توفي في كهرمان مرعش، الثلاثاء الماضي الشاعر والكاتب التركي الشهير مولانا إدريس زنغين (AA)
تابعنا

توفي الشاعر والكاتب التركي الشهير مولانا إدريس زنغين في مدينة كهرمان مرعش يوم 7 يونيو/حزيران الجاري عن عمر ناهز 56 عاماً قضى جلها ينفذ أنشطة من شأنها أن تمس حياة آلاف الناس من وجهات نظر مختلفة تماماً.

عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي أعلن صالح زنغين شقيق الشاعر والكاتب التركي مولانا إدريس زينغين عن وفاة زنغين الذي خضع لعملية جراحية بعد إصابته بمرض في القلب، وكان يخضع للعلاج في وحدة العناية المركزة لفترة بمستشفى سوتشو أمام بمسقط رأسه كهرمان مرعش.

فيما حضر مراسم الجنازة التي أقيمت في مسجد أيوب سلطان بمدينة إسطنبول عدد كبير من المسؤولين، أبرزهم رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب ووزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ديريا يانيك ونجل الرئيس بلال أردوغان ومحافظ إسطنبول علي يرليكايا بالإضافة إلى رئيس الشؤون الدينية علي أرباش الذي أمَّ صلاة الجنازة.

من مولانا إدريس زينغين؟

ولد الشاعر والكاتب التركي الشهير مولانا إدريس زينغين عام 1966 في منطقة أنديرين بولاية كهرمان مرعش، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة إسطنبول عام 1989.

على الرغم من قصر عمره الأدبي نسبياً كتب زنغين الذي نُشرت أشعاره وقصصه ومقالاته في عدد من المجلات والصحف عدداً من الكتب في مجال أدب الأطفال، أبرزها: كتابات بعد الظهر "İkindi Yazıları"، والقيامة "Diriliş"، ونزل الدراويش "Dergah"، وطائر القطرس "Albatros"، وأزمنة واسعة "Geniş Zamanlar"، وحياة حقيقية "Gerçek Hayat".

فيما حصل أديبنا، وهو أيضاً عضو في مجلس النشر والاستشارات لنشر الأطفال، على جائزة "Sky Publications" لتعليم الأطفال عام 1987، وجائزة اتحاد الكتاب الأتراك لأدب الأطفال عام 1998 عن كتبه الخاصة بالأطفال. كما ترجمت كتبه في سلسلة الرجل الغريب "Tuhaf Adamlar" إلى 9 لغات عالمية بواسطة دار نشر في ألمانيا وأعدت للنشر.

جرى اختياره "كاتب الأطفال الأكثر نجاحاً" من قبل مؤسسة بيريكيم التعليمية عام 2011. وأجريت عليه خمس دراسات علمية مختلفة بخمس جامعات مختلفة محلية ودولية.

كتب مولانا إدريس زنغين أيضاً النص والاستشارة المفاهيمية لفيلم وثائقي بعنوان "أبداً ودائماً نوري باكديل"، الذي بُث على قناة TRT عام 2010. وتُرجمت بعض كتبه إلى الفارسية والألمانية والعربية والأردية والمجرية.

نعاه كبار المسؤولين

وفور انتشار خبر وفاته أصدر الرئيس رجب طيب أردوغان برقية تعزية في وفاة الكاتب والشاعر الراحل مولانا إدريس زنغين، جاء فيها: "أتمنى الرحمة لزميلي الكاتب المحترم والشاعر مولانا إدريس زنغين الذي علمت بحزن نبأ وفاته اليوم. أبدل الله تقصيره إلى حسنات. والتعازي لأسرته وجميع أحبابه. ليكن مكانه الجنة".

أما رئيس البرلمان شنطوب فقد نعى زنغين عبر حسابه على موقع تويتر كاتباً: "ببالغ الحزن تلقيت نبأ وفاة صديقي المقرب وزميلي مولانا إدريس زنغين، الشاعر المرهف في أدبنا الذي يمنح أبناءنا أجنحة بقصائده وحكاياته. رحمه الله وأتقدم بأحر التعازي لأسرته وللمجتمع الأدبي ولأمتنا بأسرها".

فيما عبر رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون عن تعازيه عبر تويتر من خلال مقطع من شعر زنغين: "قلت كن، أصبحنا أنت. قلت تعالَ، جئنا إليك. رؤوسنا منخفضة...". وأردف كاتباً: "علمتُ بحزن بوفاة مولانا إدريس، الشاعر والكاتب الثمين. رحم الله الميت. تعازيّ لأسرته المكلومة وأقاربه ومجتمعنا الأدبي".

كما شارك نائب الرئيس فؤاد أوقطاي عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي: "أتمنى الرحمة والصبر والعزاء إلى الاسم الغالي لعالمنا الأدبي، الكاتب والشاعر مولانا إدريس زنغين. الصبر والتعازي لأسرته وجمهوره. ارقد في سلام".

"له مكانة مهمة في قلوبنا"

في معرض حديثه أثناء الجنازة قال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب: "كان لمولانا إدريس مكانة مهمة في قلوبنا. لقد كان صديقاً فريداً لنا. لقد كان جزءاً من قلوبنا وعقولنا. لا أحد يمكن أن يملأ مكانه".

وذكّر رئيس الشؤون الدينية أرباش أنه إلى جانب كتب مولانا إدريس العديد التي جرت ترجمتها إلى لغات مختلفة كان لديه كتاب آخر مهم للغاية لا يعرفه معظم الناس، إذ شارك زنغين في تأليف كتاب عن حياة النبي محمد. وهو الكتاب الذي توزعه رئاسة الشؤون الدينية في جميع دوراتنا القرآنية، وقد ترجمه إلى لغة الأطفال.

فيا قال الكاتب إرول أردوغان: "تقاطع طريقي مع مولانا إدريس في منتصف التسعينيات خلال مجلة (مافي كوش) للأطفال. استمرت صداقتنا بعد ذلك، إذ كانت لدينا تجربة رائعة يمكننا تسميتها مجلة أدب الأطفال. لقد رأيته درويشاً معاصراً منذ أن التقيته. كان هادئاً وصامتاً، لكنه كان لديه هيكل ديناميكي للغاية احتفظ به حتى اللحظة الأخيرة".

TRT عربي