كيم يو جونغ، الشقيقة الصغرى لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. (Others)
تابعنا

على وقع التوترات المتصاعدة بين الجارتين الكوريتين إزاء سلسلة تجارب الأسلحة التي أطلقتها بيونغ يانغ مؤخراً، تصاعدت التصريحات المتبادلة بين قيادتَي البلدين مع دخول كيم يو جونغ، الشقيقة النافذة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، على خط حرب التصريحات الحادة.

فبعد حديث وزير الدفاع الكوري الجنوبي عن ضربات استباقية على الشمال، خرجت كيم يو جونغ الأحد، لتصف الوزير بأنه "رجل يشبه الحثالة"، مشيرة إلى أن الجنوب قد يواجه "تهديداً خطيراً".

ووفقاً لبيان وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية الذي صدر في أغسطس/آب 2020، فإن كيم يو جونغ باتت تُعتبر "الرجل الثاني" في السلطة بحكم الواقع، عقب تفويض كيم جونغ أون جزءاً من سلطاته إلى مساعديه المقربين من بينهم أخته الصغرى، للإشراف على شؤون الدولة، فوكل إليها مسؤولية العلاقات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

تهديد ووعيد

في آخر تصريح لها، وجهت كيم يو جونغ شتائم قاسية استهدفت بها وزير دفاع كوريا الجنوبية الذي أصدر تصريحات هاجم فيها المعسكر الشمالي، فيما نقلت عنها وسائل الإعلام الحكومية قولها: "الرجل الذي لا معنى له والذي يشبه الحثالة يجرؤ على ذكر ضربة استباقية لدولة تمتلك أسلحة نووية. كوريا الجنوبية قد تواجه تهديداً خطيراً بسبب التصريحات المتهورة التي أدلى بها وزير دفاعها".

وجاءت تصريحات كيم يو جونغ وسط توترات متصاعدة بين الكوريتين المتنافستين بشأن سلسلة تجارب الأسلحة في كوريا الشمالية هذا العام، بما في ذلك أول صاروخ باليستي عابر للقارات منذ أكثر من أربع سنوات.

ولا تقتصر تهديدات كيم على سيول، بل سبق أن حذّرَت واشنطن قبل عام من "إثارة المتاعب"، تزامناً مع استعداد الإدارة الأمريكية الجديد برئاسة جو بايدن للكشف عن ملامح سياسة إدارته في التعامل مع كوريا الشمالية، إذ انتقدت التدريبات العسكرية الأمريكية-الكورية الجنوبية في المنطقة.

مَن كيم يو جونغ؟

وُلدت كيم يو جونغ لزعيم كوريا الشمالية السابق كيم جونغ إل وزوجته كو يونغ هي، يوم 26 سبتمبر/أيلول 1987. ونظراً إلى سنوات العزلة المشتركة في كوريا الشمالية، ولاحقاً في أثناء دراستهما معاً بأسماء وهمية في سويسرا بين عامَي 1996 و2000، فإن علاقتها بالزعيم الحالي قوية ومتينة.

وعقب عودتها من سويسرا، درست علوم الحاسوب في جامعة كم إل سونغ العسكرية.

صاحَبَ ظهورَها خلال جنازة كيم جونغ إل في ديسمبر/كانون الأول 2011، ضجةٌ إعلامية كبيرة عندما ظهرت عدة مرات إلى جانب شقيقها كيم جونغ أون. وبعد تعيينها "مسؤولاً كبيراً" باللجنة المركزية لحزب العمال الكوري في مارس/آذار 2014، يقال إنها ربما تولّت مهامَّ الدولة لشقيقها المريض في أثناء خضوعه للعلاج في أكتوبر/تشرين الأول 2014.

ومنذ 2014 تقلبت رتبتها الرسمية داخل الحزب والحكومة مع الوقت، لكن منصبها الحالي في لجنة شؤون الدولة هو أرفع منصب تولته حتى الآن.

الصغرى سنّاً والكبرى نفوذاً

تُعتبر كيم يو جونغ مستشارة موثوقة لشقيقها، وقد لعبت دوراً رئيسياً خلال الأزمة بين الكوريتين العام الماضي التي بلغت ذروتها بتفجير كوريا الشمالية مكتب اتصال مشتركاً عند جانبها من الحدود. قبل ذلك كانت كيم جزءاً من فريق شقيقها خلال قمة كوريا الشمالية والولايات المتحدة عام 2018 في سنغافورة، وقمة هانوي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة عام 2019.

وخلال الانتخابات البرلمانية الكورية الشمالية لعام 2019، انتُخبت كيم في الجمعية الشعبية العليا، لكنها أزيلت لفترة وجيزة من المكتب السياسي للحزب، قبل إعادتها في أبريل/نيسان 2020، إذ دفعت الشائعات حول اعتلال صحة كيم جونغ أون إلى التركيز عليها كزعيمة محتمَلة لقيادة الحكم في كوريا الشمالية.

وحسب كيم يونج هيون، أستاذ دراسات كوريا الشمالية في جامعة دونجوك بسيول، فإن الترويج لكيم يو جونغ وآخرين هو علامة على أن نظام كيم جونغ أون أنهى تعايشه مع بقايا نظام كيم جونغ إيل السابق من خلال إجراء استبدال أجيال في المناصب الرئيسية للحزب.

TRT عربي