أزمة "قطعة النقانق".. ما جذور الخلاف بين كييف وبرلين؟ (John Macdougall/AFP)
تابعنا

انتقد السفير الأوكراني ببرلين أندريه ميلنيك الثلاثاء رفض زيارة المستشار الألماني زيارة كييف، قائلاً: "لعب دور الرجل الغاضب لا يبدو عمل رجل دولة". وأردف ميلنيك، في حديثه لوكالة الأنباء الألمانية، أن شولتز يتصرَّف كـ "قطعة نقانق خرقاء"، إنها "الحرب الأكثر وحشية منذ الغزو النازي لأوكرانيا وليست روضة أطفال".

وتأتي هذه التصريحات عقب تعبير المستشار الألماني أدولف شولتس عن انزعاجه من رفض كييف استقبال الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، أسوة بعدد من قادة الدول الذين زاروا البلاد التي تتعرض منذ ثلاث أشهر لهجوم روسي. فيما اعتبر شتاينماير الرد الأوكراني على طلبه "إهانة".

وأثارت تصريحات السفير الأوكراني بألمانيا أزمة ديبلوماسية كبيرة بين كييف وبرلين، وطالب نواب ألمان بطرد السفير المذكور. بينما تعود جذور هذه الأزمة إلى مواقف ألمانيا من تسليح أوكرانيا ومن واردات الغاز الروسي، والتي تعتبرها كييف مترددة وغير حاسمة.

أزمة "قطعة النقانق"

وقال شولتس في تصريحات له الاثنين على تلفزيون "ZDF" الألماني الحكومي، إنه "لا يمكن أن تقول لدولة تقدم لك الكثير من المساعدات العسكرية والكثير من المساعدات المالية لا نريد لرئيسكم أن يأتي إلينا". وأردف بأن هذا التصرف "يعرقل جهودنا" لحل الأزمة، و "الديمقراطيون لا يعاملون بعضهم البعض بهذه الطريقة هذا لا يمكن فعله".

جاء هذا بعد أن كشف الرئيس شتاينماير في أبريل/نيسان الماضي، أنه تقدم بطلب لزيارة كييف لكنه قوبل بالرفض. وقال شتاينماير: "كنت مستعداً للزيارة، لكن من الواضح، ويجب أن آخذ ذلك بعين الاعتبار، أن ذلك لم يكن مرغوب فيه في كييف".

وفي هذا السياق أتت تصريحات السفير ميلنيك المثيرة للجدل، والتي أشعلت موجة غضب في الأوساط السياسية الألمانية التي اعتبرتها "مستفزة". وطالبت النائبة في البوندشتاغ، سيفيم جادلان، بطرد السفير الأوكراني من برلين، معتبرة في تغريدة لها أن "كل من لا يطرد مؤيد النازية ميلنيك فقد الآن كل احترام للذات.. أولاف شولتس ليس قطعة نقانق، إنه مستشار جمهورية ألمانيا، ويجب على ميلنيك احترام ذلك".

وفي مساعي لحلحلة الأزمة المتصاعدة، تراجعت كييف عن رفضها استقبال شتاينماير. وكشفت الرئاسة الألمانية، في بلاغ لها الخميس، أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي قد وجَّه إلى نظيره الألماني دعوة بزيارة البلاد.

وقال المكتب الرئاسي الألماني إن الرئيس فرانك فالتر شتاينماير أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الأوكراني، فلودومير زيلينسكي، تخلله إزالة التوترات التي وقعت في الفترة الماضية. وأردف البلاغ أن هذا الاتصال استمر لمدة 45 دقيقة، وكان "جيداً جداً وذا أهمية بالغة".

جذور الأزمة

في خطاب له أمام البوندشتاغ، وصف زيلينسكي الحرب على بلاده بأنها "عملية تشييد جدار برلين جديد"، معتبراً أن من بين أدوات تشييد هذا الجدار كانت صفقة "نورد ستريم 2" التي أبرمتها برلين مع موسكو. متسائلاً: "أيها الشعب الألماني العزيز، كيف يمكن أن يكون ردكم، عندما قلنا إن نورد ستريم 2 هو نوع من التحضير للحرب، إنه محض شأن اقتصادي؟".

وينتقد الجانب الأوكراني ارتباط برلين بالغاز الروسي، إذ كشف مركز أبحاث "الطاقة والهواء النظيف"، أن ألمانيا كانت أكبر مشتر للطاقة الروسية خلال شهرين من الهجوم على أوكرانيا. مشيراً إلى أن روسيا حققت مكسباً قدره 63 مليار يورو (66.5 مليار دولار) من صادرات الوقود الأحفوري منذ 24 فبراير/شباط.

وإضافة إلى هذا، تنتقد أوكرانيا تردد ألمانيا بشأن تقديم مساعدات عسكرية لجيشها. إذ سبق وسخرت أوكرانيا من حزمة الخوذات التي أرسلتها برلين أسابيع قبل بدء الحرب، وقال وقتها عمدة كييف: "إنَّ سلوك الحكومة الألمانية يتركني عاجزاً عن الكلام. يبدو أنَّ وزارة الدفاع لم تدرك أننا نواجه قوات روسية مجهزة تجهيزاً كاملاً، يمكنها بدء غزو آخر لأوكرانيا في أي وقت. أي نوع من الدعم سترسله ألمانيا بعد ذلك، الوسائد؟".

وصوتت برلين مؤخراً على منح الجيش الأوكراني أسلحة ثقيلة، ووافقت على إرسال دبابات "جيبارد". لكن هذه القرارات لم تلقَ رضى الجانب الأوكراني، وعلق عليها سفيرها بألمانيا قائلاً: "إن المدرعات التي وافقت الحكومة الاتحادية على توريدها لأوكرانيا يبلغ عمرها 40 عاماً"، فمن أجل الانتصار على روسيا "نحتاج إلى أحدث أسلحة ألمانية".

TRT عربي