تابعنا
نسمع كثيراً عن الماء الأبيض والماء الأزرق، وكلاهما يصيب العين، وتكثر الأحاديث والأقاويل حول التسبب بالعمى، في هذه المقالة سوف نتعرّفهما وما الفرق بينهما، إضافة إلى لمحة بسيطة لتشريح العين، وما أعراضهما المشتركة والمخاطر وطرق الوقاية المبكرة؟

نسمع كثيراً عن الماء الأبيض والماء الأزرق، وكلاهما يصيب العين، وتكثر الأحاديث والأقاويل حول التسبب بالعمى، في هذه المقالة سوف نتعرّفهما وما الفرق بينهما، إضافة إلى لمحة بسيطة لتشريح العين، وما أعراضهما المشتركة والمخاطر وطرق الوقاية المبكرة؟ والبداية من تشريح العين.

تشريح العين

إن العين تتألف من الخارج إلى الداخل من القرنية، وهي طبقة غير مرئية، ثم الصلبة، وهي المنطقة البيضاء من العين، ثم القزحية وهي الملونة، وفي منتصفها بؤرة سوداء اسمها بؤبؤ العين.

تشريح العين (Others)

وهذا الشكل الذي نشاهده إذا نظرنا من الخارج على وجه أي إنسان، لكن تشريحياً كما نشاهد في الصورة التوضيحية تقع خلف البؤبؤ ما تُسمى العدسة، وخلف العدسة تجويف فيه سائل، إن هذا السائل والعدسة هما اللذان يتأثران في العين بالماء الأزرق والأبيض، وسنأتي بالفرق بينهما في الأسطر التالية.

ما الفرق بين الغلوكوما والماء الأبيض؟

يُطلق على الماء الأبيض (الساد)، وهو آفة تصيب العدسة لأسباب عدة، لسنا بصدد ذكرها الآن، وهذه الآفة ليست تجمعاً لمياه لونها أبيض كما يوحي الاسم بل لخلل في البروتينات التي تتركب منها العدسة، ولكي نختصر الطريق على الأسئلة التي تراود ذهنك الآن، فالخطوة الأخيرة هي من خلال إزالة العدسة وزرع عدسة أخرى.

ويتبادر تساؤل إلى الأذهان أيضاً حول الماء الأزرق أو ما يعرف بالغلوكوما، هل يكون كما ظاهر الاسم؟ إنه ليس كذلك، فالجوف العيني الذي يقع خلف العدسة يحوي كمية محددة بدقة من السوائل، وتُصرَّف أيضاً بطريقة محددة بدقة، وعند زيادة هذه السوائل فوق الحدّ المسموح به نكون هنا أمام بدايات الغلوكوما.

وقد يتعايش المريض مع هذه الحالة لفترة طويلة، ولا يواجه أعراضاً أو معاناة كما في الماء الأبيض أو الساد بتشويش الرؤية، لكنها تحمل خطورة عالية، وعلى رأسها تلف العصب البصري، وهي المسبب الثاني للعمى، ولذلك خُصّص أسبوع عالمي لمرض الغلوكوما، الذي يبدأ في العاشر من مارس/آذار من كل عام ولمدة أسبوع.

أهمية الأيام الصحية العالمية

تشكل هذه المناسبات أو الأيام الدولية فرصة لتسليط الضوء عالمياً على هذه الأمراض، وزيادة فرصة التعاون بين المؤسسات والهيئات لتوعية الناس والمواطنين حول خطورة الأمراض وطرق الوقاية والكشف المبكر، وخصوصاً في ظل التكاليف العالية الفردية والمجتمعية والأعباء الاقتصادية والنفسية من إهمال هذه الأمراض.

إنها فرصة أيضاً لوسائل الإعلام لإنتاج المواد الطبية والتثقيفية، ولزيارة الأطفال في المدارس والشرح لهم عن هذه الأمراض، في ظل الضغط المكثّف على العين من الأجهزة الإلكترونية وزيادة اعتيادها.

الغلوكوما.. أعراض وتشخيص

تختلف الأعراض في الغلوكوما حسب النوع، إذ هناك بعض التصنيفات التي تصنف الغلوكوما إلى مفتوح الزاوية، وهنا المريض يشعر بفقدان الرؤية أو نقاط سوداء جزئياً أو قد يصاب بالعمى.

وهناك نوع آخر يُسمى حادّ الزاوية، وفي هذه الحالة يصيب الماء الأزرق العين باحمرار، ويشعر المريض بصداع شديد.

أما التشخيص فهو سهل، ويحصل بشكل آني تقريباً في عيادة العين، لذلك فإن الفحص الدوري للعين قد يساهم بصورة كبيرة في الكشف المبكر عن المرض.

ومن وسائل التشخيص الفحص الروتيني، وكذلك مجال الرؤية وتصوير العصب البصري، كل هذه الوسائل التشخيصية أو بعضها حسب تقدير الطبيب والشكوى كافية لتشخيص المرض، فقط يحتاج الشخص زيارة طبيب العين كل فترة وبشكل دوري.

خطورة الإصابة والعلاج

يعتبر السن فوق الأربعين، إضافة إلى وجود أمراض مزمنة مثل الضغط والسكر والقلب من عوامل خطورة إصابة العين بمرض الماء الأزرق، يضاف إليها العامل الوراثي، وكذلك وجود إصابات أو جراحات سابقة في العين.

ولا يمكن أن نحصر الإصابات بين الذين يمتلكون عوامل الخطورة هذه، بل هناك الآن إجهاد كبير للعين من خلال أجهزة الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الأخرى والشاشات أيضاً.

أما علاج المرض، فيكون حسب نوع الغلوكوما ودرجة الأذى الذي لحق بالعين المصابة فيُختار العلاج، إذ قد يُكتفى بالقطرات والعلاج المحافظ، أو يُنتقل إلى استخدام الليزر لفتح قنوات تصريف السوائل التي تسبب الضغط، لكن إذا كانت الحالة قد وصلت إلى مراحل متقدمة، فهنا تحتاج العين إلى الجراحة لتفريغ السائل.

بناءً على ما تقدم، يجب التركيز على نقطتين في غاية الأهمية، وهما أن الماء الأبيض أو الساد يتطور بسرعة ويمكن علاجه، ويلاحظه المريض وله علاج، أما الماء الأزرق أو الغلوكوما فليس له أعراض ويسبب العمى، وليس له علاج إذا وصل للعصب البصري، ولأهمية النظر للإنسان، فيجب وقاية العين والتشخيص المبكر من خلال الفحص الدوري.

TRT عربي
الأكثر تداولاً