على رأسهم المستشار الألماني.. شتاء صعب قد يطيح بقادة أوروبيين (Others)
تابعنا

قال رئيس شركة الطاقة العملاقة "شل"، بين فان بيردن، خلال مؤتمر للطاقة عقد مؤخراً، "إن شتاء صعباً جداً في أوروبا قادم على الطريق"، وذلك في ظل ترقب لزيادة كبيرة في أسعار الطاقة. وأضاف قائلاً: "إنه لا يمكن استبعاد ترشيد استخدام الطاقة في أوروبا، بسبب القلق بشأن إمدادات الغاز القادم من روسيا".

وفي ظل ارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا نهاية فبراير/شباط الماضي، واستخدام روسيا الغاز "كسلاح" بعدما قللت صادراتها كرد فعل على عقوبات الاتحاد الأوروبي وقطعت الإمدادات عبر خط "نوردستريم 1" المتوجه إلى ألمانيا بحجة إجراء إصلاحات روتينية، بدأت الحكومات الأوروبية تستشعر الخطر الذي قد يطيح بها بسبب موجات التضخم التي تضرب البلاد وترفع أسعار السلع الأساسية، وعلى رأسها الطاقة، إلى مستويات قياسية غير معهودة.

فإلى جانب الفضائح التي أطاحت برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وحكومته، وفضائح أوبر التي تهدد استمرار حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتلك التي تهدد المستشار الألماني أولاف شولتس بعد الحفلة التي حضرها وتعرضت خلالها 9 نساء على الأقل للتخدير بما يسمى "مخدرات الاغتصاب"، ينتظر أوروبا شتاء قاس قد يطيح بحكومات دول كبرى داخلها.

المستشار الألماني تالياً؟

في مقالة نشرتها صحيفة "تيليجراف" البريطانية، قال الصحفي دانيال جونسون "إن المستشار الألماني أولاف شولتس، يخاطر بفقدان منصبه الحالي إن لم "يستسلم" أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيراً إلى أن ألمانيا تعاني أزمة حادة بسبب نقص موارد الطاقة، وهو مجال تعتمد برلين فيه كثيراً على الجانب الروسي.

وخصصت المقالة جزءاً كبيراً لاستعراض "الدراما الحقيقية"التي اندلعت للبحث عن المسؤولين المذنبين في اتخاذ القرار الكارثي قبل عقد من الزمان بالتخلي عن الطاقة النووية، والتي بسببها أصبحت ألمانيا تعتمد بشكل شبة كامل على الطاقة الروسية الرخيصة نسبياً.

وبينما تلطخت سمعة المستشارة السابقة أنغيلا ميركل بسبب رهن بلادها للغاز الروسي، يلقي ثلثا الناخبين اللوم على أولاف شولتس لفشله في ضمان أمن الطاقة، حيث يرى الصحفي جونسون أن المستشار الحالي، بالإضافة إلى الأخطاء في قطاع الطاقة، لم يكن حازماً بما يكفي في مجال السياسة الخارجية.

الرئيس الفرنسي في خطر

خلال مقابلة أجراها عقب حضوره العرض العسكري التقليدي في جادة الشانزليزيه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، أمس الخميس، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن أمد النزاع الدائر في أوكرانيا "سيطول" وأنه يتعين على الفرنسيين أن يستعدوا للاستغناء عن الغاز الروسي الذي تستخدمه موسكو "سلاح حرب".

وأضاف ماكرون قائلاً: "علينا جميعاً أن نستعد لحرب طويلة الأمد. سيكون الشتاء ومطلع الخريف من دون شك قاسيين جداً". يذكر أن شعبية ماكرون بدأت في الهبوط رغم فوزة في الانتخابات الرئاسية التي عُقدت مؤخراً، والتي أعقبها خسارته الأغلبية في البرلمان لصالح منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان، التي تتبنى مواقف إيجابية تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.

فيما نجت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، الاثنين الماضي، من أول تصويت لسحب الثقة في البرلمان برعاية المعارضة اليسارية المتشددة. وجاء التصويت في الوقت الذي يتعرض فيه الرئيس إيمانويل ماكرون لضغوط لتفسير مزاعم دعمه السابق لتطبيق أوبر لسيارات الأجرة عندما كان وزيراً للاقتصاد.

الحكومة الهولندية

طالبت الحكومة الهولندية يوم 4 يونيو/حزيران الماضي كبار مستخدمي الطاقة في البلاد أن ينفذوا إجراءات لخفض استهلاك الطاقة الأحفورية من بداية 2023، وذلك في إطار مساع لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإنهاء الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية.

لكن ما يهدد الحكومة الهولندية ليست المساعي لحظر منتجات الطاقة الروسية، بل القرارات الصارمة التي اتخذتها لتنفيذ الخطط الرامية لكبح انبعاثات أكسيد النيتروجين والأمونيا بهدف تقليل انبعاثات النيتروجين بنسبة 50% بحلول عام 2030، والتي خصصت لأجلها أكثر من 25 مليار دولار لتمويل التغييرات الضرورية.

ومنذ إعلان الحكومة عن هذه الخطط قبل نحو شهر، انخرط المزارعون الهولنديون في مظاهرات يسودها السخط والغضب لا تظهر فيها أية علامة على التراجع، حيث يقولون إن مثل هذه الإجراءات تهدد بتدمير نمط حياتهم ومصادر رزقهم. ورغم دعوات الحكومة المتكررة لإجراء مباحثات مع جمعيات المزارعين، يرفض المزارعون حتى الآن خوض محادثات مع مفاوضي الحكومة، وسط استمرارهم في قطع الشوارع السريعة بجراراتهم واشتباكاتهم مع الشرطة.

TRT عربي