هل وصل قطار "الانفتاح" إلى مسألة النقاب في السعودية؟ (twitter)
تابعنا

تصدّر وسم "#يسقط_النقاب" وسائل التواصل الاجتماعي بالمملكة العربية السعودية، حيث أطلق مستخدمو مواقع التواصل الحملة مطالبين بحرية المرأة السعودية في اختيار مظهرها وعدم إلزامها بارتداء زيِّ بعينه.

وشارك في الحملة أكثر من 50 ألف مغّرد على موقع "تويتر"، وانقسم المشاركون بين داعمين لإسقاط إلزام المرأة السعودية بارتداء النقاب، وآخرين منددين بالحملة ومشككين في نواياها ومصدر إطلاقها، وآخرين مطالبين بإعطاء المرأة كامل الحق في اختيار زيّها ورفض أي شكل من أشكال الوصاية المجتمعيّة على المرأة وحريتها الشخصية.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تنتشر حملات إلكترونية مشابهة على مواقع التواصل الاجتماعي بالسعودية. فمنذ إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن "خطة الانفتاح" في إطار رؤيته لعام 2030، بدأت النساء السعوديات المطالبة بالتحرر من النقاب والعباءة، وذلك عبر المشاركة في حملات تحمل أوسمة "العباية_المقلوبة"، و"سعوديون_ضد_النقاب"، وغيرها من الحملات التي انتشرت خلال الأعوام الأخيرة تعبّر عن المضمون ذاته.

ولم تصدر السلطات بالمملكة بعد أي قرار استجابةً لتلك الحملات المتكررة لإسقاط إلزام المرأة السعودية بارتداء العباءة والنقاب.

ومن بين ما يزيد عن 50 ألف مغرّد شاركوا بالحملة الأخيرة، سلّطت نسبة كبيرة الضوء على معاناة المرأة السعودية جرّاء مسألة النقاب.

وأعرب مغردون عن امتعاضهم من التعليقات المتبادلة بين طرفي الخلاف، معبرين عن حق كل امرأة في حق اختيار زيها دون انتقاد من أحد. فيما شاركت مغردات في الحملة معبرات عن افتخارهن واعتزازهن بالنقاب، مطالبات بترك الحرية الشخصية للمنقبات باختيار ما يرتدين.

وشكك البعض بأن الحملة ليست نابعة من الشعب السعودي، وإنما تُوجّه من أطراف خارجية. وطالب آخرون بأن يسقط النقاب "لدى من تلبسه خوفاً من الناس" فقط.

جدير بالذكر أن المحكمة العامة في المملكة اتخذت في ديسمبر/كانون الأول 2017 قراراً غير مسبوقٍ، حيث ألغت شرط ارتداء المحاميات اللاتي يرغبن في دخول المحكمة للنقاب، مع الاكتفاء بإلزامهن ارتداء الحجاب.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد علّق على المسألة في مقابلة أُجريت معه في مارس/آذار 2018، حيث قال إن "القوانين واضحة جداً، وهي تنص بموجب الشريعة على أن ترتدي النساء ملابس لائقة ومحترمة مثل الرجال"، مضيفاً أن المرأة السعودية لم تعد مُلزمة بارتداء العباءة السوداء أو غطاء الرأس.

ويُعتبر النقاب أحد المكوّنات الراسخة في العادات والتقاليد الاجتماعية بالمملكة العربية السعودية، فيما يرى مراقبون أنّه بموجب التوجّه السياسي الجديد للرياض الساعي نحو "إصلاحات اجتماعية أكثر انفتاحاً"، والذي سمح للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة في المملكة عام 2018، سيُحدِث كذلك تغيّراً تدريجياً في قضية إلزام المرأة السعودية بارتداء النقاب ونظرة المجتمع إلى تلك المسألة.

TRT عربي