الشركة الصينية الرائدة "SMIC" تطور أشباه الموصلات من فئة "7 نانومتر" (AP)
تابعنا

طورت الشركة الصينية الرائدة "SMIC" أشباه الموصلات من فئة "7 نانومتر"، مما يضع العملاق الصيني في المنافسة مع الشركة الأمريكية "Intel" وغيرها من المؤسسات. شنت الولايات المتحدة، في السنوات الأخيرة، جهداً دولياً كبيراً مدعوماً بمليارات الدولارات، حيث كثفت دبلوماسيتها وحيل التخويف لمنع الصين من الحصول على تكنولوجيا لتطوير أجهزة كمبيوتر فائقة السرعة وأسلحة متطورة. في قلب هذا الصراع توجد أجيال جديدة من أشباه الموصلات، والتي تعمل على تشغيل الإلكترونيات اليومية بدءاً من الهواتف المحمولة إلى السيارات الكهربائية والأجهزة المنزلية. وعلى الرغم من الحواجز المتعددة، إلا أن الشركة الصينية الدولية لتصنيع أشباه الموصلات "SMIC" تقدمت في إنتاج رقائق المعالجة المتقدمة.

في الشهر الماضي، أفاد محللون مستقلون أن الشركة الصينة أصبحت تصنع رقائق "7 نانومتر" في مصانعها منذ العام الماضي، وهي تقنية كانت تقتصر فقط على شركات كبرى مثل "Samsung و Intel و Taiwan Semiconductor Manufacturing Company". كبير المحللين في شركة "SemiAnalysis" للاستشارات التقنية، ديلان باتيل، يقول "لم يتوقع أحد أن تكسر SMIC حاجز 7 نانومتر بهذه السرعة". ويضيف لشبكة TRT أن "أكثر من 70% من عائدات أشباه الموصلات و 90% من الرقائق (عالمياً) مبنية على تقنيات معالجة 7 نانومتر والتي أصبحت الصين قادرة على إنتاجها". وحتى العام الماضي، اعتقد معظم المحللين أن شركة "SMIC" كانت قادرة على إنتاج رقائق "14 نانومتر" فقط وأن الأمر سيستغرق سنوات لصنع أجيال جديدة من أشباه الموصلات. والنانومتر يشير إلى حجم مقاومات النقل (Transistor) وهو العمود الفقري للمعالجات الدقيقة، كلما كان حجمها أصغر، يمكن ضغط المزيد منه في شريحة واحدة.

وشركة SMIC هي أكبر مُصنّع أشباه الموصلات في الصين، وبالرغم من أنها لم تعلن رسمياً عن تطوير رقائق 7 نانومتر، فإن هذه الأخبار ظهرت بعد أن كشفتها شركة الأبحاث TechInsights بعد تعاملها مع الشركة الصينية في مجال البتكوين. تستخدم الهواتف الذكية الأكثر تقدماً تقنية "5 نانومتر" وهو الجيل الأحدث من أشباه الموصلات، ولكن العديد من الأجهزة ذات النطاق المتوسط ​​أو الأدنى تستخدم 7 نانومتر أو أكبر. في عام 2020، فرضت الولايات المتحدة عقوبات منعت شركة SMIC من الحصول على المعدات اللازمة لتطوير أشباه موصلات "5 نانومتر". والجدير بالذكر أن الولايات المتحدة منعت ASML Holding ومقرها هولندا من بيع آلات الطباعة الحجرية للأشعة فوق البنفسجية إلى الشركة الصينية. وتتيح أدوات الطباعة الحجرية إنتاج أشباه موصلات أقل من 7 نانومتر، إلا أن SMIC تستخدم الطباعة الحجرية (الأشعة فوق البنفسجية العميقة) من أجل 7 نانومتر كما تفعل شركات أخرى.

خلاف حاد

ما زالت الولايات المتحدة مركزاً رئيسياً لبحوث وتطوير أشباه الموصلات في العالم. على سبيل المثال، أجرت المصانع التي تمولها واشنطن بالكثير من الأبحاث الأكاديمية والتجارب على آلات الطباعة الحجرية EUV. وتعتمد شركات التكنولوجيا الصينية إلى حد كبير على واردات أشباه الموصلات. ولكن بينما تحاول بكين الارتقاء في سلسلة التوريد التكنولوجي باستثمارات بمليارات الدولارات، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها أن تُصعّب على شركات مثل SMIC الحصول على الأدوات اللازمة.

ومؤخراً، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون جديد، خصص من خلاله 54 مليار دولار من الإعانات والتخفيضات الضريبية لشركات أشباه الموصلات التي تسببت في تراجع المنشآت في الولايات المتحدة. ويفرض القانون قيوداً على مثل هذه الشركات من ممارسة الأعمال التجارية في الصين، فيما تقول بكين إن القانون تمييزي وينتهك قواعد التجارة الدولية. وتحاول واشنطن أيضاً تشكيل ما يسمى بتحالف جديد، والذي سيضم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان للتعاون في تصميم وإنتاج أشباه الموصلات في المستقبل.

ويلبي الحلفاء الأربعة معظم الطلب العالمي على أشباه الموصلات، حيث يستغلون معظم القدرة على تصميم وإنتاج واختبار مكونات الرقائق الصغيرة. شركة TSMC التايوانية هي أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية، وتعتبر شركتي Apple و Nvidia أبرز عملائها. وتتهم الولايات المتحدة الصين بسرقة الملكية الفكرية من الشركات الأمريكية والغربية، ففي السنوات القليلة الماضية، فرضت الإدارات الأمريكية المتعاقبة قيوداً على نقل المعرفة الفنية بالمنتجات المتطورة إلى الصين، التي تريد تجاوز وضعها بصفتها الشركة المُصنّعة للرقائق في العالم. ما أثار ناقوس الخطر في واشنطن هو استيلاء الصين السريع على سوق الجيل الخامس، إذ تمتلك شركة هواوي التي يقع مقرها في الصين معظم براءات اختراع "5G" وتواجه جهوداً أمريكية منسقة لمنع توسعها. وعلى الرغم من أن SMIC واجهت اتهامات مماثلة بسرقة المعرفة الغربية، إلا أن الشركة التي أسسها التايواني المخضرم في الصناعة ريتشارد تشانغ، ظلت في طليعة صناعة الدوائر المتكاملة على نطاق واسع وبأقل تكلفة. ومنذ تأسيسها في أبريل/نيسان 2000 ، قدمت الشركة التي تتخذ من شنغهاي مقراً لها سياسة لتوظيف المواهب الأجنبية، وبعد عام من الافتتاح، كانت تضم 1300 موظف منهم 400 من الوافدين من الولايات المتحدة وتايوان وسنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية.

TRT عربي