ما حكاية صدع شرق الأناضول وما أشد الزلازل التي ضربت المنطقة تاريخياً؟/الصورة: AFAD (Others)
تابعنا

ذكرت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (AFAD) أن زلزالاً بقوة 7.4 درجة ضرب فجر الاثنين قضاء بازارجيق بولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، فيما ضرب آخر قضاء إصلاحية بولاية غازي عنتاب، بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر، ما أدى إلى وفاة 284 شخصاً وإصابة 2323.

وحسب المعلومات التي نشرتها (AFAD)، وقع الزلزال الساعة 04.17 بالتوقيت المحلي، وبلغ عمقه 7 كيلومترات تحت سطح الأرض. وفي كل من الزلزالين، اهتز عديد من المدن والمناطق في شرق الأناضول وجنوب شرق الأناضول ووسط الأناضول ومنطقة البحر الأبيض المتوسط.

وبعد الزلازل التي تعرضت لها 10 مدن تركية، عادت خطوط الصدع في تركيا إلى الواجهة مجدداً وبدأ معها التساؤل عن مكان مرور خط صدع شرق الأناضول ودرجة خطورته.

فيما صرح الخبير في الزلازل البروفيسور محمد فاتح ألطان، الذي تحدث إلى قناة TRT عربي، بأن صدع شرق الأناضول الذي يعد ثاني أكبر خط زلزالي في تركيا، شهد انكساراً بعد زلزال ألازيغ الذي وقع في عام 2020 وتسبب في حدوث انزلاق زلزالي إلى منطقة قهرمان مرعش.

جغرافياً

تقع تركيا ضمن منطقة جغرافية نشطة زلزالياً، إذ تحيط بها ثلاث صفائح تكتونية، الصفيحتين العربية والإفريقية جنوباً والصفيحة الأوراسية شمالاً، وتنشط داخل حدود تركيا ثلاثة خطوط زلزالية فاعلة هي: صدع غرب الأناضول المتصدع والمتشعب والأكثر حركة ويمر بمناطق بحر إيجة وبحر مرمرة، وصدع شمال الأناضول بطول (1350 كيلومتراً) ويمر بالمناطق المقابلة للبحر الأسود وصولاً إلى أسفل بحر مرمرة غرباً، وصدع شرق الأناضول بطول (530 كيلومتراً) فيبدأ بمدينة هاتاي وينتهي بمدينة موش، ويلتقي الصدعان الشمالي والشرقي في مدينتَي بينجول وموش.

أما هضبة الأناضول، الواقعة في الجزء الشرقي من تركيا، فهي منطقة تتميز بنشاط زلزالي كبير. وعلى طول الحدود بين صفيحة الأناضول والصفيحة العربية تمر هضبة الأناضول بصدع قاري رئيسي يطلق عليه "صدع الأناضول الشرقي"، وهو عبارة عن سلسلة من الصدوع التي تمر عبر تركيا من الغرب إلى الشرق.

ويبدأ خط صدع شرق الأناضول من تقاطع ماراش الثلاثي عند الطرف الشمالي من شق البحر الميت، ويمتد في الاتجاه الشمالي الشرقي وينتهي عند مفرق كارليوفا الثلاثي، حيث يلتقي بخط صدع شمال الأناضول. ينضم خط صدع شرق الأناضول مع خط صدع شمال الأناضول من إرزينجان بعد استمراره حتى هاتاي، عثمانية، غازي عنتاب، قهرمان مرعش، أديامان، إيلازيغ، بالإضافة إلى بينجول وموش.

من تقاطع ماراش الثلاثي عند الطرف الشمالي من شق بحر أولودينيز بمنطقة فتحية، ويمتد في الاتجاه الشمالي الشرقي وينتهي عند مفرق كارليوفا الثلاثي، حيث يلتقي بخط صدع شمال الأناضول. ينضم خط صدع شرق الأناضول مع خط صدع شمال الأناضول من إرزينجان بعد استمراره حتى هاتاي وعثمانية وغازي عنتاب وقهرمان مرعش وآدي يامان، إيلازيغ، بالإضافة إلى بينجول وموش.

ما الزلزال الذي تسبب فيها صدغ شرق الأناضول حتى الآن؟

تولد حركة الصفائح التكتونية في صدع شرقي الأناضول نشاطاً زلزالياً كبيراً، مما يجعل المنطقة واحدة من أكثر المناطق عرضة للزلازل في العالم. ومن المعروف أن الزلازل في هذه المنطقة هي زلازل ضحلة قشرية يمكن أن تسبب أضراراً واسعة النطاق بسبب قربها من السطح.

تاريخياً، شكل خط صدع شرق الأناضول سلسلة من الزلازل بدأت بزلزال أنطاكية عام 1822، واستمرت بزلزال 1866، 1872، 1874، 1875، 1893، وانتهت أخيراً بزلزال ملاطية عام 1905. وباستثناء زلزال بينجول عام 1971، دخل صدع الأناضول الشرقي فترة أكثر هدوءاً.

لكن مع الزلزال بقوة 6.8 درجة الذي وقع في ولاية إيلازيغ يوم 24 يناير/كانون الثاني 2020، انتقل خط صدع شرق الأناضول من فترة الصمت إلى فترة النشاط مجدداً.

تاريخ تركيا الزلزالي

حسب وكالة الأناضول، تصنف الزلازل التي تبلغ قوتها 7 درجات وأكثر "بالخطرة" حسب مهندسي الجيوفيزياء، إذ عانت تركيا منذ عام 1500 وقوع أكثر من 23 زلزالاً بقوة 7 درجات وأكثر.

ومن أكبر الزلازل التي تعرض لها تركيا في القرون الخمس الماضية: زلزال إسطنبول العظيم وسمي أيضاً زلزال "القيامة الصغرى" عام 1509 وراح ضحيته ما يقارب 13 ألفاً، و"زلزال إزمير الشرقي" بقوة 7.5 درجة في عام 1653، و"زلزال الأناضول" بقوة 8 درجات في 1668، "زلزال إزمير" بقوة 7 درجات في عام 1688، و"زلزال جزيرة خيوس" بقوة 7.3 درجة في 1881، بالإضافة إلى "زلزال إسطنبول" بقوة 7 درجات في يوليو/تموز 1894.

وبين عامي 1900 و1939، وقع "زلزال مورفت" بقوة 7.3 درجة في 9 أغسطس/آب 1912، و"زلزال أيفاليك" بقوة 7 درجات في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1919 ، فضلاً عن "زلزال حكاري" بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر في 7 مايو/أيار 1930.

وفي الفترة ما بين 1939 و2018، تعرضت تركيا لـ 14 زلزالاً كبيراً بقوة 7 أو أكثر، فإلى جانب "زلزال إرزينجان الكبير" الذي بلغت قوته 7.9 درجة في 27 ديسمبر/كانون الأول 1939، والذي يعتبر أحد أكبر الزلازل في العالم وراح ضحيته ما يقرب من 33 ألف شخص، وقع في عام 1942 زلزال بقوة 7 درجات في ولاية توقات أدى إلى مقتل 3 آلاف شخص. وبعدها بعام واحد وقع "زلزال لاديك" بقوة 7.2 درجة في ولاية صامسون راح ضحيته نحو 4000 شخص.

كما حدثت زلازل مختلفة بقوة 7.5 درجة في بولو في عام 1944، و7.2 درجة في جناق قلعة في عام 1953، و7.1 في موغلا فتحية وبولو أبانت في عام 1957، و7 في مانيا في عام 1964. بالإضافة إلى "زلزال فارتو"، أحد أكبر الزلازل التي تسببت في أضرار جسيمة في تاريخ البلاد، و"زلزال مرادية" الذي بلغت قوته 7.5 درجة في 1976 في ولاية وان، فإلى جانب أولئك الذين فقدوا حياتهم تحت الأنقاض، كانت أيضاً وفيات بسبب التجمد بسبب الطقس البارد الذي وصل إلى 17 درجة تحت الصفر.

وبينما شهد العام 1999 "زلزال جولجوك" بقوة 7.4 درجة الذي ضرب منطقة مرمرة في 17 أغسطس واستمر لمدة 45 ثانية وأعلن رسمياً مقتل 17 ألفاً و118 شخصاً وإصابة قرابة 25 ألفاً، و"زلزال دوزجة" بقوة 7.2 درجة في 12 نوفمبر وراح ضحيته 894 شخصاً ، شهد عام 2011 "زلزال وان" بقوة 7.2 درجة في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011 وراح ضحيته 601 شخص.







TRT عربي
الأكثر تداولاً