يطلق 1100 قذيفة في الدقيقة.. تَعرَّف نظام "الرعب" الدفاعي الجوي التركي. / صورة: AA (AA)
تابعنا

شاركت شركة الصناعات الدفاعية الرائدة في تركيا "أسيلسان" فيديو يوثّق لحظات إطلاق النار بسرعة فائقة وبغزارة، من نظام الدفاع الجوي منخفض الارتفاع "كوركوت" (KORKUT) المطور والمنتج بقدرات وطنية خالصة، والقادر على إطلاق 1100 قذيفة بالدقيقة.

ويُعتبر نظام الدفاع الجوي "كوركوت" أحد أهمّ اللاعبين الرئيسيين في الخطط التركية الرامية إلى توطين الصناعات الدفاعية، بالأخصّ تلك التي تتعلق بمنظومات الدفاع الجوي. ونتاجاً للعمل الجادّ الذي تقوم به الشركات التركية، باتت تركيا تمتلك منظومات محلية لتعزيز شبكة الدفاع الجوي التي تتكون من أربع طبقات:المدى القصير جداً، والمدى القصير، والمدى المتوسط​​، والمدى البعيد.

وفيما تعد شبكة الدفاع الجوي أحد أهمّ مكونات الدفاع لأي بلد، أنجزت تركيا مشاريع مهمة جدّاً لتوطين أنظمة الدفاع الجوي التي بإمكانها تغطية الطبقات الأربع التي ذكرناها سابقاً. فمن "كركوت" إلى "حصار"، ومن"أتيلغان" إلى "سيبار" كلها أنظمة تشير إلى مدى الاهتمام الذي توليه تركيا لأنظمة الدفاع الجوي بسبب جغرافيتها والأحداث التي تطورت على نطاق عالمي في السنوات الأخيرة.

كوروكوت.. منظومة الرعب التركية

في نطاق مشروع التطوير الذي تنفذه رئاسة الصناعات الدفاعية (SSB) من أجل أداء الدفاع الجوي بفاعلية للعناصر المتحركة والوحدات الميكانيكية، وُقّع عقد الإنتاج الضخم لمنظومة "كوركوت" مع شركة "أسيلسان" في 19 مايو/أيار 2016، فيما جرى التسليم الأول ضمن نطاق الإنتاج الضخم للمنظومة في مارس/آذار 2019.

وبفضل منظومة "كوركوت"، التي يعني اسمها "الرعب والخوف"، وذخيرة ATOM ذات الجسيمات مقاس 35 ملم التي طوّرتها "أسيلسان" أيضاً، بالإضافة إلى الذخيرة من النوع الكلاسيكي وصلت تركيا إلى موهبة وطنية لا يمتلكها سوى دول قليلة في العالم.

ومشيراً إلى أن مشروع "كوركوت" مكّن تركيا من الارتقاء بقدراتها في مجال الدفاع الجوي إلى مستوى أعلى واكتساب عديد من التقنيات الجديدة في هذا المجال، قال رئيس رئاسة الصناعات الدفاعية إسماعيل دمير: "يؤدّي عديد من الشركات المحلية أدواراً مهمة في مشروع كوركوت. حجم الأعمال خلق لنا عديداً من الفرص وأكسبنا مواهب وتقنيات وبنى تحتية جديدة"، وفقاً لما نقله موقع TRT Haber.

مواصفات منظومة "كوركوت"

تعمل منظومة "كوركوت" في فرق من 3 مركبات نظام أسلحة (SSA) ومركبة قيادة وتحكُّم واحدة (KKA). تمتلك (KORKUT-SSA) القدرة على إطلاق ذخيرة تقليدية بحجم 35 ملم، بجانب ذخائر ATOM التي طورتها "أسيلسان" وذخائر ParM التي طورتها "TÜBİTAK SAGE".

وتؤدّي المنظومة واجباتها الدفاعية على ارتفاع منخفض بفاعلية أعلى ضد التهديدات الجوية التقليدية مثل الطائرات والمروحيات، وكذلك الأهداف الجوية الحالية مثل صواريخ جو-أرض وصواريخ كروز والمركبات الجوية غير المأهولة، بقوة نيران عالية (1100 طلقة/دقيقة) وقدرة على اختيار الذخيرة المناسبة للهدف بعد الكشف عنه.

وعلى عكس الأنظمة التقليدية في مجموعته، أتمتت "أسيلسان" بنادقها من خلال إدماج رادار التحكم بالإطلاق ورادار البحث ثلاثي الأبعاد، الذي يكتشف الأهداف في مركبة التحكم في القيادة (KKA) وفقاً للاحتياجات التكتيكية، بالإضافة إلى نظام تحديد الصديق والعدو وذخيرة الجسيمات القابلة للبرمجة (ATOM).

منظومات محلية للدفاع الجوي

رغم امتلاكها أحدث منظومات الدفاع الجوي في العالم، الروسية "إس 400"، باتت تركيا أقرب من أيّ وقت مضى لتوطين أنظمة الدفاع الجوي أيضاً من خلال منظومات طُوّرَت وأُنتِجَت بإمكانيات محلية ووطنية خالصة، مثل "حصار" و"سيبار".

وبينما تَسلَّم الجيش التركي منتصف عام 2021 منظومة "حصار A+" للمدى المنخفض (مداها 15 كم)، ومع بدء سلسلة الإنتاج المتسلسل للمنظومة متوسطة المدى "حصار O+" (مداها 25 كم وتعمل بالتوجيه بالأشعة تحت الحمراء)، تستمرّ الاختبارات على المنظومة الواعدة "سيبار لوك 1" للمدى الطويل والموجهة بالترددات اللا سلكية المعززة، التي سيبلغ مداها 30-150 كم.

المنظومتان: "حصار" و"سيبار" هما نتاج تعاون مشترك بين شركتَيْ "روكيتسان" و"أسيلسان" اللتين تولّتا تطوير وإنتاج منظومة "حصار" للمدى القصير منذ إنطلاق المشروع عام 2007. في حين يتولّى معهد بحوث وتطوير الصناعات الدفاعية التابع لمؤسسة البحث العلمي والتكنولوجي التركية (TÜBİTAK SAGE) إنتاج الرؤوس الحربية للصواريخ الخاصة بالمنظومتين.

ومن المخطط أن تعمل المنظومات الثلاث، "حصار A+" و"حصار O+" إلى جانب "سيبار بلوك 1" الذي يُصنَّف في مستوى يمكّنه من منافسة منظومة "S-400" الروسية، على تشكيل نظام دفاعي متعدّد الطبقات قادر على حماية المنشآت الاستراتيجية من هجمات العدو في إطار الدفاع الجوي الإقليمي.

TRT عربي