذ. وبينما تواصل الطائرات المسيَّرة التركية واجباتها في منطقة الزلزال، توفّر مسيّرات أكسنغور خدمة الاتصال بالهاتف المحمول لمواطنينا في المنطقة عبر محطات البثّ التي تحملها".

وبالإضافة إلى مسيّرات عنقاء وأكسنغور وبيرقدار وأقنجي، التي أطلقها الجيش والشرطة وفرق الإنقاذ لتمشيط منطقة الزلازل وتقييم حجم الأضرار والمساعد بتوفير صور جوية وخدمة اتصالات، شاركت طائرات مسيَّرة من طراز "باها" (Baha) و"بويراز" (Poyraz)، التي طورتها شركة هافيلسان التركية، في أنشطة الاستطلاع والمراقبة لمساعدة فرق البحث والإنقاذ في المنطقة.

"المسيَّرات التركية في الخدمة منذ اللحظات الأولى"

عبر حسابه على تويتر، صرّح مدير العلاقات الإعلامية في شركة بايكار، إيلكر أكغونغور، بأن الطائرات المسيَّرة المحلية كانت ضمن المعدات الوطنية التي استخدمتها القوات الجوية التركية ووزارة الداخلية، إذ حلّقت بعد الزلزال مباشرة من أجل تقييم الأضرار والمشاركة في مهامّ البحث والإنقاذ والتنسيق.

وأضاف أكغونغور في تغريداته أنه على الرغم من الظروف الجوية القاسية والمخاطر، طارت مسيرة أقنجي منذ اليوم الأول من الزلزال، وأن 9 منها بالإضافة إلى 29 من بيرقدار تي بي 2 ما زالت تواصل رحلاتها الجوية حتى الآن.

وتابع أكغونغور: "مسيّرات عنقاء وأكسنغور التي تنتجها توساش تجري أيضاً رحلات مهمة، فيما تعمل أكسنغور كمحطات اتصالات متنقلة".

وفي سياق متصل نفذت طائرتا "باها" و"بويراز" مهامّ تمشيط واستطلاع خاصة فوق القرى والمناطق الجبلية، وشاركتا الصور التي تلقتاها مع مركز التنسيق في المنطقة. فيما قال مدير الأنظمة الذاتية والروبوتية لشركة هافيلسان فيسيل أتا أوغلو، إنه "بعد وقت قصير من وقوع الزلزال، انتقلنا إلى المنطقة تماشياً مع تعليمات رئاسة الصناعات الدفاعية".

تقييم الأضرار ورسم الخرائط

بالإضافة إلى مهامّ تمشيط المنطقة والمساعدة بأعمال البحث والإنقاذ، شاركت الطائرات المسيَّرة التركية أيضاً في تقييم الأضرار ورسم الخرائط، إذ نفّذت 4 طائرات من طراز بيرقدار تي بي 2 إس مهمة خاصة وحلّقت باستخدام تقنية "كبسولة رسم الخرائط السريعة" (Fast Mapping Pod) القادرة على إنتاج آلاف الكيلومترات المربعة من الخرائط عالية الدقة (7 سم وأقل) خلال فترة 24 ساعة فقط.

ويمكن لتقنية "كبسولة رسم الخرائط السريعة" التي طوّرتها شركة بايكار عام 2018 وتتضمن مجموعة من الكاميرات الكهروضوئية يمكن استخدامها كحمولة على متن مسيّرة بيرقدار، أن تعالج تيرابايت من البيانات في خوارزميات محلية لتوفير خرائط تقويمية عالية الدقة حيث يُحدَّد كل بكسل بدقة جغرافية في غضون بضعة ديسيمترات.

وساهمت الخرائط التي رسمتها تقنية بايكار بمعالجة آلاف الصور عبر خوارزميات برمجية محلية، بجانب صور الأقمار الصناعية وتلك التي التقطتها المسيّرات المحلية، في تحديد مواقع المباني المتضررة من الزلزال في المنطقة، الأمر الذي سرّع جهود البحث والإنقاذ وضمن فاعليتها وكفاءتها في منطقة الكارثة.

عيون فرق البحث والإنقاذ

نظراً إلى سوء الظروف الجوية وكثرة السحب فوق المناطق التي ضربتها الزلازل، استخدمت فرق الإنقاذ مسيّرات "باها" من هافيلسان، التي تلبّي الحاجة إلى الصور مع القدرة على الطيران تحت السحب عندما يصعب التقاط الصور باستخدام الطائرات المسيَّرة الأخرى، من أجل توفير المعلومات الأولى عن الأماكن المتضررة التي لا يمكن الوصول إليها.

ويمكن أن تعمل "باها"، التي لا تحتاج إلى مدرج بسبب قدرتها على الإقلاع والهبوط العمودي، بنجاح في ظروف ميدانية وتضاريس مختلفة، كما يمكن استغلال قدرتها على الطيران في طقس ممطر لمسافة تصل إلى 50 كيلومتراً من مركز الدعم الأرضي، لنقل صور عالية الجودة من مسافات طويلة باستخدام معدات كهربائية بصرية متطورة.

وفي أعقاب الظروف الجوية القاسية خلال اليومين الأولين، نُقلَت 50 طائرة مسيَّرة من طرازات أقنجي وأكسنغور وبيرقدار وعنقاء، وأكثر من 100 طائرة مسيَّرة متعددة المروحيات، لتزويد مركز التنسيق وفرق الإنقاذ بالصور والخرائط. بالإضافة إلى ذلك استُخدمَت محطات الإرسال المثبتة على مسيَّرة أكسنغور، التي طُوّرّت بالتعاون مع شركة الاتصالات التركية "توركسيل"، واستُخدمت لأول مرة من الناحية التشغيلية لتقديم مساهمة كبيرة في اتصالات الهاتف المحمول فوق منطقة الزلازل.

TRT عربي