الجيش الروسي قال إن الجزائر ستحتضن أول تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين، والتي أطلق عليها اسم "درع الصحراء". (AFP)
تابعنا

حسب ما أعلنه المكتب الإعلامي للمنطقة العسكرية الجنوبية الروسية، ستجري القوات الروسية مناورات مشتركة مع نظيرتها الجزائرية، أطلق عليها اسم "درع الصحراء"، والتي ستنظم لأول مرة بالجزائر، حيث ستتدرب القوات المشاركة على إنجاز عمليات "مكافحة التهديدات الإرهابية".

وهذه المناورات ليست هي المناورات المشتركة الوحيدة التي أجراها جيشا البلدين خلال هذه السنة، بالمقابل يؤشر تواترها إلى الشراكة الدفاعية الوطيدة التي تجمع موسكو بالجزائر، والتي تعود بالتاريخ إلى أولى سنوات استقلالها.

درع الصحراء

وقال المكتب الإعلامي للمنطقة العسكرية الجنوبية الروسية في بيان له: "لأول مرة في الجزائر، ستنظّم مناورة مشتركة بين روسيا والجزائر لمكافحة الإرهاب (درع الصحراء 2022)". مضيفاً أن هذه المناورة، التي ستُنظّم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني في ملعب هماجير للتدريب في الجزائر، ستشمل "أعمالاً تكتيكية للبحث عن الإرهابيين في الصحراء وتدميرهم".

وأوضح المكتب الإعلامي، أن نحو 80 جندياً روسياً من تشكيلات البنادق الآلية المتمركزة في شمال القوقاز، و80 جندياً جزائرياً سيشاركون في الحدث. هذا وجرت أول مناورة تكتيكية روسية جزائرية مشتركة من هذا النوع في أكتوبر/تشرين الأول 2021 في ساحة التدريب "تارسكوي" في جمهورية أوسيتيا الشمالية الروسية، وشارك فيها حوالي 200 عسكري من البلدين.

وقد كان أول إعلان عن درع الصحراء في أبريل/نيسان الماضي، حين زار وزير الخارجية الجزائري رمطان عمامرة موسكو، والتقى بوزير خارجيتها سيرغي لافروف ورئيس مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف. وحسب ما تناقلت وسائل إعلام، فإنه خلال ذلك جرى تنسيق سيناريو التمرين وتنظيم اللوجستيات، بما في ذلك إجراءات الإقامة.

الجزائر وروسيا.. شراكات عسكرية

هذا ويربط بين الجزائر وروسيا علاقات استراتيجية ودفاعية وطيدة، تعود إلى سنوات استقلال البلاد من الاستعمار الفرنسي، حيث شهدت تلك الحقبة تقارباً كبيراً بين الدولة الفتية والاتحاد السوفيتي.

اليوم تعد الجزائر ثالث أكبر مشترٍ للسلاح الروسي في العالم، إذ تقتني الجزائر أكثر من 60% من أسلحتها من موسكو، وتمتلك 6 غواصات روسية الصنع، بالإضافة إلى اقتنائها نظام الدفاع الجوي الصاروخي "اس 400". هذا إضافة إلى دبابات وطائرات ومروحيات هجومية وأنظمة رادارات روسية تشكل ركيزة القوات المسلحة الجزائرية.

هذا وفي سنة 2001، وقَّع البلدان اتفاق "شراكة استراتيجية"، ينص على تعاونهما في مجالات عدة، بينها الاقتصاد والطاقة، وعلى رأسها الدفاع، حيث وصلت القيمة الإجمالية للصفقات العسكرية الموقعة بين الرئيسين بوتين وبوتفليقة في 2001 إلى 2.5 مليار دولار.

وفي وقت سابق شهر يونيو/حزيران، صرح قائد أركان الجيش الجزائري، الفريق سعيد شنقريحة، بأن "العلاقات القوية بين البلدين تعكس طبيعة الشراكة الاستراتيجية بينهما، وقد وصلت إلى مستوى مثالي، ونأمل أن نجعلها أولوية ونحافظ على المستوى العالي الذي وصلت إليه".

كما أعرب المسؤول العسكري الجزائري عن "امتنانه" لتعزيز روسيا الإمكانيات العسكرية للقوات المسلحة الجزائرية، وقدم شكره لموسكو على "مساعدة الجزائر لمواجهة التهديدات والتحديات على خلفية الوضع المتدهور في المنطقة والعالم".

TRT عربي