تابعنا
ينصح المتخصّصون في المجال النفسي ومجال الحماية من الكوارث الطبيعية بخمسة إجراءات يجب اتباعها مع الأطفال للشّرح والتوعية بخطر الزّلازل، وكيفية التعامل معها وفهمها.

كشفت الإحصائيات الأخيرة التي نشرتها منظمة "اليونيسيف" عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، عن بلوغ العدد الإجمالي للأطفال الذين يعيشون في المناطق المتضررة من الزلازل الأخيرة التي ضربت تركيا وسوريا نحو 7,1 مليون طفل.

بينهم 4,6 موزَّعون على المحافظات التركية العشر الأكثر تضرراً من الزّلازل، في حين أحصت المنظمة ذاتها وجود ما يناهز 2,5 مليون طفل في المناطق التي طالتها الكارثة من الأراضي السورية.

وقد سُجّلت مئات الحالات للأطفال الذين خرجوا من الأزمة برهاب الزّلازل، في حين قضى عدد، لم يجرِ إحصاؤه بعد، من الأطفال تحت الأنقاض، وتعد التوعية بالزّلازل واحدة من الأدوات التي يعتبرها المختصون الأكثر نجاعة للتخفيف من وقع الكارثة.

وينصح المتخصّصون في المجال النفسي ومجال الحماية من الكوارث الطبيعية بخمسة إجراءات يجب اتباعها مع الأطفال للشّرح والتوعية بخطر الزّلازل وكيفية التعامل معها وفهمها.

أولاً: شرح معنى الزلزال

يعتقد الكثيرون أن شرح موضوع علمي للأطفال تحت سن الـ13، وإيصال الفكرة بشكل واضح من أصعب الأمور، بخاصة إذا ترافق الموضوع بحدث يثير الخوف لدى الطفل.

غير أن العديد من الاختصاصيين في علم النفس يرون أن الطفل يملك من الوعي ما يجعله يستوعب، فقط يجب اتباع "الوسيلة التي تشد انتباهه طيلة فترة الشرح".

تقول الطبيبة سلمى عميرات المختصة في المرافقة النفسية والاستشارات التربوية في تصريحها لـTRT عربي "إن الأطفال بشكل عام بصريون ينجذبون إلى المعلومة إذا قدّمت إليهم في شكل صور".

تشرح المختصّة الزلزالَ للأطفال بطريقتها قائلة "تتكوّن الأرض من مجموعة من الطبقات، هذه الأخيرة تتحرّك بشكل مستمر، كأن الأرض تتنفس من خلال حركتها تلك".

وتضيف: "قد تتلامس تلك الطبقات، ما يسبب اهتزازات لا نشعر بمعظمها، في حين نشعر ببعضها إن كان سطح إحدى الطبقتين أو كليهما غير متجانس مع الطبقة الأخرى".

تنصح المختصة باقتناء قصص ملوّنة تشرح تكوين الكرة الأرضية وأيضاً مختلف الكوارث الطبيعية "ونطلب من الطفل أن يلوّن كي يستوعب الأمر بشكل أكبر".

من الأفضل أن تعطي طريقة الشّرح إيجابيات حركة الأرض والزّلازل، فنقول للطفل: "بفضل هذه الحركة تتشكل الجبال والهضاب والبحار والأنهار". وذلك لتخفيف حدة الخوف لديهم.

ثانياً: الكوارث المترتبة عن الزلزال

تعتبر عملية التوعية بخطورة الزلزال مهمة ولا يمكن تجنبها، فيرى المختصون أن التحذيرات تعطي الطّفل وعياً، يجعله يستوعب الكارثة أثناء حدوثها.

ذلك أن معظم الأطفال الذين يصابون بصدمة ما بعد الزلازل لا تكون لديهم أي فكرة عن ما قد يترتب عنه، والمعرفة المسبقة لذلك تخفّف من وقع الصّدمة، حسب الاستشارية النّفسية عميرات.

فقد خلصت نتائج البحث الذي أجراه فريق من الباحثين في مركز العلوم الصحية بجامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية أن "اضطراب صدمة ما بعد الزلازل" له مضاعفات خطيرة .

وترى الدراسة أن الوعي بشكل عام يخفف من الصدمة التي قد ترافق الإنسان طوال حياته .

ثالثاً. طريقة التعامل أثناء حدوث الزلزال

يعتقد خبراء الزّلازل أن الوعي يقلل، ولو بنسبة بسيطة، من تداعيات الكارثة، لذلك يُعدّ جلوس الأطفال مع أوليائهم في ورشات منزلية تُوعّي بالتعامل مع مختلف أنواع الزلازل أمراً مهماً.

وقد انتشرت عدة فيديوهات لأطفال صينيين وهم يتخذون التدابير اللازمة في الزلزال الذي ضرب سيتشوان الصينية منذ أشهر.

حيث كان أول ما فعلوه النزول تحت الطاولات وبعد هدوء الضربة فروا من القاعات وأيديهم على رؤوسهم لحمايتها باعتبارها الأكثر حساسية.

رابعاً. مساهمة المدارس في التوعية

تعد اليابان واحدة من البلدان التي يكثر فيها النشاط الزلزالي، وقد جرى اعتماد أسبوع للتوعية بالكوارث وطريقة التعامل معها، بشكل دوري في كل سنة بفصل الخريف .

كما يحث رجل الإنقاذ في الدفاع المدني الملازم أحمد تيجاني على تخصيص حصص للأطفال في الرياض ودور الحضانة للأطفال والمربيات على حد سواء.

يقول الملازم أحمد في تصريح لـTRT عربي "في دور الحضانة نعمل على توعية المربيات اللاتي يشرفن على الأطفال دون السنتين في حين نركز على توعية الأطفال من سن الثالثة فما فوق" .

يؤكّد تيجاني الفرق بين الأشخاص الذين خضعوا للحملات التوعوية ومن لا فكرة لديهم حول الزلازل.

ويعتقد أن التمييز بين نوعية الهزة "ضعيفة، معتدلة أو قوية يعتبر أحد المعلومات الأساسية التي يجب تلقين الطفل إياها والتعريف بكيفية التعامل مع كل منها .

خامساً. شرح تقنية عمل سلم ريختر

تساهم الرسوم المتحركة والألعاب الذهنية وحتى الموسيقى في جذب انتباه الطفل، لذلك ينصح المختصون باعتمادها كوسائل من قبل الأهالي أو المدارس لإيصال المعلومات.

ويعد شرح عمل جهاز قياس الزلازل أو ما يعرف بـ" السيسموغراف" من المعلومات المحبب تلقينها إلى الأطفال، كي يحيطوا علماً بمختلف جوانب الكارثة الطبيعية الأكثر شغلاً للرأي العام في الفترة الأخيرة .

ويجري تعريف الأطفال بهذا الجهاز من خلال عرض صور له وفيديوهات بالرسومات التي توضح طريقة رصده لشدة الزلزال والمدى الذي قد تصل إليه.

معرفة درجات الزلزال تساعد الأطفال على عدم الشعور بالهلع كلما سمعوا عن وقوع الهزات، خصوصاً الارتدادية منها، والتي غالباً ما تكون متواترة وبأعداد كبيرة بعد وقوع الصدمة الزلزالية الرئيسية.

TRT عربي