شعار وحدات حماية الشعب الإرهابية  (Getty Images)
تابعنا

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نيته وضع حدٍ لـ"الحروب السخيفة التي لا نهاية لها"، وسحب الجنود الأمريكيين من أرض على حدود تركيا مع مناطق شمال شرق سوريا.

وجاء هذا القرار قبل عملية أنقرة المُنتظرة لإقامة ممر سلامٍ للاجئين السوريين في منطقة شرق نهر الفرات.

إذ قال ترمب للمراسلين في مؤتمرٍ صُحفي يوم الإثنين، 7 أكتوبر/تشرين الأول: "قضينا سنوات طويلة داخل سوريا. وكان من المُفترض أن تُمثِّل سوريا ضربةً قصيرة الأجل. وكان من المفترض أن ندخل ونخرج".

تقع المنطقة المعنية بقرار ترامب حالياً تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب" الإرهابية، الفرع السوري لتنظيم PKK الإرهابي، و "قوات سوريا الديمقراطية" التابعة لـ"وحدات حماية الشعب".

وخلال حملته الإرهابية المُتواصلة منذ أربعة عقود ضد تركيا، قتل تنظيم PKK الإرهابي عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين في هجماته بالقنابل وعمليات الاغتيال والخطف. وبالتالي اعتبرته الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وتركيا تنظيماً إرهابياً.

لكن خلال السنوات الأخيرة، وبفضل حملة الترويج والتغطية الإعلامية الإيجابية، تمتَّعت "وحدات حماية الشعب" بدعم كبير من الساسة والمُحلِّلين والصحفيين الغربيين الذين صاروا على استعدادٍ لتجاهل علاقتها العملياتية القوية بتنظيم PKK الإرهابي، وغضِّ الطرف عن انتهاكاتها داخل سوريا.

ونسرد لكم هنا بعض أكثر الأكاذيب انتشاراً حول تنظيم PKK الإرهابي، التي يرغب أنصاره في أن نصدِّقها، رغم أنَّه لا أساس لها من الصحة.

الكذبة الأولى: تُركيا تُقاتل الأكراد

ليس كل الأكراد أعضاء في تنظيم PKK الإرهابي.وفي واقع الأمر تُعَدُّ تركيا موطناً لأكبر تجمُّع من أبناء العرق الكردي في العالم، لكن تغطية الكثير من وسائل الإعلام الغربية لا تبذل جهداً للتمييز بين الأكراد وبين المنظمات الإرهابية التي تزعم أنها تتحدث نيابةً عنهم.

والأكراد داخل تركيا هم مُواطنون مُندمجون داخل الجمهورية، إذ يخدمون في القوات المسلحة التركية، ويُؤدُّون أدواراً في الخدمة المدنية، ويُمكن العثور عليهم في كافة قطاعات المُجتمع بالبلاد. لدرجة أنَّ الإذاعة الرسمية التركية لديها قناةٌ ناطقة باللغة الكردية.

الكذبة الثانية: وحدات حماية الشعب التابعة لتنظيمPKK الإرهابي هي من هزمت تنظيم داعش الإرهابي

شمل القتال العسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي عشرات الجماعات المُسلَّحة والدول، منها تركيا و"الجيش الوطني السوري".

ولقي العشرات من الجنود الأتراك، والوحدات السورية المتحالفة، مصرعهم خلال عملية درع الفرات عام 2016، التي كانت تهدف إلى تحرير الأراضي الواقعة غرب نهر الفرات من سيطرة إرهابيي تنظيم داعش و عناصر وحدات حماية الشعب الإرهابية.

وحتى طرد داعش من شرق مدينة حلب، التي كانت تُسيطر عليها المُعارضة في السابق، وقع بالكامل على عاتق الجماعات السورية مثل "الجيش الوطني السوري".

ويمحو مَنح عناصر وحدات حماية الشعب الإرهابية الفضل في هزيمة تنظيم داعش بالكامل تضحيات الآلاف ممن حاربوا الجماعتين الإرهابيتين طوال مُجمل الصراع السوري.

الكذبة الثالثة: تركيا تسعى إلى احتلال سوريا

أكَّد قادة أتراك مراراًَ وتكراراً أنَّهم يحترمون سلامة الأراضي السورية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو مُؤخراً: "منذ بداية الأزمة في سوريا دعمنا وحدة أراضي البلاد، وسنواصل دعمها".

ومنذ حملة نظام الأسد القمعية والوحشية في آنٍ ضد المُتظاهرين المُؤيِّدين للديمقراطية عام 2011، صارت الحالة الأمنية على الحدود الشمال شرقية للبلاد مُتقلبة.

إذ سيطر إرهابيو داعش في الماضي، وإرهابيو "وحدات حماية الشعب" حالياً، على بعض أجزاء الحدود الشمالية الشرقية التي تتشاركها سوريا مع تركيا.

الأمر الذي منح عناصر وحدات حماية الشعب الإرهابية حرية التواصل مع تنظيمها الأم، أي تنظيم PKK الإرهابي، الذي يُنفِّذ هجمات إرهابية وتفجيرات انتحارية ضد تركيا.

وفقدت تركيا مئات المدنيين في هجمات الخلايا المُرتبطة بتنظيم PKK، التي تتواصل مع "وحدات حماية الشعب" للحصول على التدريب والتمويل والتسليح.

وأهداف أنقرة واضحةٌ في هذا الصدد، ألا وهي: الحيلولة دون إقامة "ممر إرهاب" يسمح للإرهابيين بمهاجمتها على حين غرة، وخلق مناطق آمنة تُمكِّن اللاجئين السوريين من العودة إليها دون خوفٍ من الحرب أو غياب الاستقرار.

وترغب تركيا أيضاً في ضمان أنَّ داعش لن يقترب من أراضيها مرةً أخرى، ليُمثَّل خطراً جديداً على حياة مدنييها.

الكذبة الرابعة: وحدات حماية الشعب مُلتزمةٌ بتعزيز حقوق الإنسان

منذ بدء احتلالهم للأراضي السورية؛ شارك إرهابيو وحدات حماية الشعب في عددٍ من الانتهاكات، التي كشفتها بالتفصيل جماعات حقوق الإنسان.

وتشمل تلك الانتهاكات الإخفاءات القسرية لمُعارضيها، وإجبار النساء والأطفال على الخدمة داخل خلاياها.

واقترح تقرير، نُشِرَ في سبتمبر/أيلول العام الجاري، أنَّ أكثر من 3000 شخص اختفوا في المناطق الواقعة تحت سيطرة عناصر وحدات حماية الشعب الإرهابية. ويشمل العدد 631 طفلاً و 172 امرأة.

وتُشير تقارير منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أنَّ "وحدات حماية الشعب" كانت تُجنِّد الأطفال للقتال ضمن صفوفها منذ عام 2014 على الأقل، مع تزايد أعداد الأطفال في عام 2017 و 2018.

ونهبت وحدات حماية الشعب الإرهابية النفط السوري، ونفذت عمليات تطهير عرقي في المناطق العربية بتدمير المنازل، وهي الأمور التي تصفها "منظمة العفو الدولية" بأنَّها جرائم حرب.

TRT عربي