تابعنا
يستهدف بوتوكس المعدة فقط الأشخاص الذين لديهم وزن زائد بنطاق مؤشر كتلة الجسم "BMI" يتراوح بين 25-30 أو الذين يعانون من سمنة من النوع الأول والذين تتراوح أرقام الـBMI لديهم بين 30-35.

تتصدر السمنة قائمة أكثر المشكلات الصحية المنتشرة في العالم أجمع، وما زالت الأرقام تشير إلى ازدياد متسارع في انتشار الأمراض المصاحبة للسمنة بوتيرة عالية، ولذلك تلقى العلاجات المطروحة لمحاربة السمنة اهتماماً واسعاً ومنها حديثاً بوتوكس المعدة، فما بوتوكس المعدة؟

حقل استخدام حديث نسبياً لمادة البوتوكس

بوتوكس المعدة هو إجراء تجميلي يهدف إلى الإسهام في التخلص من الوزن الزائد وذلك عن طريق القيام بحقن البوتوكس في أماكن معينة من المعدة بهدف تخفيض وتيرة الهضم، ما يؤدّي بدوره إلى إبقاء الطعام لساعات أطول في المعدة وبالمحصلة تقليل الشعور بالجوع. إنّ مادة البوتوكس المستخدمة للمعدة لا تختلف عن تلك المتعارف عليها لعلاج التجاعيد، وتعتمد في عملها على تقليل انقباض العضلات، ما يسهم في إبطاء عملية تفريغ المعدة والشعور بالشبع لوقت أطول، وهي من العمليات التي لا تتطلب أي تدخل جراحي فلا شقوق أو جروح تنتج عنها وإنمّا تحدث عبر ما يُعرف بالتنظير، أي عن طريق إدخال منظار عبر الفم يصل إلى المعدة ومن ثمّ يحقن الطبيب المعدة بالبوتوكس مع الاكتفاء بتخدير موضعي للمريض دون الحاجة إلى أي تخدير عام، كونه إجراءً بسيطاً، ويستمر تأثير البوتوكس لمدة لا تزيد على ستة أشهر.

ليس حلاً جذرياً للسمنة

لا يُعتبر بوتوكس المعدة علاجاً موجهاً لجميع من يعاني من السمنة بشكل عام، إذ إنّ بوتوكس المعدة يستهدف فقط الأشخاص الذين لديهم وزن زائد بنطاق مؤشر كتلة الجسم (BMI وهو الوزن بالكيلوغرام مقسوماً على الطول بالأمتار) يتراوح بين 25-30 أو الذين يعانون من سمنة من النوع الأول والذين تتراوح أرقام الـ BMI لديهم بين 30-35.

وبناءً على ما سبق فإنّ بوتوكس المعدة يستثني فئة الأشخاص الذين لم يتمكنوا من إنقاص وزنهم بعد اتباع العلاج الأولي المتمثل بممارسة الرياضة وضبط النظام الغذائي في حال كان مؤشر كتلة الجسم أعلى من 40 أو لو كان يتراوح بين 35-40.

وبالرجوع إلى معهد الصحة الوطني الأمريكي (NIH) وغيره من المؤسسات الطبية المرموقة فإنّ هذه الفئة تنطبق عليها معايير الخضوع للعمليات الجراحية المخصصة لعلاج السمنة.

تؤكدّ مها شعث إخصائية استشارات العلاجات التجميلية في أحد المراكز التجميلية في إسطنبول ذلك في حديث لها مع TRT عربي بقولها: "إنّ بوتوكس المعدة من العمليات البسيطة التي تعالج السمنة المتوسطة، أي لأولئك الذين يرغبون بخسارة 10-15 كغم فقط وغير قادرين على بلوغ الهدف بالاستعانة بممارسة الرياضة والنظام الغذائي المتوازن".

وتضيف: "يرفض الأطباء إجراء بوتوكس المعدة في حال كان المريض يعاني من سمنة مفرطة، إذ يوجّهون إلى العمليات الجراحية الأخرى المناسبة لفئتهم مثل جراحات التكميم أو تحويل المسار".

وأشارت الإخصائية إلى استثناء مَن تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً من الخضوع للإجراء نظراً لعدم التزامهم شروط نجاح العملية، وهي نظام حياة صحي متكامل بعد العملية.

تؤكدّ شعث الحرص على ضرورة التحقّق من مستويات الهرمونات والفيتامينات بالجسم ضمن معدلاتها الطبيعية للحصول على الفائدة المرجوة قبل القيام ببوتوكس المعدة، وبشكل عام فإنّ باستطاعة المريض العودة إلى حياته اليومية في غضون ساعات بعد العملية، إذ إنه عند مقارنة بوتوكس المعدة بالإجراءات الجراحية الأخرى فإنّ آثاره الجانبية أخف وطأة وتشمل الإمساك ومشكلات هضمية أخرى، واحتمالية حدوث نزيف بسيط من السهل السيطرة عليه، وفي حالات قليلة قد تظهر لدى المريض حساسية تجاه مادة البوتكس.

يجب الحرص على ضرورة التحقّق من مستويات الهرمونات والفيتامينات بالجسم ضمن معدلاتها الطبيعية للحصول على الفائدة المرجوة قبل القيام ببوتوكس المعدة، وبعد العملية باستطاعة المريض العودة إلى حياته اليومية في غضون ساعات، وفق شعث.

أما عن الآثار الجانبية لعملية بوتكس المعدة، فبرأي شعث هي "أخف وطأة من الإجراءات الجراحية الأخرى"، ومع ذلك لا تزال تشمل الإمساك ومشكلات هضمية أخرى، واحتمالية حدوث نزيف بسيط من السهل السيطرة عليه، وفي حالات قليلة قد تظهر لدى المريض حساسية تجاه مادة البوتكس.

ومن المهم الإشارة إلى أنّ الحوامل والمرضعات لا يخضعن لهذا الإجراء نظراً إلى عدم وجود أبحاث كافية تؤكدّ سلامة استخدام مادة البوتكس في أثناء الحمل والرضاعة سواء لعملية بوتوكس المعدة أو لأي استخدام آخر لمادة البوتوكس، وهذا ما تؤكدّه عيادات مايوكلنيك الأمريكية، إذ لا يوجد تصريح يفيد بإمكانية استخدامها أو لزوم تجنبها من قبل "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية" (FDA) لهذه الفئة.

ويجب أن يكون الفرد على دراية كاملة بشروط نجاح هذه الإجراء، والمتمثل بالتزام نظام غذائي متوازن وصحي مقروناً بممارسة الرياضة حسب عديد من الدراسات، وبهذا الصدد تصف شعث بوتوكس المعدة بأنه "إجراء مساعد فقط، ومن أهم ما يقوم الطبيب بتوضيحه للمريض في البداية أنّ هذا الإجراء سيكون بلا فائدة دون التزام نظام غذائي متوازن وصحي، عالي البروتين، منخفض النشويات والسكريات بعد العملية".

أبحاث علمية متضاربة

تشير الأبحاث والدراسات العلمية لنتائج متضاربة في ما يخص بوتوكس المعدة، ففي دراسة لباحثين أتراك في قسم الجراحة العامة التابعة لأكثر من مستشفى في إسطنبول، جرت فيها متابعة 56 مريضاً خضعوا لإجراء بوتوكس المعدة لثمانية أشهر، أشار الباحثون إلى أنّ 87.5% من المرضى قد صرحوا بانخفاض الشهية لديهم بعد العملية بمعدل خسارة عام نحو 9 كيلوغرامات، فيما عبّر 53.6% عن رضاهم العام.

وخلصت الدراسة إلى أنّ بوتوكس المعدة مفيد في إنقاص الوزن مع الإشارة إلى أنه إجراء طفيف التوغل، إضافةً إلى كونه فعالاً نظراً إلى تكلفته ودون التسبّب بأي آثار جانبية خطيرة.

وعلى النقيض، في دراسة لباحثين أتراك آخرين، جرت بالتعاون بين أحد مراكز السمنة في إسطنبول وقسم العلوم الصحية بجامعة نيشانتاشي (Nişantaşı University)، جرت متابعة 13 مريضاً خضعوا لإجراء بوتوكس المعدة لستة أشهر.

ووجد الباحثون أنّ ما نسبته 46.2% (6 مرضى) لم يفقدوا أي وزن على الإطلاق على الرغم من التزامهم النظام الغذائي الذي جرت متابعته من قِبل فريق البحث بعد العملية، فيما كان معدّل خسارة الوزن العام نحو ثلاثة كيلوغرامات فقط، وخلصت الدراسة إلى أنّ بوتوكس المعدة لا يعطي نتائج فعّالة في خسارة الوزن، مع تأكيد الباحثين أنّ عينة الدراسة كانت صغيرة، وهناك الحاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج في مجموعات أكبر.

من المهم الإشارة إلى إنّ استعمال حقن البوتكس للمعدة لغايات تقليل الوزن هو استعمال غير مصرح به لهذه المادة حسب "دائرة الغذاء والدواء الأمريكية" (FDA) أو كما يطلق عليه في المجتمع الطبي "off-label use"، إذ لا توجد دراسات علمية موسعة حتى الآن لتقييم مدى فوائده وآثاره الجانبية على المدى البعيد.

ومع ذلك حقّق بوتوكس المعدة انتشاراً وإقبالاً عالياً في السنوات الأخيرة نظراً إلى أمانه النسبي وقلة أعراضه الجانبية ومخاطره مقارنة بالعمليات الجراحية الأخرى، وقد أدخل كثير من المراكز التجميلية بوتوكس المعدة ضمن عملياتها، وأعداد المراكز تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في كثير من الدول.

TRT عربي