مقاتلة F-16 تابعة لسلاح الجو التركي. (Others)
تابعنا

في الوقت الذي تتواصل فيه مفاوضات تركيا مع الولايات المتحدة بشأن الطائرات الحربية من طراز F-16، وحقيقة أن مجلس النواب يطيل العملية بسبب عدم تصديقه على عملية البيع، بدأت تركيا دراسة الخيارات المطروحة لتعويض هذا النوع من المقاتلات من بلدان غربية أو شرقية.

وكانت تركيا قدّمت طلباً للولايات المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2021، لشراء 40 مقاتلة من طراز F-16 من تصنيع شركة لوكهيد مارتن، بالإضافة إلى طلبها تحديث وتطوير ما يقرب من 80 من طائراتها الحربية الحالية من الطراز ذاته.

وعلى الرغم من تصريح الرئيس الأمريكي بقبوله صفقة البيع عند اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أواخر يونيو/حزيران على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد، وقّع مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي على بيان يعترض على بيع الطائرات، تزامناً مع الاعتراضات اليونانية، الأمر الذي دفع وزير الدفاع التركي خلوصي أقار إلى القول: "نكرّر، في العالم عديد من البدائل. الحلول الجديدة ليست مستبعَدة".

من جهته، أعلن الرئيس التركي يوم 9 سبتمبر/أيلول الجاري، أن بلاده يمكنها تأمين طائرات مقاتلة من دول أخرى إذا لم تحصل على مقاتلات F-16 من الولايات المتحدة، وأضاف: "يمكننا تأمين طائرات مقاتلة من أي مكان، فبريطانيا وفرنسا وروسيا تبيعها، وتلمّح لنا دول بذلك".

إذاً أي الدول تنتج الطائرات الحربية من الجيل الرابع فأكثر؟ وما إمكانية تبادل صناعاتها الدفاعية مع تركيا؟

بدائل تتلاءم مع أنظمة الناتو

1- يوروفايتر تايفون (Eurofighter Typhoon)

مقاتلة يوروفايتر تايفون الأوروبية. (AFP)

أحد الخيارات المطروحة أمام تركيا بديلاً من المقاتلات الأمريكية F-16 هو طائرة "يوروفايتر تايفون" (Eurofighter Typhoon) المقاتلة من الجيل الرابع والنصف التي تنتجها أربع دول في أوروبا: المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.

وفي حديثه مع موقع TRT Haber عن الخيارات البديلة، قال الباحث في الصناعة الدفاعية أنيل شاهين: "عندما ننظر إلى أوروبا، بخاصة المملكة المتحدة، نرى أنهم ينتجون طائرات (يوروفايتر تايفون)، وهي طائرات حربية نقية عالية الأداء ثنائية المحرك مجهزة برادار aesa وأنظمة صواريخ جو-جو قوية جدّاً، طُوّرَت على أنها من جيل 4.5 منذ البداية".

2- رافال (Rafale)

المقاتلة الفرنسية رافال.  (AFP)

بديل آخر لتركيا هو طائرة رافال (Rafale) المقاتلة التي تنتجها فرنسا. حقيقة أنها من الجيل 4.5 وامتلاكها محركاً مزدوجاً تجعلها تبرز بين نظيراتها. مع ذلك يُظِهر موقف فرنسا السياسي تجاه تركيا أن هذه العملية لن تكون سهلة.

فيما علّق شاهين قائلاً: "على الجانب الفرنسي، تُعتبر رافال طائرة قوية حقّاً. يُجرِي سلاح الجو التركي لدينا تمرين نسر الأناضول كل عام. لقد أتيحت لنا الفرصة لفحص طائرة رافائيل القطرية في تمرين عام 2021".

3- جريبن (GRIPEN)

المقاتلة السويدية جريبين. (Reuters)

الطائرة المقاتلة السويدية جريبين (GRIPEN) أيضاً من الخيارات المطروحة أمام تركيا. هذه الطائرة ذات المحرك الواحد قريبة من F-16 من حيث السعة، لكنها لا تعرض ميزات متفوقة مقارنة بمنافسيها.

ومذكّراً بأن لدى السويد سياسة حظر طويلة الأمد ضد تركيا، يتابع شاهين: "إنها لا تزوّدنا بأنظمة أسلحة في أي من صناعاتنا الدفاعية. في الواقع، يستخدم تنظيم PKK الإرهابي بنشاط حالياً بعض أنظمة الأسلحة السويدية".

وأردف شاهين: "لهذا نحتاج إلى التدقيق في طائرة جريبين المقاتلة. على أي حال، ليست جريبين طائرة يمكنها خدمة سلاح الجو التركي وتلبية احتياجاته، لأنها صغيرة جداً، وبسبب صغر حجمها قياساً إلى المهامّ الجوية، فإن لها عيوباً مختلفة، لا سيما النطاق (مدى العمليات الجوية)".

بدائل من خارج الناتو

المقاتلة الروسية SU-35. (Others)

روسيا والصين أيضاً من الدول التي قد تكون بديلاً لتركيا من أجل شراء المقاتلات. الطائرات المقاتلة الصينية J-10 والروسية SU-35 هي أيضاً من جيل 4.5. مع ذلك، لا يبدو من الممكن جداً أن تتزوّد تركيا بالطائرات الصينية والروسية.

ووفقاً لتصريحات شاهين، فإن "الطائرات الصينية والروسية ليست من معايير الناتو كما هو معروف. لذلك فإن البنية التحتية للقوات الجوية التركية غير متوافقة مع هذه الطائرات. وبصرف النظر عن ذلك، طوّرنا عدداً كبيراً من الذخيرة الوطنية ونستخدمها بنشاط في طائراتنا الحربية. لا تتوافق أي من هذه الذخائر مع الطائرات الصينية والروسية. لذلك، إذا اشترينا طائرة حربية صينية وروسية الصنع، فسوف يستغرق الأمر 10 سنوات على الأقلّ لنكيّف بنيتنا التحتية مع هذه الطائرات".

وأضاف: "إذا وردنا طائرة حربية من النوعين الصيني والروسي، فمن المحتمل أن تزيد جرعة عقوبات CAATSA على تركيا بشكل أكبر وأشمل".

خيارات وطنية

وعلى الرغم من الموقف الأمريكي المتخبط، ووجود بدائل متعددة لدى تركيا، يبقى الحصول على طائرات F-16 من الولايات المتحدة أحد الخيارات الرئيسية لأنقرة، في حال التزمت واشنطن تعهداتها.

كما تمتلك تركيا مشاريعها الوطنية الواعدة في مجال المقاتلات الحربية، وعلى رأسها مشروع المقاتلة الوطنية (MMU) الذي يُنفَّذ بتنسيق من رئاسة الصناعات الدفاعية مع شركة صناعات الفضاء التركية "توساش"، ويُعَدّ من أهم مشاريع الصناعات الدفاعية التركية وأحد أبرز ركائز الأمن القومي التركي التي ستجعل تركيا رقماً صعباً في صناعة الطيران الحربي.

وتعتبر (MMU) مقاتلة شبحية من الجيل الخامس، لكن تحليقها في السماء قد يحتاج إلى عدة سنوات إذ من المتوقع أن تكون مستعدة للطيران في عام 2025.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت تركيا عن مقاتلتها المسيّرة "بيرقدار قزل ألما" التي من المقرر أن تحلق في النصف الأول من العام المقبل.

وعرض نموذج للطائرة في مهرجان "تكنوفيست البحر الأسود" لتكنولوجيا الطيران والفضاء في ولاية صامسون شمالي تركيا والذي تواصل على مدار عدة أيام مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري.

TRT عربي