لقاح كورونا (Getty Images)
تابعنا

مع بدء شهر رمضان الكريم والمتوقع في الـ13 من أبريل/نيسان، بدأ كثيرٌ من المسلمين حول العالم التساؤل إن كان بإمكانهم الحصول على جرعة لقاح كوفيد-19 مع الحفاظ على صيامهم.

حيث بدأت العديد من الدول حول العالم حملات اللقاح من أجل مكافحة الجائحة، وستواصل تطعيم سكانها رغم دخول شهر رمضان. لكن السؤال القائم بين المراقبين يدور حول ما إذا كان التطعيم يُبطل الصيام.

وإليكم ما قاله علماء الإسلام.

إذ صرّح إدريس بوزكورت، المسؤول البارز في رئاسة الشؤون الدينية التركية (ديانت)، لوكالة الأناضول التركية: "لا يحتوي أيّ لقاح على فيتامينات مغذية أو مواد غذائية. وتطعيم الجسم بهذا النوع من اللقاحات لن يُبطل الصيام".

ولا يستطيع المسلم تناول الطعام أو الشراب أو ممارسة الجنس منذ شروق الشمس وحتى غروبها خلال شهر رمضان.

وشرح الأستاذ الدكتور أحمد يمان، أستاذ كلية أصول الدين بجامعة نجم الدين أربكان، وجهة النظر الإسلامية في الصيام والتطعيم.

إذ اقتبس عن النبيّ مُحمّد الحديث الذي قال فيه: "إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا. وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا".

وفي ضوء كلمات النبيّ الكريم، قال يمان إنّ الإسلام يُشدّد بشكلٍ خاص على التدابير التي تحول دون انتقال الأمراض المعدية.

وأضاف يمان قولاً آخر للنبيّ محمد: "إنّ الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء فتداووا".

وأردف يمان أنّ اللقاحات المصنعة لكوفيد-19 يجب النّظر إليها في ضوء أحاديث الرّسول.

وتابع أنّ من لا يأخذون التطعيم ينتهكون حقوق المجتمع بأكمله والبشرية جمعاء: "اللقاحات وغيرها من التطعيمات لا تُبطل الصيام. ولا يُبطِل الصيام إلا تناول الطعام والشراب أو ممارسة الجنس. ولقاح كوفيد-19 لا يُبطل الصيام لأنّه لا يُمثل تناول الطعام أو الفيتامينات".

الجدل السابق حول اللقاحات

قال حسين آري، الباحث في المجلس الأعلى للشؤون الدينية بتركيا، لـTRT إنّ علماء الإسلام بحثوا في ما إذا كان أيّ نوعٍ من التطعيم يُبطل الصيام.

وبناءً على مختلف الظروف وطبيعة التطعيم، جادلوا بأنّ حقن الفيتامينات والمحاليل الوريدية والتبرع بالدم هي من مبطلات الصيام. وعلى الجانب الآخر، ذكروا أنّ "حقن مسكنات الألم والأنسولين التي يستخدمها مرضى السّكري لا تُبطِل الصيام لأنّها ليست من المكمّلات الغذائية. ومن هذه المنطلق، فإنّ استخدام اللقاحات المخصصة من الأطباء للوقاية من الجائحة لا تتعارض مع الصيام المفروض دينياً".

ردود الفعل العالمية

طلب مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ من وزارة الصحة في البلاد تطعيمه في أول أيام رمضان.

وقال: "ما زلت في انتظار الإجابة، ولا أعتقد أنّ الوزارة سترفض طلبي".

ونشرت دار الإفتاء، أعلى سلطة دينية في تونس، بياناً تحثُّ فيه جميع التونسيين على الاستمرار في المشاركة في حملة التطعيم خلال شهر رمضان.

ويتشارك كبار رجال الدين والمسؤولون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الفكرة القائلة إنّ الحصول على تطعيم كوفيد-19 يتوافق مع روح الصيام في الشهر الكريم.

إذ قضى المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين أنّ التطعيم لا يمثل مشكلة في الشهر الكريم نظراً لأنّه ليس جرعةً غذائية.

وفي الأردن، قالت دائرة الإفتاء العام بالمملكة الهاشمية إنّ اللقاح مقبولٌ في رمضان لأنّ الجرعة تدخل عبر العضلات.

كما قال أعضاء مجتمعٍ مسلم في الولايات المتحدة إنّ نشر اللقاحات يجب أن يستمر للمسلمين، بغضّ النظر عن شهر رمضان.

في حين قدّمت إحدى المجموعات أكثر من 100 جرعة لقاح أمام مسجد في جنوب مانشستر بعد صلاة الجمعة وقبل دخول رمضان.

TRT عربي