يساعد في التنقيب وأعمال الصيانة تحت الماء.. تعرّف الروبوت التركي "كاشف" (Others)
تابعنا

سجلت تركيا في السنوات الأخيرة نجاحات كبيرة للغاية في صناعة الدفاع المحلية والوطنية. عندما يتعلق الأمر بصناعة الدفاع التركية، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن المسيّرات والأسلحة والذخيرة والصواريخ، لكن النجاحات لا تقتصر على هذه الأنظمة فقط.

في تقريرنا هذا الذي يستعرض آخر الانجازات التركية، مركبات "كاشف" (Kaşif) بدون طيار التي تعتبر واحدة من الجهات الفاعلة الرئيسية لأنشطة الحفر في أعماق البحار في تركيا، حيث يمكن اعتبار روبوت "كاشف" عامل غوص تحت الماء.

خلال الفترات السابقة كثيراً ما سمعنا عن سفن التنقيب والبحث التركية وأعمال في البحار المحيطة بتركيا، ومنها سفينتي التنقيب الفاتح والقانوني. هنا حتماً تظهر أهمية سلسلة مركبات "كاشف"، التي يمكنها تنفيذ الأوامر بنجاح بذراعيها الروبوتيتين، حتى في ظل ظروف صعبة للغاية على عمق مئات أو حتى آلاف الأمتار.

روبوت عامل وطني

بالتزامن مع وصول سفينة التنقيب التركية الرابعة إلى ميناء تاشوجو بولاية مرسين جنوبي البلاد، للانضمام إلى أسطول سفن التنقيب عن الهيدروكربون، تسارعت الأعمال على مركبة "كاشف- 3" الروبوتية الجديدة كلياً، والتي بدأت في عد الأيام للمشاركة لأول مرة في أعمال الحفر والصيانة ضمن فريق معدات السفينة الجديدة.

يعتبر الروبوت المستكشف غير المأهول تحت الماء أحد اللاعبين الرئيسيين في أنشطة الحفر في تركيا، فلا تقل أهميته عن أهمية المسيّرات التركية ذائعة الصيت. ومثلما واجهت تركيا صعوبات خطيرة أثناء استخدام الطائرات بدون طيار من بلدان أخرى، فإن المركبات غير المأهولة التي تعمل تحت الماء من الدول الأجنبية لديها مخاطر مماثلة في هذا المجال، ولهذا تحديداً بدأت تركيا توطين هذه المركبات بأقصى سرعة.

ولأن هذه المركبات يمكنها الوصول إلى المعلومات الأكثر حساسية لأنشطة الحفر والمناطق التي تجرى فيها أنشطة البحث والمسح، فإن تنفيذ مثل هذه العمليات بمركبات محلية ووطنية بالكامل أمر غاية بالأهمية. لهذا السبب، لا يؤدي "كاشف" مهام بالغة الأهمية فحسب، بل يضمن أيضاً الاحتفاظ بالمعلومات والصور، التي ربما تكون "أسراراً للدولة"، في إطار أنشطة التنقيب في تركيا.

وبينما كانت نسبة المساهمة الوطنية في مركبات "كاشف" السابقة نحو 53%، تجاوزت النسبة في "كاشف- 3" حاجز الـ70%. في سياق زيادة نسبة التوطين، طورت الشركة التركية جميع البطاقات الإلكترونية المستخدمة على الجهاز وبرامج هذه البطاقات بالكامل محلياً، ما يمنح لتركيا قدراً كبيراً من الراحة ضد عمليات الحظر المحتملة.

"كاشف- 3"

تعد شركة "أرميلسان" (Armelsan) إحدى الشركات التركية الرائدة التي تتولى مسؤوليات مهمة جداً في رحلة صناعة الدفاع المحلية والوطنية في تركيا. فإلى جانب صناعة روبوت "كاشف"، تؤدي أيضاً أعمالاً حاسمة في عديد من المجالات المختلفة، من سفن صيد الألغام إلى سونار الحرب المضادة للغواصات، ومن سونار كشف الغواص المستخدم في حاملة الطائرات التركية (TCG Anadolu) إلى جهاز الإنقاذ من الغواصات.

وخلال حديثه إلى موقع (TRT Haber) وصف مدير عام شركة "أرميلسان"، جان إمري، مركبة "كاشف" بأنها "يد، وقدم، وعين، وأذن أنشطة الحفر". إذ يمكن لـ "كاشف" العمل حتى عمق 3000 متر أسفل الماء على مدار 24 ساعة، ونقل الصور الحية إلى سفينة الحفر، وإجراء عمليات استبدال وتنظيف رؤوس البئر، بالإضافة إلى أعمال القطع والجز بمفرده في إطار تعليمات سفينة الحفر. ويمكنه التدخل في حال حدوث عطل ما وكان على السفينة مغادرة المنطقة، ويتولى أيضاً مهمة إغلاق البئر.

فيما كُتب على الجزء الخلفي من مركبة "كاشف-3" العبارة التي قالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق "ليس كل من يبحث يجد، لكن الذين يجدونها هم أولئك الذين بحثوا عنها ".

تركيا واحدة من 3-4 دول يمكنها صنع هذه المركبات

يقول جان إمري، إن مركبة "كاشف-3" تعمل بمحرك هجين، الأمر الذي يجعل من تركيا واحدة من بين 3 أو 4 دول بإمكانها تطوير وإنتاج هذا النوع من المركبات المسيّرة. وعلل ذلك قائلاً: "في الآونة الأخيرة، كان انقطاع تقني في الروبوتات تحت الماء.. في الماضي كانت هذه الأنظمة هيدروليكية. نتيجة لذلك، يمكن لعديد من البلدان إنتاجه. ومع الانتقال إلى النموذج الهجين انخفض عدد الدول في العالم التي يمكنها اللحاق بهذه التكنولوجيا فجأة. حاليّاً، يمكن لـ 3 أو 4 دول إنتاج المنصات الهجينة التي ذكرناها. أصبحت تركيا واحدة من هذه الدول".

وبفضل توطينها لمثل هذه الصناعات المهمة، غيرت تركيا بشكل مباشر معادلة الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​باستخدام سفينتي الحفر الفاتح والقانوني التي تملك مركبات من سلسلة "كاشف" المسيّرة.

ولفت إمري الانتباه إلى حقيقة أن تركيا هي الدولة الثانية على مستوى العالم في استخدام المركبات غير المأهولة تحت الماء. وبينما يعمل "كاشف-1" مع سفينة الحفر "الفاتح" منذ ما يقرب من عامين وقد خدم أكثر من 10 آلاف ساعة، عمل "كاشف-2" لأكثر من 5000 ساعة على عمق آلاف الأمتار مع سفينة الحفر "القانوني".

TRT عربي