طوفان سيبراني.. كيف وسعت حماس الهجوم على إسرائيل ليطال الميدان الإلكتروني؟ / صورة: Reuters (Reuters)
تابعنا

فجر يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى، ودخل مقاتلوها مستوطنات غلاف غزة في عملية عسكرية نوعية غير مسبوقة رداً على "اعتداءات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، لا سيّما المسجد الأقصى".

ومنذ ذلك اليوم، تواجه إسرائيل طوفاناً آخر في الميدان السيبراني تنفذه مجموعة هاكرز تطلق على نفسها: "سايبر طوفان الأقصى" وتضع شعار كتائب عز الدين القسام إلى جانب شعارها، بالإضافة إلى مجموعات هاكرز أخرى تدعم القضية الفلسطينية من مختلف الجنسيات وفي مختلف البلدان.

وفي سياق متصل، كشفت دراسة أجرتها شركة Security Joe الإسرائيلية عن برنامج خبيث جديد من نوع Wiper، وهو برنامج ضار قادر على محو أنظمة الكمبيوتر وتعطيلها، ويشتبه في استخدام قراصنة نيابة عن حماس إياه ضد مؤسسات رسمية لدولة الاحتلال، لصالح الحركة، وفقاً لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.

"سايبر طوفان الأقصى"

بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي السافر الذي يستهدف المدنيين العزل في قطاع غزة، والذي راح ضحيته أكثر من 9227 فلسطينياً جلهم من النساء والأطفال، ظهرت على موقع إكس، تويتر سابقاً، مجموعة هاكرز فلسطينية باسم: "سايبر طوفان الأقصى".

ونشرت المجموعة فيديوهات هددت من خلالها باختراق وقرصنة جميع المؤسسات الإسرائيلية. ونشرت مجموعة الهاكرز هذه في وقت لاحق عبر حسابها على موقع إكس تفاصيل بعض هذه الهجمات التي وقفت فيها أكثر من 100 موقع حكومي وإعلامي إسرائيلي، من بينها الموقع الإلكتروني الرسمي لجهاز المخابرات الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى".

وإلى جانب موقع المخابرات الإسرائيلية، استهدفت مجموعة "سايبر طوفان الأقصى" عدداً من مواقع المواقع المرتبطة بوزارة الدفاع الإسرائيلية. كما استحوذت على قاعدة بيانات لعدد من المجندين وجنود الاحتياط وأرقامهم، ومعلومات أخرى تتعلق بمعلومات حساسة أعلنت أنها ستكشف تفاصيلها في أوقات لاحقة.

وفي بيان على منصات التواصل الاجتماعي، ادعت المجمعة أنها اخترقت عديداً من كاميرات المراقبة في عدد من المدن الإسرائيلية، وبثت أيضاً مواد تتعلق بدعم المقاومة.

فايروس "بيبي-لينكس"

وحسب يديعوت أحرونوت، رصدت الدراسة التي أجرتها شركة الأمن الإسرائيلية برمجيات محو خبيثة في عدة شبكات خاصة بالشركات الإسرائيلية، تسببت في أضرار جسيمة أينما جرى تنشيطها.

وقال التقرير أن حماس طورت برنامجاً ضاراً يسمى "بيبي-لينكس BiBi-Linux". ومن المرجح أن الهاكرز كانوا يحاولون إيصال رسالة ما بتلك التسمية، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت مجرد سخرية أم محاولة لإخفاء آثارهم فحسب. يذكر أن "بيبي" هو الاسم الشائع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إسرائيل.

ويتطلب تطوير هذا النوع من البرمجيات الخبيثة الكثير من الإمكانات المتقدمة التي عادة لا تكون في المجموعات السيبرانية التابعة للمقاومة. ووفقاً لإيدو ناور، الرئيس التنفيذي لشركة Security Joe "هذه ثغرة أمنية حددناها في مجموعة تتطابق مع أهداف حماس. يمكن أن تملك حماس مثل هذه القدرات التنموية، لكننا في الوقت الحالي ما زلنا نحقق في قدرات المجموعة".

فيما قالت الصحيفة الإسرائيلية: "تذكرنا ميزات هذه البرمجية الخبيثة بالأسلحة السيبرانية المتقدمة التي طورتها بعض الدول في السابق، وأكثرها شهرة "فيروس شيمعون"، وهو عبارة عن برمجية خبيثة استخدمها الإيرانيون لمهاجمة الأنظمة الحاسوبية في كل أرجاء الشرق الأوسط، ويشتبه في أنه يعتمد على سلاح إلكتروني جرى استخدامه لمهاجمة أهداف إيرانية قبل عقد من الزمن تقريباً من إسرائيل والولايات المتحدة، حسب بعض وسائل الإعلام الأجنبية".

قدرات نوعية

يشير استخدام مثل هذه البرامج الضارة إلى زيادة قدرات المتسللين الداعمين لحماس. إذ لم يعد هذا الأمر بمثابة نشاط مقتصر على تخريب مواقع الويب أو اختراق صناديق البريد الإلكتروني أو سرقة البيانات كما كان الحال حتى الآن، بل أصبح نشاطاً يمثل إمكانات خطيرة قد تسبب أضراراً جسيمة لأي شركة أو مؤسسة تتأثر بهذا النوع من الضرر.

ومع ذلك، ليس من الواضح إن كانت البرامج الضارة الحالية هي نسخة مختلفة من سلاح سيبراني موجود أم أنها تطور أصلي، كما أن المصدر غير واضح.

تجدر الإشارة إلى أن الهاكرز التابعين لحماس وبقية تنظيمات المقاومة الفلسطينية ليسوا وحدهم من يحارب في الميدان السيبراني، بل أعلنت 35 مجموعة هاكرز عالمية انضمامها إلى الحرب السيبرانية ضد إسرائيل، ومن بينهم مجموعة "كيلنت" الروسية الشهيرة، و"أشباح فلسطين"، و"فريق بنغلاديش الغامض"، و"أنون غوست"، و"سايبر أفينجرز" و"أنونيموس المغرب"، و"فريق حزب الله السيبراني" وفريق "غوست كلاين ماليزيا"، وكذلك فريق "هاكتفيزم إندونيسيا"، وفقاً لموقع ذا سايبر أكسبرس.

TRT عربي
الأكثر تداولاً