هل عدّلت واشنطن عمداً راجمات "هيمارس" لمنع أوكرانيا من ضرب أراض روسية؟ . / صورة: AA (AA)
تابعنا

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولي دفاع أمريكيين أن الولايات المتحدة قد عدلت بشكل سري راجمات الصواريخ المتطورة من فئة "هيمارس" التي أرسلتها إلى أوكرانيا، وذلك لمنع كييف من ضرب العمق الروسي، وبالتالي تصعيد الحرب إلى مستويات أوسع قد ينتج عنها مواجهة مباشرة بين موسكو وواشنطن.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت 20 راجمة من طراز "هيمارس" إلى أوكرانيا منذ يونيو/حزيران الماضي، والتي بدورها لعبت أدواراً محورية لصد الهجوم الروسي وتحرير مساحات كبيرة من الأراضي التي سبق وأن احتلتها القوات الروسية في الأشهر الأولى من عمر الحرب المشتعلة منذ أواخر فبراير/شباط.

وإلى جانب منظومة الصواريخ المدفعية ذات القدرات الحركية العالية "هيمارس"، أرسلت الولايات المتحدة أيضاً مخزوناً كبيراً من الصواريخ الموجهة بالأقمار الصناعية بمدى يصل إلى 50 ميلاً (80 كيلومتراً). وقد استخدمت هذه الصواريخ، التي تعرف بمنظومة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، لقصف مستودعات الذخيرة الروسية والإمدادات اللوجستية ومراكز القيادة على الأراضي الأوكرانية.

إجراء احترازي

منذ يونيو/حزيران الماضي، قدمت الولايات المتحدة 20 راجمة "هيمارس" إلى أوكرانيا. ومع ذلك، فقد جرى تعديلها لأول مرة لتصبح غير قادرة على إطلاق صواريخ نظام الأسلحة التكتيكية للجيش (ATACMS)، والتي يبلغ مداها 200 ميل. الأمر الذي رأى فيه المسؤولون الأمريكيون إجراءً احترازياً تقول إدارة بايدن إنه ضروري للحد من مخاطر اندلاع حرب أوسع مع موسكو.

من جهته، رفض المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد باتريك رايدر التعليق على الأمر، قائلاً: "نظراً لاعتبارات أمنية تشغيلية، فإننا لا نعلق علناً على تكوين الأنظمة المقدمة للحلفاء والشركاء".

وتقول وول ستريت جورنال إن هذه التعديلات التي لم يكشف عنها سابقاً، "تظهر سعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لموازنة دعمها للقوات الأوكرانية مقابل خطر التصعيد مع موسكو. كما أنها تعكس مخاوف مسؤولي الإدارة من أن شريكهم الأوكراني قد يتوقف عن الوفاء بوعده بعدم ضرب الأراضي الروسية بأسلحة مقدمة من الولايات المتحدة".

يذكر أن وزارة الدفاع الروسية أكدت، الاثنين، مقتل ثلاثة عسكريين روس في تفجيرات استهدفت قاعدتين جويتين على بعد 185 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا استخدمت طائرات مسيرة لتنفيذ الهجمات.

روسيا تحذر

بينما تكثر وتزداد حدة الأصوات التي تطالب بتزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ طويلة المدى وأسلحة أكثر تقدماً، لا سيما بعد أن بدأت روسيا في أكتوبر/تشرين الأول في قصف البنية التحتية المدنية وشبكات الطاقة في أوكرانيا، حذرت موسكو، التي وبخت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً لتسليح أوكرانيا، واشنطن من إرسال أسلحة أكثر تطوراً إلى أوكرانيا.

فيما قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في إفادة في سبتمبر/أيلول للولايات المتحدة، سوف "تتجاوزون الخط الأحمر وتصبحون طرفاً في النزاع، إذا قمتم بإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى كييف".

وعلى الرغم من التحذيرات الروسية المستمرة التي تنذر بتوسيع الصراع إلى خارج الرقعة الأوكرانية، قدمت واشنطن مليارات الدولارات لأوكرانيا منذ بدء الحرب وحدّثت ببطء ترسانة كييف مع استمرار الصراع، كما انتقلت في دعمها من صواريخ جافلين المضادة للدبابات إلى طائرات بدون طيار من طراز (Switchblade) وراجمات صواريخ متطورة من فئة "هيمارس".

وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن قاومت حتى الآن دعوات من أعضاء في مجلس الشيوخ لإرسال طائرات مُسيرة غراي إيجل (MQ-1C) متقدمة للغاية إلى أوكرانيا بسبب مخاوف من أنها قد تضرب أهدافاً في روسيا، فضلاً عن خوفها من أن تسقط بيد الروس.

هيمارس.. تقلب الموازين في أوكرانيا

في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تقديم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.1 مليار دولار على شكل طلبيات أسلحة. وفيما هدفت هذه الحزمة الجديدة إلى تعزيز دفاع البلاد على الأمدين المتوسط والطويل، تضمنت بشكل خاص 18 راجمة صواريخ من طراز "هيمارس" التي تتميّز بدقة الإصابة.

ومنذ دخولها ساحة المعركة في أوكرانيا في يونيو/حزيران الماضي، أدت هذه الراجمات المثبّتة على مدرّعات خفيفة دوراً مهماً في نجاح الهجوم المضادّ الذي شنّته قوات كييف مؤخراً ضد القوات الروسية في شرق وجنوب البلاد.

فيما تحتوي أنظمة "هيمارس"، التي تنتجها شركة Lockheed Martin ويبلغ سعر الواحدة منها قرابة مليون دولار، على جراب يحمل 6 صواريخ موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) يبلغ طولها 227 مم. كما أنها تحتاج إلى طاقم صغير فقط لإزالة جراب مستهلك وتحميل واحد جديد في دقائق، بلا مساعدة من مركباتٍ أخرى.

TRT عربي