زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (AA)
تابعنا

بمناسبة حلول الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس الكوري الشمالي السابق كيم جونغ إيل، نقلت وسائل إعلامية محلية وأجنبية، مراسم حفل التأبين في العاصمة بيونغ يانغ، التي ظهر فيها زعيم كوريا الشمالية الابن كيم جونغ أون، بملامح قاسية وحزينة.

وأُعلن في الأثناء تعميم حالة الحداد على كافة المواطنين، وذلك بدءاً من يوم الجمعة 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مستمرة لمدة 11 يوماً، يمنع فيها الضحك التام أو الاحتفال أو شرب الكحول، ويعاقب كل مخالف لذلك بالسجن.

وعلى ضوء ما أثاره هذا القانون من استغراب للكثيرين حول العالم، انطلق في الأثناء جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الوسائط الإعلامية، سلّط الأضواء على أكثر القوانين غرابة في كوريا الشمالية، البلد الأكثر عزلة وانغلاقاً في العالم.

الضحك ممنوع لمدة 11 يوماً

في يوم 17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، تعلن كوريا الشمالية حالة الحداد العامة على كل المواطنين طوال 11 يوماً متواصلة. يمنع فيها الضحك أو إبداء أي مظهر من مظاهر الفرح والترفيه كالاحتفال بأعياد الميلاد أو شرب الخمر والذهاب إلى المحلات وغيرها. يتعين على المواطنين في المقابل إبداء مظاهر الحزن والوقار.

وتعاقب السلطات والأجهزة الأمنية المخالفين لهذه القرارات العليا بالسجن. وقد تحدثت العديد من الشهادات السابقة لكوريين يعارضون هذا القرار بأن من اعتقلوا عوملوا كمجرمين أيديولوجيين، ولم يعرف مصيرهم بعد ذلك.

وكانت قد منعت حتى الابتسامة في وقت سابق في كوريا الشمالية، عندما توفي الرئيس كيم إيل سونغ عام 1994. وأصبح بذلك يوم وفاته 8 يونيو/حزيران يوما يمنع فيه التحدث بصوت عال والرقص والاحتفال والابتسامة، ويتعرض المخالفون لذلك بالسجن في معسكرات العمل أو الإعدام.

معاقبة عائلة "المجرم" و"المنتحر"

إن من يرتكب جناية أو جريمة في كوريا الشمالية، يعرف حتماً أن العقاب لن يقتصر عليه، وإنما سيشمل كذلك كل أفراد عائلته، حتى ثلاثة أجيال متتالية.

فوفق القانون الكوري الشمالي، يمكن معاقبة عائلة بأكملها إذا انتحر شخص واحد من أفرادها سواء بالسجن أو الإعدام. كما تسجن عائلة مرتكب أي جريمة، ويمكن أن تستمر المعاقبة القانونية إلى ثلاثة أجيال من العائلة.

شبكة داخلية للإنترنت

بينما يكاد يتصل جميع العالم بشبكة الانترنت بفضل التطور التكنولوجي الذي تتسابق اليوم فيه الكثير من الأقطاب والأطراف، وأصبح بإمكان الجميع تصفح عدد كبير من صفحات والمواقع، تحظر كوريا الشمالية في المقابل على مواطنيها تصفح الانترنت، إلا في حالة استخدام الشبكة الداخلية Kwangmyong التي أطلقتها عام 2000.

وتضم هذه الشبكة الداخلية أقل من 5 آلاف موقع فقط تقع جميعها تحت إشراف الدولة، ولا يمكن للمواطنين العاديين تصفح غالبية هذه الصفحات، إذ أنها تقتصر على السياسيين وموظفي الدولة رفيعي المستوى. كما أنه لا يمكن أيضا استخدام تقنيات الاتصال اللاسلكي wifi في أي جهاز.

الإعدام لمتابعي البرامج والأغاني الأجنبية

توفر السلطات الكورية الشمالية لمواطنيها ثلاث قنوات تلفزيونية فقط، تخضع جميعها لرقابتها الدائمة، ويمنع منعاً باتاً على الجميع مشاهدة أي برامج أو إنتاجات إعلامية أو أغاني أجنبية، وتعتبر مخالفي ذلك مثل مرتكبي الجرائم القانونية.

وأصدرت مؤخراً السلطات الكورية الشمالية، قرارات بإعدام عشرات المواطنين الذين قاموا بمشاهدة مسلسلات من جارتها الغريمة كوريا الجنوبية، ومسلسلات من الولايات المتحدة الأمريكية، فيما عوقب مشاهدو الأفلام الهندية على سبيل المثال بالسجن.

لا يسكن العاصمة إلا الأكثر نجاحاً ونفوذاً

لا يمكن للمواطنين في كوريا الشمالية اختيار مقار سُكناهم بمنتهى الحرية. فالانتقال للعيش في العاصمة بينوغ يانغ على سبيل المثال يتطلب إذناً حكومياً.

وقد فرضت السطات الكورية في وقت سابق قانوناً، يسمح فقط للأشخاص الأكثر نجاحاً وقوة ونفوذاً بالعيش في العاصمة، وغالباً يكونون من الأعضاء المتشددين من الحزب الحاكم.

كما تقوم السلطات أيضا بالإشراف على بيع المنازل والشقق، لتحديد أماكن عيش المواطنين بما يوافق سياساتها.

الدولة هي من تحدد قصة شعرك وملابسك!

يمكن للسلطات في كوريا الشمالية بموجب القوانين التدخل في كافة نواحي حياة الأفراد و من بينها تحديد هندامهم وهيأتهم وقصات شعرهم.

فقد وضعت في عام 2013 قائمة بقصات الشعر المسموحة بها في كوريا الشمالية، وتتضمن 18 قصة للنساء و10 قصات للرجال.

كما تمنع الدولة مواطنيها من ارتداء "الجينز" باعتبار أنه يمثل لها رمزاً من رموز "الرأسمالية" كما تفرض أيضاً على النساء ارتداء التنانير التي تغطي الركبتين.

ولا تعتبر هذه القوانين في كوريا الشمالية، إلا جزءاً بسيطاً من سلسلة طويلة من القرارات والقوانين الغريبة، والمثيرة للجدل، التي تشمل أيضا قوانين أخرى تتعلق بمنع السفر وحظر إجراء المكالمات الدولية، وحد حرية التدين، واختيار المهنة وغيرها الكثير. ما جعلها دائماً مادة خصبة لوسائل الإعلام الأجنبية، التي تسلط الضوء عن القبضة الحديدية التي أحكمها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على مواطنيه، دون حاجة إلى السلاح.

TRT عربي