دعم في العلن وخلافات في الكواليس.. ما مصير الدعم الأمريكي لأوكرانيا؟ / صورة: AP (AP)
تابعنا

على الرغم من الدعم القوي العلني الذي تقدمه الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها المستمرة منذ أكثر من عام، والتي تلخّصَت مؤخراً في زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السرية والمثيرة للعاصمة كييف الشهر الماضي، بدأت وسائل الإعلام الأمريكية تناوُل ملفات خلافات متزايدة وراء الكواليس بين واشنطن وكييف.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه تعهدات الإدارة الأمريكية سارية بشأن تقديم الدعم "مهما استغرق الأمر" في مقاومة العملية العسكرية، كشف موقع بوليتيكو الأمريكي عن خلافات متزايدة بين واشنطن وكييف حول أهداف الحرب ونقاط التوتر والصراع، فضلاً عن كيف ومتى سينتهي.

ومع تزايد الشروخ في العلاقات الأوكرانية-الأمريكية وبدء ظهورها على العلن، كشفت أرقام صادرات الأسلحة الأمريكية كيف استفادت واشنطن من الحرب الأوكرانية ووظفتها لدعم صناعاتها الدفاعية وسط حُمّى التسلُّح التي اجتاحت أوروبا، إذ ارتفعت حصة الولايات المتحدة من صادرات الأسلحة العالمية من 33% إلى 40% في السنوات الخمس السابقة لعام 2022، فيما عززت الدول الأوروبية وارداتها من الأسلحة الرئيسية بنسبة 47%.

أبرز نقاط الخلاف

على الرغم مما يؤكده كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية من أن الوحدة بين واشنطن وكييف متينة، فإن حديث 10 مسؤولين ومشرعين وخبراء لموقع بوليتيكو كشف عن خلافات متزايدة بشأن عديد من المسائل، أبرزها: إصرار كييف على الدفاع المستميت عن مدينة باخموت التي تقول واشنطن إنها غير مهمة استراتيجياً، وإن استنفاد القوات الأوكرانية للجنود والذخيرة في هذا الموقع من شأنه أن يضرّ بخطط الهجوم المضاد الكبير في الربيع.

كما ترى الإدارة الأمريكية أن خطة أوكرانيا لتحرير القرم أمر "لن يؤدي إلا إلى تمديد الحرب"، خصوصاً أن القوات الروسية ترسخت في هذه المنطقة منذ ما يقرب من عقد من الزمان.

وقبل أيام خرج تقرير استخباراتي يُظهِر تَورُّط "مجموعة مؤيدة لأوكرانيا" في تفجيرات أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم في الخريف الماضي، وهي الرواية الجديدة التي تطيح بنظرية مفادها أن موسكو كانت مسؤولة عن تخريب خطوط الأنابيب. ورغم أن التقرير يشير إلى أن زيلينسكي أو مساعديه غير متورطين في التخريب، سبق أن حذرت واشنطن كييف من أن مثل هذه الأعمال خارج حدود أوكرانيا لن يُتسامَح معها.

وإلى جانب ملفات الخلاف التي ذكرناها، كشفت نيويورك تايمز عن إصدار البنتاغون تقريراً حديثاً يمنع إدارة بايدن من مشاركة أدلة على جرائم حرب روسية محتمَلة مع المحكمة الجنائية الدولية، ما من شأنه أن يلحق الضرر بالقضية الأخلاقية التي قدمتها الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا ضد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية الروسية.

قائمة مطالب لا تنضب

وفقاً لبوليتيكو، أرسلت الولايات المتحدة معظم الأسلحة والمعدات إلى الجبهة، لكن كييف كانت تتطلع دائماً إلى المجموعة التالية من الإمدادات.

ومقابل الإحباط الذي كان ينتاب الأوكرانيين في بعض الأحيان بشأن تسليم واشنطن أسلحة لأوكرانيا، ظهر تذمُّر أمريكي بشأن الطلبات المستمرة، وفي بعض الأحيان لم يُظهِر زيلينسكي الامتنان المناسب، رغم أن معظم أعضاء الإدارة الأمريكية كانوا يتفهمون يأس كييف للدفاع عن نفسها.

وبينما ظهر انقسام واضح في واشنطن حول الأسلحة الواجب إرسالها إلى أوكرانيا، تصر كييف على طلب مزيد، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى، والتي ينتاب واشنطن بشأنها مخاوف من أن أوكرانيا قد تضرب أهدافاً روسية بعيدة، مما قد يؤدي إلى تصعيد الحرب.

ما مصير الدعم الأمريكي لأوكرانيا؟

قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، إن "البيت الأبيض على اتصال دائم بأوكرانيا لأننا ندعم دفاعهم عن سيادتهم وسلامتهم الإقليمية". وأضافت: "مع عدم إظهار بوتين أي علامات على وقف حربه، فإن أفضل شيء يمكننا فعله هو الاستمرار في مساعدة أوكرانيا على النجاح في ساحة المعركة ليكونوا في أقوى موقف ممكن على طاولة المفاوضات عندما يحين ذلك الوقت".

وعلى الرغم من تَعهُّد بايدن بتقديم دعم ثابت، إذ لا تزال الخزائن مفتوحة في الوقت الحالي، فإن الولايات المتحدة كانت واضحة مع كييف في أنها لا تستطيع تمويل أوكرانيا إلى أجل غير مسمى على هذا المستوى.

وبينما كانت مسألة دعم أوكرانيا تحصل على تأييد كبير من الحزبين، بدأ عدد صغير، ولكن متزايد، من الجمهوريين التعبير عن شكوكهم في استخدام الكنز الأمريكي لدعم كييف بلا نهاية تلوح في الأفق لحرب بعيدة.

من بين أولئك الذين أعربوا عن شكوكهم بشأن دعم المدى الطويل، رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي، الذي قال إن الولايات المتحدة لن تقدم "شيكاً على بياض" لأوكرانيا، ورفض دعوة زيلينسكي للسفر إلى كييف ومعرفة حقائق الحرب.

TRT عربي