تابعنا
أدانت هيئة المحلفين بولاية ديلاوير يوم الثلاثاء، نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحيازته سلاحاً نارياً في عام 2018 عندما كان مدمناً للمخدرا، وهي التهم التي قد تضع هانتر بايدن في مواجهة عقوبة سجن قد تصل إلى 25 عاماً.

ويعاني هانتر من ماضٍ طويل من الإدمان وفقدانه أفراد أسرته، ما يمنعه، بموجب القانون الفيدرالي، من حيازة أسلحة نارية. ووجّه المدّعي العامّ إليه ثلاث تهم جنائية بالكذب في أثناء شراء سلاح ناري، وهي سابقة في تاريخ البلاد، بإصدار لائحة اتهام في حقّ نجل رئيس أمريكي في أثناء فترة ولايته.

وجاء في أوراق القضية أن بايدن الابن دوّن معلومات كاذبة في المستندات الفيدرالية الإلزامية في أثناء شراء مسدس من طراز كولت كوبرا سبيشال من متجر أسلحة في ديلاوير في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وقال المحقق الخاص ديفيد وايس، الذي رفع الدعوى على هانتر بايدن، للصحافيين بعد صدور الحكم، إن القضية "لا تتعلق بالإدمان فقط، بل تتعلق بالخيارات غير القانونية التي اتخذها المتهم عندما كان مدمناً، مثل الكذب في استمارة حكومية عند شراء مسدس، وحيازة هذا المسدس بعد ذلك".

وأضاف مؤكداً: "لا أحد في هذه البلاد فوق القانون، يجب أن يُحاسَب الجميع على أعمالهم، بمن فيهم هذا المتهم".

تأتي هذه الإدانة في مرحلة دقيقة يمر بها الرئيس الأمريكي، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئيسية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، إذ يواجه بايدن صعوداً في شعبية منافسه الجمهوري دونالد ترمب، وهو ما يطرح علامات استفهام حول تأثير الإدانة في الحملة الانتخابية لمرشح الحزب الديمقراطي.

"لا أحد فوق القانون"

وقُبيل المحاكمة تَوجَّه الرئيس بايدن إلى ديلاوير حيث جرت المحاكمة، لدعم ابنه، وعبّر عن "حبه ودعمه" لنجله في بيان صدر عن البيت الأبيض عقب صدور الحكم، وأكد أنه "سيقبل بنتيجة هذه القضية، وسيواصل احترام الإجراءات القضائية، فيما يفكر هانتر في الاستئناف".

وعقب قرار الإدانة استبعد الرئيس جو بايدن العفو عن نجله، لكن تحدّث عن إمكانية تخفيف العقوبة مع السماح بإدانته، إذ من المرجح أن يكون الحكم عليه بعد نحو 120 يوماً من إدانته، أي في أكتوبر/تشرين الأول تقريباً.

وفي تصريحات يوم الأربعاء قالت الناطقة باسم البيت الأبيض: "كما نعلم جميعاً، لم يُحدَّد موعد الحكم بعد. والرئيس بايدن كان واضحاً جدّاً، وبالتأكيد كان حاسماً بشأن العفو المحتمل، ولكن بشأن تخفيف العقوبة ليس لديّ أي إضافة في هذا الصدد".

وبحسب محللين، فإن الديمقراطيين اصطفُّوا خلف هيئة المحلفين، واعتبروا قرار الإدانة طبيعياً، مؤكّدين أنه "لا أحد فوق القانون". وقال غريغ لاندسمان، النائب الديمقراطي من ولاية أوهايو: "نفس ما قلته عن ترمب، لا أحد فوق القانون".

وقال النائب بيت أغيلار، النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا: "جلس هانتر بايدن أمام هيئة محلفين وصدر حكم في حقه (...). الديمقراطيون في مجلس النواب يثقون بسيادة القانون، لذا نحن نحترم هذا الحكم".

وأتى هذا ردّاً من الديمقراطيين على هجومات الجمهوريين من أنصار ترمب، الذين كانوا يتّهمونهم باستخدام العدالة سلاحاً ضد مرشّح الحزب المحافظ بعد إدانته في عدد من القضايا.

وفي تصريحات لموقع أكسيوس، قالت بيكا بالينت النائبة الديمقراطية عن ولاية فيرمونت، إن رئيس السلطة القضائية جيم جوردان (جمهوري من ولاية أوهايو) "ينتقد مراراً وتكراراً نظام العدالة" المزور حسب ادعائه، لكن "هذا الحكم يُظهِر أنه لا أحد فوق القانون (...)، ولا أستطيع الانتظار لأرى كيف يصوّر المدافعون عن ترمب وممكّنوه هذا الأمر".

أنصار ترمب يتشبثون بخطابهم

ومع أن القرار يُدين نجل الرئيس بايدن، لم يمنع ذلك انتقاد حملة ترمب له، فأصدرت بياناً تعتبر فيه الحكم "ليس أكثر من إلهاء عن الجرائم الحقيقية لعائلة بايدن الإجرامية".

وقالت النائبة إليز ستيفانيك، وهي جمهوريّة من نيويورك مرشحة لمنصب نائب الرئيس لترمب: "تذكروا أن وزارة العدل الفاسدة التابعة لجو بايدن هي التي حاولت التفاوض بشأن الحصانة الخارجية التي لا علاقة لها بهذه القضية". وأضافت: "اليوم هو الخطوة الأولى في تحقيق المساءلة لعائلة بايدن الإجرامية".

من جانبه، تمسك رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، باتهاماته لنظام العدالة بتلفيق محاكمات سياسية لترمب، وقال: "من الواضح أن الأدلة (في قضية هانتر بايدن) كانت دامغة. لا أعتقد أن هذا هو الحال في محاكمة ترمب، حيث كانت جميع التهم الموجهة إليه لأغراض سياسية، أما هانتر بايدن فهو حادثة منفصلة".

من جانبهم، استنكر الديمقراطيون تشبث الجمهوريين بتشكيكهم في العدالة، وشنّوا حملة خطابات مضادة ركزت في دفوعها على ما اعتبروه "تناقضاً" في موقف الحزب الجمهوري.

انتقد النائب جيم ماكغفرن، ديمقراطي من ماساتشوستس وكبير الديمقراطيين في لجنة القواعد بمجلس النواب، زملاءه في الحزب الجمهوري، وقال: "التناقض اليوم مذهل. على ما يبدو، عندما يُدان جمهوري، فهذا بمثابة تسليح للعدالة، ولكن عندما يُدان أحد الديمقراطيين فهذه هي العدالة".

كيف تؤثّر الإدانة في الانتخابات؟

تأتي هذه الإدانة قبل أشهرٍ قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية، التي يواجه فيها الرئيس بايدن الطامح إلى ولاية رئاسية ثانية، المرشح والرئيس السابق دونالد ترمب الطامع في العودة إلى البيت الأبيض.

وكتبت واشنطن بوست الأمريكية، أن إدانة هانتر بايدن سيكون لها أثر شخصي في الرئيس، إذ يمكن أن تلقي بثقلها على بايدن الأب في الأشهر الأخيرة من حملة إعادة انتخابه المرهقة، مما يقلق عديداً من حلفاء الرئيس سرّاً.

ونفت الصحيفة الأمريكية أن يكون من الواضح مدى التأثير السياسي للواقع في حملة الرئيس الانتخابية.

من ناحية أخرى، كتبت صحيفة التليغراف أن إدانة نجل بايدن تصبّ في مصلحة حملة الحزب الديمقراطي، على الرغم من تمسُّك الجمهوريين بخطابهم المشكّك في العدالة الأمريكية، لكون القضايا التي يتابع فيها ترمب أخطر من التي أُدينَ فيها هانتر، ولأن الأول هو المرشح عكس الثاني.

وأضافت أن الاستراتيجيين الديمقراطيين يعتقدون بوجود جانب مشرق في ما كُشف عنه في قضية هانتر بايدن. ونقلت عن كيت بيدنجفيلد، مديرة الاتصالات السابقة لبايدن، قولها إن الحكم ربما أعطى الناخبين في بلد يجتاحه إدمان المخدرات "رابطاً" شخصياً مع الرئيس يمكن أن يكون قوياً.

TRT عربي
الأكثر تداولاً