"فشل متكرر".. هل توقف أمريكا مشروع صاروخ "آرو" فرط الصوتي؟ / صورة: Reuters (Us Air Force/Reuters)
تابعنا

في الوقت الذي تحتدم فيه المنافسة بين القوى العظمى لامتلاك أسلحة فرط صوتية، ووسط تزايد زخم الاختبارات التجريبية لهذا النوع من الصواريخ في الصين وروسيا التي بدورها دأبت على استخدامها بشكل فعال لضرب أهداف في أوكرانيا خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، يبدو أن المشاريع الأمريكية المشاهبة لم تسعف واشنطن حتى اللحظة في حفظ ماء وجهها خلال في سباق التسلح العالمي هذا.

وفي "انتكاسة" أمريكية جديدة لسد الفجوة بينها وبين كل من روسيا والصين، أعلنت القوات الجوية الأمريكية الأسبوع الماضي فشل اختبار صاروخها فرط الصوتي من طراز AGM-183، المعروف باسم "آرو" (ARRW)، وهو اختصار لجملة "سلاح الردع السريع الذي يُطلق جواً".

ونتيجة لذلك، لم تعد القوات الجوية تعتزم الدفع بصاروخها فرط الصوتي الأول من تطوير شركة الصناعات الجوية الأمريكية "لوكهيد مارتن"، إلى مرحلة الإنتاج المتسلسل، وفقاً لما أورده موقع sandboxx المتخصص بالشؤون العسكرية.

"انتكاسة جديدة"

وفقاً للتقرير الذي نشره الموقع الأمريكي، فإن صاروخ "آرو" قد شهد حتى اليوم سبع عمليات إطلاق تجريبية جرى الكشف عنها علناً منذ عام 2021، وانتهت أربعة من تلك الاختبارات بالفشل التام. ولكن في حين أنه من المتوقع حدوث إخفاقات أثناء تطوير أنظمة أسلحة جديدة متطورة، فإن مشاكل اختبار "آرو" جاءت في أجزاء من نظام الاختبار - وهي نوع من المشكلات التي لا يتوقعها المرء، مثل الانفصال عن طائرة الإطلاق أو تشغيل المحرك في المقام الأول.

ويرى كاتب التقرير أن هذا النوع من الإخفاقات يشير إلى قضايا شاملة مع مشروع "آرو"، سواء من حيث الأهداف المقصودة أو الاندفاع لوضعه في الخدمة. إذ تشير الأدلة إلى أن هذا الاندفاع لم يكن قائماً على "القدرات المثبتة للسلاح"، ما يكشف عن أنه ربما جرى وضعه على المسار السريع نحو الخدمة لأسباب سياسية ودعائية فقط، وليست استراتيجية.

وفي سياق متصل، كتب مدير الاستحواذ بالقوات الجوية أندرو هانتر، في شهادة أدلى بها إلى لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب يوم 29 مارس/آذار الماضي: "هناك فائدة متأصلة لإكمال الرحلات التجريبية الشاملة لصاروخ "آرو"، من أجل الحصول على بيانات التعلم والاختبار التي ستساعد في إعلام البرامج التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في المستقبل والقدرة المحتملة على الإلغاء".

تأخر أمريكي

يرى الخبراء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أطلق صافرة البداية لسباق التسلح فرط الصوتي في فبراير/شباط 2018، وذلك عندما ألقى خطاباً أعلن فيه أن روسيا تضع أول سلاحين حديثين تفوق سرعتهما سرعة الصوت في العالم في الخدمة، هما صاروخا: "كنجال" و"أفانغارد".

بعد إعلان بوتين في 6 شهور فقط، باشرت الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير صاروخ "آرو". ولكن مع الفشل الواضح لبرنامج "آرو"، لم يبقَ أمام القوات الجوية الأمريكية سوى عقد الآمال على صاروخ كروز فرط الصوت الذي يعمل بمحرك سكرامجت (HACM) المقرر أن يدخل الخدمة في أقرب وقت ممكن في عام 2027، مع قائمة ضخمة من البرامج التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الولايات المتحدة.

وعلى صعيد متصل، واستجابةً للمخاوف التي تمثلها الصواريخ فرط الصوتية التي دأب كل من الصين وروسيا على استعراض قدراتها بها في الآونة الأخيرة، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، في يوليو/تموز 2022، إن الولايات المتحدة ستنفق 1.3 مليار دولار أمريكي لتطوير منظومة أقمار صناعية متطورة قادرة على تتبع تهديدات الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بشكل أفضل، معلنةً عن عقدين جديدين سيضعان أنظمة الكشف والتعقب في المدار بحلول عام 2025.

ما المقصود بالصواريخ فرط الصوتية؟

يطلق على الصواريخ أنها فرط صوتية في حال تجاوزت سرعتها سرعة الصوت ووصلت لسرعات ما بين 5 و20 ماخ. والماخ هو سرعة الصوت التي تصل إلى نحو 1235 كيلومتراً/الساعة. وبينما تتجاوز الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تلك العتبة بكثير، إلا أنها تتحرك في مسار يمكن التنبؤ به، ما يجعل اعتراضها ممكناً.

وتحلق الصواريخ الباليستية على علو مرتفع في الفضاء في مسار على شكل قوس لبلوغ هدفها، في حين أنّ الصواريخ فرط الصوتية تنطلق على مسار منخفض وهي قادرة على بلوغ هدفها بشكل أسرع. والأهم أنّه يمكن التحكم بالصاروخ فرط الصوتي، ما يزيد صعوبة تتبّعه واعتراضه.

وتعد روسيا والصين من الدول القليلة في العالم التي تمتلك صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت وقادرة على حمل رؤوس نووية أو تقليدية. كذلك بإمكان صواريخها فرط الصوتية تنفيذ مناورات أثناء تحليقها بالشكل الذي يتيح لها تجنب الصواريخ المضادة بشكل أكبر.

TRT عربي