حشد من الجنود الشيشانيين في أحد شوارع العاصمة غروزني وهم في طريقهم إلى أوكرانيا للقتال بجانب القوات الروسية. (Reuters)
تابعنا

بالتزامن مع الانفجارات التي هزت سبع مدن أوكرانية على الأقل إيذاناً ببدء غزو روسي واسع النطاق صباح يوم 24 فبراير/شباط، تحولت أوكرانيا إلى ساحة صراع لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، سواء بين روسيا وأوكرانيا ومن خلفها الغرب أو بين الشيشانيين أنفسهم.

وبينما كان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف يحشد خيرة جنوده لإرسالهم إلى أوكرانيا من أجل القتال بجانب القوات الروسية، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ينادي بأعلى صوته مطالباً الأوروبيين بالقدوم إلى أوكرانيا لصد العدوان الروسي.

ومن ضمن آلاف المتطوعين الذين جاؤوا للقتال بجانب الأوكرانيين، تجد مقاتلين شيشانيين من منتسبي المعارضة التي تطالب باستقلال الشيشان وترفض موالاة الرئيس الروسي فلاديمر بوتين، وتجد في الصراع فرصة لتصفية حساباتهم مع روسيا ووكيلها قديروف الذي يحكم البلاد بيد من حديد.

أصل الحكاية

أثناء حرب الشيشان الثانية التي اندلعت عام 2000، بالتزامن مع وصول فلاديمير بوتين إلى سدة الحكم في موسكو، انقسم الشيشانيون إلى فريقين، فريق يمثله رمضان قديروف وضع السلاح وقرر الاستسلام للنفوذ الروسي، وفريق آخر قرر مواصلة الحرب من أجل نيل استقلالهم عن روسيا.

لم يكتفِ قديروف بموالاة روسيا وحسب، بل تحول إلى أمير حرب ينصاع لأوامر سيد الكرملين، وما هي إلا فترة قصيرة حتى بدأ بملاحقة خلايا المقاومة الشيشانية متعهداً باقتلاع التمرد من جذوره ومطاردة كل معارض للنفوذ الروسي في الداخل والخارج.

ومع مرور الوقت وبفضل الدعم العسكري والاستخباراتي الروسي، أحكم قديروف سيطرته على البلاد وضيق الخناق بالكامل على المعارضة التي بقيت شبه خاملة حتى وجدت فرصتها مجدداً مع اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية بعد أن أعلنت موسكو ضمها لشبه جزيرة القرم عام 2014.

نقل المعركة إلى أوكرانيا

وجد الشيشانيون في أزمة القرم الفرصة المناسبة لنقل صراعهم الداخلي إلى شرق أوكرانيا، وعلى الفور شكلوا فرقة للقتال بجانب القوات الأوكرانية التي كانت تحارب القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في إقليم دونباس خلال الأحداث التي وقعت بين عامي 2014 و2015.

أثبتت الفرقة الشيشانية التي كانت حملت اسم الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دوداييف الذي قُتل سابقاً في غارة جوية روسية، تفوقها وكفاءتها في معارك دونباس، ما دفع الحكومة الأوكرانية لتمويلها ومدها بالسلاح.

كانت فرقة دوداييف الشيشانية تحت قيادة الجنرال الشيشاني المعارض عيسى منيف الذي كان يقود فرقة شيشانية حاربت الروس خلال الحرب الشيشانية الأولى منتصف التسعينيات، والذي قُتل عام 2015 في غارة للطيران الروسي.

من جانبه نادى أحمد زكاييف، قائد الحكومة الشيشانية الانفصالية في المنفى، بتشكيل فرق تطوعية من الشيشانيين الذين يعيشون في الخارج للقتال إلى جانب الحكومة الأوكرانية لصد الغزو الروسي الذي بدأ قبل 3 أسابيع.

قاديروف يقود المعركة من داخل أوكرانيا

الأثنين الماضي، أعلن الرئيس الشيشاني قديروف أنه على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة الأوكرانية كييف، ولاحقاً نشر فيديو مصور عبر "تليغرام" يظهر من خلاله بالزي العسكري ومن حوله جنود يراجعون خططاً عسكرية داخل غرفة.

وأشار قديروف إلى أن الفيديو قد التقط في مطار "غوستوميل" القريب من العاصمة الأوكرانية، والذي سيطرت عليه القوات الروسية في الأيام الأولى من الحرب.

وأضاف قديروف كاتباً: "قبل أيام كنا على بعد نحو 20 كيلومتراً منكم أيها النازيون في كييف والآن أصبحنا أقرب"، وطالب "القوات الأوكرانية بالاستسلام، وإلا فسينتهي أمرها".

TRT عربي
الأكثر تداولاً